غالبا ما يتعرف معظمنا على النوبات القلبية من خلال أعراض تتمثل بألم في الصدر وضيق في التنفس، إضافة لآلام الذراعين والرقبة والظهر.
لكن مع ذلك، هناك نوبات أخرى قد تكون مؤشرا أكثر خطورة من النوبات القلبية التقليدية، وهي ”النوبات القلبية الصامتة“، المعروفة رسميا باسم ”احتشاء عضلة القلب الصامت“، نظرا لأن أعراضها تكاد لا تلاحظ ولا يفطن لها الكثير من الناس، بل إنهم قد يتجاهلونها، دون أن يدركوا أن هذه الأعراض إنذار لأعراض قادمة أكثر خطورة، بحسب ما ذكره خبراء في الطب.
وقارنت نتائج دراسة نُشرت عام 2015 في مجلة ”سيركوليشن“ الصادرة عن الجمعية الأمريكية لطب القلب، ما يقرب من 10 آلاف مشارك، بين النوبات القلبية الصامتة والنوبات التقليدية، ووجدت أن النوبات القلبية الصامتة تمثل ما يقرب من نصف جميع النوبات القلبية.
ووفقا لنيكول واينبرغ، طبيبة القلب في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، ”يمكن أن تكون هناك حالات للإصابة بنوبة قلبية صامتة لا يشعر بها الأشخاص بأي أعراض، كما أن بعض الأعراض الخفيفة قد لا يتم التعرف عليها أيضا“.
وتشمل الأعراض الخفيفة أو ”الصامتة“: التعب، وحرقة المعدة، ثقل بالصدر، والظهر، أو الفك، وضيق في التنفس. كما يمكن أن يكون للنوبة القلبية التقليدية أعراض مماثلة، لكنها تشمل الشعور بالألم في الصدر والذراعين والرقبة والظهر.
كما وجد باحثون أن النوبات القلبية الصامتة أكثر شيوعا لدى كبار السن المصابين بالسكري، على سبيل المثال، في دراسة نُشرت في عام 2012 في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، تعرض 14٪ من 337 مشاركا يعانون مرض السكري لنوبة قلبية صامتة مقارنة بـ 9٪ من السكان أنفسهم الذين أصيبوا بنوبة قلبية تقليدية.
وقد وجهت أخيرا أخصائية أمراض القلب ومديرة مركز المرأة لصحة القلب والأوعية الدموية بجامعة كولومبيا الدكتورة جنيفر هايث، تحذيرا بشأن التهاون الخطير بالنوبات القلبية الصامتة، إذ لا يظهر لها أي أعراض ولا يدرك المصابون بها أنها مؤشر على ”نوبة قلبية صامتة“، وبالتالي لا يبحثون عن العلاج اللازم.