الوكالة الموريتانية مؤسسة إعلامية وطنية أنشئت في العام 1975 تحت اسم " الوكالة الموريتانية للصحافة". وفي العام 1990 تمت إعادة هيكلتها إلى اسمها الحالي، وهي مؤسسة ذات طابع إداري، وتتمتع بالاستقلالية المالية، وتخضع لوصاية الوزارة المكلفة بالاتصال.
تتمثل مهام الوكالة أساسا في جمع وتوزيع الأخبار الوطنية، والمساهمة في نشر الثقافة الوطنية والتعريف بتاريخ البلد، ونشر أخباره من خلال البرقيات والتقارير الإخبارية وإعداد الملفات الصحفية *بحسب ما تقول عن نفسها في موقعها.
وتشغل الأخبار الرسمية والأنشطة الحكومية الحيز الأكبر من تغطية الوكالة. ولا تتعرض للأخبار الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية إلا في مناسبات نادرة. ووكالة أنباء وطنية يلزمها أن تعد تقارير عن مختلف جوانب الحياة اليومية للمواطن، وأنشطته واهتماماته وهمومه.
أواكب وأتابع عمل الوكالة بشكل يومي، وتعد تقارير عن مختلف الأنشطة الحكومية، وهي تقارير جيدة في الغالب. لكن لحظت في الفترة الأخيرة ترديا واضحا وخصوصا في جودة التصوير. وأعرف في الوكالة مصورين محترفين وتجربتهم طويلة في التصوير. وأتساءل مالعوامل التي أدت إلى هذا التردي الذي يلاحظه كل إنسان حتى من غير الحقل الصحفي المهني؟ أقول ربما خانتهم الأجهزة التي في أيديهم، وربما يحتاجون إلى آلات تصوير وبجودة عالية.
في زيارة رئيس الجمهورية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، نشرت الوكالة صورة لقائه مع حاكم دبي. وكانت الصورة مائعة غير مرئية وبجودة متدنية. فبحثت عن صور اللقاء على موقع مكتب حكومة دبــي للإعلام، فوجدت تشكيلة من الصور ذات الجودة العالية، ومن ضمنهم الصورة التي نشرت الوكالة. ولم يتغير في الأمر غير أنها فقدت بريق الجدة وتحولت إلى مائعة على موقع الوكالة، مع شعار الوكالة والذي يضعونه بغير استحياء ولا خجل على كل صورة حتى ولو لم تكن من إنتاجهم ولا ملكيتهم. ولا أعرف السبب لهذا التحول الذي أصاب الصورة؟ ولا أعرف المنطق الذي يصادرون به الصور ويطبعون عليها شعارهم؟
هذه مناسبة سانحة لأدعو السيد المدير الجديد للوكالة الرسمية إلى أن يكون على مستوى التحدي. وأن يقوم بعمل سريع وأن يصلح هذه الأخطاء الجسيمة، وأن يشتري المعدات اللازمة لتصوير جيد عالي الجودة. وأن تنتدب الوكالة مصورا محترفا بأجهزة حديثة يرافق رئيس الجمهورية في استقبالاته وزياراته وأن ينتج صورا محترمة، محترفة، عالية الدقة، تليق بالسيد الرئيس وبمؤسسة الرئاسة.
كما أدعو السيد ولد عمير إلى أن يضخ دماء جديدة في هذه المؤسسة المترهلة المتعبة. وأن يعمد إلى إحداث نقلة نوعية، واستحداث خط تحريري جديد. وأن يقصر الأخبار الطويلة، ويقلل من الإطناب والتشتيت في غير فائدة. وأن يعمد إلى تجميع الأخبار المتعلقة بمؤسسة واحدة أو أحداث تتعلق بنفس الموضوع. فعلى سبيل المثال استقبال السيد رئيس الجمهورية لتسعة سفراء، يمكن تجميعه في خبرين (إضافة أولى وثانية)، ولا يلزم أن يفرد كل استقبال كخبر مستقل، فهذا الأسلوب يشغي الخبر المتكامل ويشتت عين القارئ، بالإضافة إلى أنه أسلوب عتيق وممل ولا يفيد.
بقلم: سيد أحمد أعمر محم (إعلامي وكاتب)