توصلت دراسة صينية تم إجراؤها علي 2173 مريض إلى أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم “A” قد يكونون أكثر عرضة للإصابة من فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19).
وتشير الأبحاث في ووهان وشنتشن الصينية إلى أن المرضي أصحاب فصيلة الدم (A) لديهم معدل أعلى من العدوى وتظهر عليهم أعراض المرض أكثر حدة، بينما أولئك الذين يحملون فصيلة دم من النوع O لديهم خطر أقل بكثير للمرض ومقاومة للفيروس مقارنة مع الآخرين.
وقد أجرى الدراسة علماء وأطباء من مدن في أنحاء الصين بما في ذلك بكين ووهان وشنغهاي وشنتشن، حيث أخذ الأطباء والباحثون فصائل الدم لأكثر من 2000 مريض مصاب بالفيروس في ووهان وشنتشن وقارنوها بالسكان الأصحاء، ووجدوا أن مرضى فصيلة الدم A أظهروا معدلات إصابة أعلي وظهور للأعراض المرضية أكثر حدة.
في حين قال الباحثون إن الدراسة كانت أولية وهناك حاجة إلى مزيد من العمل، إلا أنهم نصحوا الحكومات والمؤسسات الطبية بالنظر في اختلافات فصيلة الدم عند التخطيط لإجراءات التخفيف أو علاج مرضى فيروس كورونا.
وذكر القائمين علي البحث تحت قيادة وانغ شينغهوان من مركز الطب القائم على الأدلة والطب التحويلي في مستشفى تشونغنان بجامعة ووهان، أنه قد يحتاج أفراد فصيلة الدم A إلى حماية شخصية معززة بشكل خاص لتقليل فرصة الإصابة.
وقال وانغ، قد يحتاج المرضى المصابون بفيروس كورونا من فصيلة الدم A إلى تلقي المزيد من الرعاية الطبية والعلاج.
وفي المقابل، كانت فصيلة الدم O أقل عرضة للإصابة بالأمراض المعدية مقارنةً بفصائل الدم غير O، وفقًا لبحث تم نشره على المؤسسة البحثية العلمية Medrxiv في 11 مارس الماضي.
وذكر البحث أنه من بين 206 مريضًا توفوا من فيروس كورونا الجديد في ووهان، كان 85 منهم يعانون من النوع A من الدم ، أي نسبه 41% من المتوفيين من فصيلة الدم A، بينما الباقي موزعاً بين فصائل الدم الأخري.
وقال "وانغ"، انه قد يكون من المفيد إدخال فصيلة الدم ABO في كل من المرضي والعاملين الطبيين كجزء روتيني من مقاومة عدوى فيروس كورونا والفيروسات التاجية الأخرى وقليل المخاطر لديهم.
وقال جاو ينغداي، الباحث في مختبر الدولة الرئيسي لأمراض الدم التجريبية في تيانجين الذي لم يشارك في الدراسة ، إنه يمكن تحسين نتائج الدراسة لإعتمادها من خلال إجراؤها علي حجم أكبر من المرضي على الرغم من أن 2000 لم يكن صغيرًا، إلا أنه يتضاءل من إجمالي عدد المرضى المصابين بفيروس كورونا، والذي يتجاوز الآن 180.000 شخص على مستوى العالم.
وقال "ينغداي" إن من القيود الأخرى للدراسة أنها لم تقدم تفسيراً واضحاً حول هذه الظاهرة، مثل التفاعل الجزيئي بين الفيروس وأنواع مختلفة من خلايا الدم الحمراء.
وأضاف "ينغداي"، إن الدراسة الجديدة قد تكون مفيدة للمهنيين الطبيين، ولكن يجب على المواطنين العاديين ألا يأخذوا الإحصاءات على محمل الجد، إذا كنت من النوع A، فلا داعي للذعر، لا يعني ذلك أنك ستصاب بنسبة 100 في المائة، وإذا كنت من النوع O، فهذا لا يعني أنك آمن تمامًا أيضًا، ما زلت بحاجة إلى غسل يديك وإتباع الإرشادات التي أصدرتها السلطات.
يُذكر انه يتم تحديد نوع فصيلة الدم بواسطة ما يُسمى "انتي جين"، وهو مادة على سطح خلايا الدم الحمراء يمكن أن تؤدي إلى إستجابة مناعية، وإكتشف عالم الأحياء النمساوي "كارل لاندشتاينر" فصائل الدم الرئيسية في عام 1901، وسمها الي A و B و AB و O، وسمح ذلك الإكتشاف بنقل الدم الآمن عن طريق مطابقة أنواع الدم في المرضى.
وتختلف فصائل الدم بين السكان، وفي الولايات المتحدة، حوالي 44% من السكان من النوع O، بينما حوالي 41% من النوع A.
وفي ووهان التي يبلغ عدد سكانها حوالي 11 مليون نسمة، فصيلة الدم O تمثل 32%، في حين أن فصيلة الدم A تمثل 34% من السكان.