كانت مبادرة لقاء الرئيس مع الصحافة إيجابية من حيث المبدأ, وقد حضرها عدد من المهنيين وجمعت شبابا و جيل رواد لكن الحدث لم يسلم من ملاحظات ...
فقد كانت فكرة اللقاء - الذي أسر بها ذات مساء أحد الصحفيين المحسوبين على المعارضة بمقهى سفانا وسط العاصمة نواكشوط لأحد المقربين من النظام- تقضي بترضية الإعلام المحلي بعد سلسلة مقابلات للرئيس مع مؤسسات إعلامية دولية و تكون باكورة لقاءات لاحقة للرجل مع الصحافة المحلية لتتوسع الفكرة و تشمل لاحقا لقاءات لأعضاء الحكومة بمعدل قطاع كل شهر تقريبا كما في بلدان أخرى.
لكن غابت أو غيبت وجوه إعلامية بارزة عن اللقاء الجامع كما أريد له - وأرجو شخصيا أن لايكون في الأمر تصفية حسابات ضيقة بين بعض المشرفين و زملاء لهم في المهنة- ومن بين من تم اقصائهم نقابيون والمقام البارحة اتسع للمطالب, و موالون استماتوا في النصرة ألقمتهم اللجنة حجرا بدل العشاء, و معارضون تدثروا بالنصح خلال الأشهر المنصرمة....
استغرب الجمهور غياب البث المباشر للقاء في جزئه الخاص بالمؤتمر الصحفي, وهي خطوة أثرت سلبا على مصداقية اللقاء, ولم تحقق الهدف الذي أراده المنظمون منها, إذ بات الكل يعلم الآن الأسئلة و يعرف بدقة الحاضر إجابات الرئيس والمؤتمر حتى الآن قيد المونتاج.. نعم الكل مطلع بحديث الرئيس عن محكمة الحسابات و ترخيص الاحزاب و اللجنة البرلمانية والمؤتمر لازال يرزح تحت المونتاج إلى الآن..
فببساطة تم نقل المؤتمر مباشرة البارحة على صفحات المواقع والمنصات الرقمية كتابيا وتلك كبوة تنظيمية لن ينكرها المنظمون.
لاشك أيضا أن استعجال مقابلة بهذا الحجم و الأهمية لا يبرر تنظمها و خدمة الانترنت شبه معدومة بفعل عطب فني فكان الأجدر انتظار يوم أو يومين لتحظى المقابلة بانتشار أوسع محليا ودوليا.
في ملاحظة أخيرة من جزئين فأنا لا أحسن الملاحظة عادة الأول يتمثل في غياب الزخم الإعلامي لأول لقاء صحفي وطني للرئيس منذ انتخابه, إذ انزل الخبر ساعات فقط قبيل تنظيم الحدث في شكل إشاعة سمجة دون إعلان مسبق للرأي العام. أما الثانية فهي غياب أخواتنا في المهنة عن حوار صاحب الفخامة وأتمنى كذلك أن لا يكون في الأمر انتقاصا من الثقة...
فتفى ولد متالي : كاتب صحفي