كشف جراح الشرايين العالمي اللبناني الأصل، جهاد جبور، أن فيروس كورونا المستجد يؤثر سلبا ليس فقط على الجهاز التنفسي، بل وعلى أجهزة الجسم الأخرى، وخاصة القلب والأوعية الدموية.
وأوضح في حديث لـ"الوكالة الوطنية للإعلام" اليوم الثلاثاء، أنه: "في الوقت الذي يتسابق فيه العلماء لتطوير لقاحات وعلاجات لفيروس كورونا المستجد، يعمل آخرون على دراسة الآثار التي يحدثها الفيروس في أجهزة الجسم المختلفة، والتي تسهم في تدهور الحالة الصحية للمرضى، بصورة قد تفقدهم الحياة".
وقال الطبيب الذي يعمل في أهم مستشفيات العاصمة الإيطالية "أمبرتو بريمو" الجامعي، وهو المستشفى الذي حول معظم أقسامه لاستقبال المرضى المصابين بكورونا: "يعد كوفيد - 19 أحد الأمراض التنفسية، إذ تظهر أكبر تداعياته على الرئتين، ويمكن أن تتطور إلى التهاب رئوي حاد ثم إلى فشل رئوي، ومن بعدها تحدث الوفاة، ولا يشمل تأثيره السلبي فقط الرئة، بل والقلب أيضا، خصوصا عند المسنين الذين تبلغ نسبة عددهم في إيطاليا أكثر من 23% من السكان. لكننا هنا نتحدث عن المراحل المتقدمة للفيروس، لأنه في المراحل الأولى، خاصة بعد اكتساب الخبرة، تجري معالجة المرضى بالأدوية التقليدية، ومعظمهم يتماثل للشفاء".
وأضاف:"إن خطر هذا المرض لا يقف عند حدود الرئة، بل يمكن أن يشمل القلب. فيروس كورونا يفاجئنا كل يوم بشيء جديد، ولا يزال غامضا للجميع. ومن بين أحدث المضاعفات لهذا الفيروس الجلطات الدموية، التي تظهر في الرئة وأجزاء مختلفة من الجسم لدى المرضى".
وكشف أن "عددا كبيرا من ضحايا كورونا المسبب لمرض Covid-19 يتوفون بسبب فشل في عمل القلب والجهاز التنفسي"، وقال: "عرفنا ذلك من خلال عمليات التشريح التي أجريت في مستشفيات كمستشفى "سبالنساني" Spallanzani ، الأكثر شهرة اليوم".
وشرح أن "معظم المصابين يعانون من الالتهاب الرئوي ومصدره الالتهاب بالأوعية الدموية، وأي التهاب حاد في الأوعية الدموية ينتقل إلى القلب والجهاز التنفسي وإلى الرئتين، ما يحدث تليفا كثيفا فيهما".
وأعلن:"يمكننا القول أن الفيروس يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على صحة القلب، حتى بين الأشخاص الذين لم يعانوا في السابق من أمراض القلب والأوعية الدموية. لكل ذلك، يمكن القول أن الإصابة في مراحلها المتقدمة ممكن أن تحدث آثارا تدميرية لخلايا القلب في صورة التهاب لعضلة القلب، مشابهة لما يحدث عند الإصابة بقصور الشرايين التاجية أو جلطة القلب، وبالتالي فإنه يضعف العضلة القلبية، ويفاقم أوجاع مرضى القلب ويهدد حياتهم".
أما عن العلاجات الناجحة المستخدمة، فقال: "كل يوم يمر نتعرف أكثر فأكثر على الفيروس، ولا يوجد علاج محدد له. لكن المهم اليوم أن المرضى يتماثلون للشفاء. أذكر أن أول المرضى الذين تماثلوا للشفاء دخلوا إلى مستشفى سبالنتساني في أواخر شهر يناير وخرجوا في نهاية فبراير، وكانا رجلا وزوجته جاءا للسياحة من الصين. ظهرت عليهما أعراض المرض ودخلا المستشفى وتمت معالجتهما بواسطة مضاد للفيروسات المدمجة بالـ"أزيثروميسين" Azithromycin وهو مضاد أيضا لالتهابات المفاصل".
وتابع قائلا:"للأسف الالتهاب القوي الذي يسببه الفيروس ينشط أنظمة التخثر ما يسبب الجلطة القلبية، لهذا السبب استعملت أدوية ما زالت تحت الاختبار، لكن الوكالة الإيطالية للدواء AIFA سمحت بها مثل Tocilizumab و Sarilumab وهي أدوية تستعمل عادة كمضادة لالتهاب المفاصل. العدد الأكبر من المصابين اليوم يعالجون في منازلهم وتطبق عليهم العزلة المنزلية وتشرف عليهم مستشفيات متطورة مثل مستشفى سبالانساني الشهير في روما، معظمهم يعالجون بكلوروكوين chloroquine وهيدروكسي كلوروكوين hydroxychloroquine ، وهما مضادان للفيروسات وللالتهابات، لكن يجب أن يتم ذلك تحت المراقبة الشديدة نظرا للأعراض الجانبية الخطرة".