قال الكاتب في صحيفة "مكور ريشون" أريئيل كهانا إن إسرائيل تقيم ما وصفها "علاقة حب" مع الدول الإسلامية في الاتحاد السوفياتي السابق، في أعقاب الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى أذربيجان وكزاخستان.
ووصف زيارة نتنياهو إلى أذربيجان بأنها تاريخية، لأنها المرة الأولى التي يزورها في وضح النهار، فزيارته الأولى إليها عام 1997 كانت في الخفاء.
وبيّن أن أذربيجان ذات الحدود المشتركة مع إيران، وكزاخستان القوة الإقليمية الكبيرة، - وهما دولتان عضوان في منظمة التعاون الإسلامي، لم تعودا تخفيان أن لديهما "قصة غرام" مع إسرائيل، وأنه آن الأوان للتوقف عن إخفائها.
وزعم أن الموضوع الفلسطيني لم يطرح بتاتا في مباحثات نتنياهو مع الرئيس الأذري الشيعي إلهام عيليف، والرئيس الكزاخي السني نور سلطان نزار باييف.
كما أوضح كهانا أن اليهود في هاتين الدولتين يعتبرون أنهما آمنتين، وهم يعيشون فيهما منذ مئات السنين دون خشية من الأعمال المعادية للسامية، حتى أن اليهود الذين هربوا من أيام "المحرقة النازية" وجدوا فيهما ملجأين آمنين لهم.
وأشار إلى أن الدولتين توفران لإسرائيل ثلثي احتياجاتها النفطية، فأذربيجان توفر 40%، وكزاخستان توفر باقي الكمية المطلوبة لإسرائيل. ونقل عن السفير الإسرائيلي السابق في كزاخستان ران يشاي أن الساسة في هذه الدولة يريدون السير في الطريق ذاتها التي سارت فيها إسرائيل في 1948، ويشبهونها بما قاموا به عام 1991، حين انفصلوا عن الاتحاد السوفيتي السابق.
وأضاف أن الدولتين تتشابهان، فإسرائيل تستوعب داخل حدودها العديد من الهجرات اليهودية الوافدة من مختلف أنحاء العالم، في حين تضم كزاخستان لوحدها أكثر من مئة قومية وعشرات الأديان.
وألمح كاتب المقال إلى أنه في السنة القادمة 2017 ستصبح كزاخستان دولة عضوا في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، مما يكشف النقاب عن سبب زيارة نتنياهو لهذه المنطقة البعيدة من العالم، فإسرائيل تطمح لنيل دعم كزاخستان في حصولها على مقعد في مجلس الأمن لعام 2019، وفي حال تحقق هذا الطموح الإسرائيلي، فسوف يعتبر تغييرا جوهريا في علاقة الأمم المتحدة بإسرائيل.
وأضاف كهانا "بينما توفر إسرائيل لأذربيجان وكزاخستان معظم احتياجاتهما من التكنولوجيا والزراعة والبيئة والطاقة وإدارة الموارد المائية، فإنها في المقابل تستفيد من علاقتها مع هاتين الدولتين بالحصول على احتياجاتها الأمنية في ظل امتلاك أذربيجان حدودا طويلة مع إيران".
وقد تحدثت الصحافة الأجنبية في عديد المرات أن إسرائيل استغلت جيدا كثيرا من الفرص بسبب هذا التقارب الحدودي بين طهران وباكو، وإن تقارير غربية ذكرت أن تل أبيب تباحثت مع باكو إمكانية تنفيذ هجمات داخل طهران انطلاقا من مطار عسكري في أذربيجان.
عن: الجزيرة نت