تمتاز مهنة غسيل السيارات ببساطة رأس المال ومجانية المكان والإعفاء من الضرائب، فهو قطاع غير مصنف.
ورغم الجهد العضلي الكبير الذي يبذله ممتهني غسيل السيارات، والمخاطر التي يتعرضون لها شتاء باستعمال المياه، وصيفا بالتعرض لأشعة الشمس الحارقة، إلا أنهم يكسبون لقمة عيشهم بعرق الجبين، بعيدا عن التسول وعن اللجوء للكسب الحرام.
لم تتوقف مهنة غسيل السيارات في نواكشوط خلال فترة إغلاق الأسواق وتوقيف الكثير من النشاطات التجارية، كالمطاعم ومحلات الحلاقة ودكاكين بيع الخردوات... وغيرها، وذلك لكونها مهنة تندرج تحت إطار المهن غير المصنفة التي لا تحكمها قوانين منظمة.
لا يكاد يخلو شارع في العاصمة نواكشوط من غسال للسيارات، ومع ذلك فهناك أماكن معروفة لدى الزبناء ويقصدون بالعشرات يوميا، وتكون عادة بالقرب من المساجد والملاعب والوزارات والبنوك، وهز ما يفسره البعض بتعمد أصحاب غسيل السيارات القرب من نقاط مياه تكون مجانية في أغلب الحالات.
وقد لا يكون العنوان ثابتا، حيث يتم إخلاء بعض أماكن الغسيل بأمر من السلطات، لكن الغسال المرحل قسرا لا يلبث ان يعود لمكانه الأصلي بمجرد اختفاء من أجبروه على الرحيل، فالعنوان الثابت ضروري للحفاظ على الزبناء.
مهنة غسيل السيارات لا تقتصر على المواطنين فحسب، بل إنها تعتبر المهنة المفضلة والمتاحة للأجانب، وخاصة الافارقة منهم، والمتواجدين بكثرة في الساحة المحاذية للكنيسة، حيث يتجاوزون مجرد التنظيف إلى تقديم خدمات أخرى منها تظليل زجاج السيارة والصباغة الجزئية... وغيرهما.
يقول غسال السيارات جعفر، في تصريح خص به وكالة الوئام الوطني للأنباء: "أنا اسكن فى البصرة وآتي إلى هذا المكان لمساعدة زملائي فى غسل السيارات، فهنا نحصل على 500 أوقية قديمة عن كل سيارة، وفي نهاية دوامنا نتقاسم المبلغ المتحصل عليه".
وأوضح أن متوسط دخلهم اليومي يتراوح ما بين 16 ألف أوقية قديمة و20 ألفا.
وحول التحديات التي فرضها فيروس كورونا على مهنتهم، قال جعفر إنهم باتوا يستخدمون مادة "جافيل" بشكل مفرط باعتباره مادة معقمة.
ونفى جعفر تعرضهم لأية مضايقات خلال أدائهم لعملهم خلال تطبيق السلطات للاجراءات الاحترازية، مشيرا إلى أن بعض أصحاب المهن الأخرى التي تضررت من الإغلاق لجأوا إلى غسيل السيارات لتوفير دخل بديل.
وأضاف: "نقول دائما لمن يزورنا من السلطات العمومية إن دورنا مهم وفعال خاصة فى هذه الظرفية، لأننا نستعمل الصابون والمطهر"، وقال: "مهمتنا تلعب دورا أساسيا في القضاء على الفيروسات".