لا شك في أن سوق العمل اليوم تنافسية جدّاً، ويعاني الموظّفون في الشركات صعوبات في إبراز أنفسهم للحصول على ترقية والتّقدم في سيرتهم المهنية؛ إذ عليهم أن «يسوّقوا» لأنفسهم ويعملوا بجهد ودهاء حتى يعود عملهم بالإيجابية على إدارة الشركة.
يقول الدكتور أيمن الدهشان خبير التنمية الإدارية تعدَّ عملَك العادي وروتينَك المهني، واطمح إلى الترقية التي تستحقها:
1- كُن صاحب مشروع في العمل:
إذا قمتَ في وظيفتك بالواجبات المطلوبة منك فقط، فلن تتقدّم مهنياً. عليك أن تتمتع بعقلية ريادية في العمل لتسريع عجلة حياتك المهنية. لقد أوضحت دراسة لشركة الخدمات المالية American Express أن 58% من المديرين مستعدون تلقائياً لدعم الموظّف المبادِر.
لذلك، ابدأ بالبحث عن فُرَص في الشركة يمكنك أن تستفيد منها وتطوّرَها. اجرِ البحوث الخاصة بك واعرض فكرتك بجدية؛ لتُقنعَ مديرك بأنك الشخص الأفضل لإدارة هكذا مشروع جديد. إذا نجح الأمر، ستصبح مميّزاً في فريق عملك، أما إذا لم تُفلِح خطوتُك، فستبقى بالنسبة إلى مديرك شخصاً مجازفاً وخلاقاً.
2- اتقِن مهارة معينة:
الوقت دائماً مناسبٌ؛ لتصبح خبيراً بأمرٍ معين. فالشركات توظّف المواهب، وتستعين باستمرار بالمتخصّصين في مهارة محدّدة. وإذا كنتَ في مكان عملك الموظّف الأفضل في مهارةٍ ما أو الأكثر دراية في موضوعٍ معين، فترتفع قيمتك بالشركة تلقائياً.
يوفّر الأمر لك أماناً وظيفياً؛ لأنه لا يمكن الإدارة الاستغناء عنك من أجل تحقيق أهدافها. هذا ما يحصل مع العديد من مهندسي الكمبيوتر حالياً، بما أن التكنولوجيا تدخل المجالات كلها. فبانفرادهم بمعرفة البرمجيات الحاسوبية، تعوّل الشركات عليهم تعويلاً أساسياً.
3- ساعِد مديرك لأن ينجح:
يعتقد كثيرون أن عمل الموظّف على إبراز نفسه في الشركة يدلّ على نرجسية وأنانية، فيما هم مخطئون. فمفتاح البروز في العمل هو عبر مساعدة الآخرين؛ لأنهم سيرغبون في دعمك وترقيتك لاحقاً. يذكر موقع Business Insider في هذا الصدد أن حديث الناس عنك في طريقةٍ إيجابية أفضل من التباهي بنفسك. ومديرك هو أفضل شخص لتقديم دعمك له، بما أنه الأكثر تأثيراً في احتمال حصولك على الترقية.
إذا فشل، سيصعب عليك أن ترتقي في عملك؛ لذا حاول أن تساعده قدر الإمكان عبر تسهيل واجباته وإنجاز المهمات التي لا وقت لديه لإنهائها. اسأله بعد انتهائك من مهامك اليومية هل هناك ما يريد المساعدة في شأنه. فإذا تقدّم المدير في الشركة وتغيّر منصبه إلى منصبٍ أعلى، سيقترحك أنت لمنصبٍ أعلى وتحصل على ترقية لتصبح مكانه.
4- طوّر المهارات الشخصية الخاصة بك:
في الدراسة نفسها لـAmerican Express، تبيّن أن 61% من المديرين في العمل يعتبرون المهارات الشخصية عند الموظف أهم من المهارات المهنية؛ إذ وصفوها بالأكثر تأثيراً في نجاح السيرة المهنية، وهي تقوم على القدرة على التواصل والتنسيق، تنظيم أولويات العمل، التعامل مع الصراعات، وأيضاً التمتع بحسٍّ تفاؤلي ونظرة مستقبلية إيجابية.
5- طوّر شخصيتك وتجاربك خارج العمل:
حتى تتميز عن غيرك في العمل، لا يجوز أن يقتصر تطويرُك لنفسك في مهنتك على الوقت الّذي تمضيه في مكان عملك. فالنشاطات المتعلقة بمجال عملك التي تقوم بها أو المناسبات التي تشارك فيها تؤثّر في رؤية مديرك إليك، وتزيد من معارفك وعلاقاتك المهنية، وتُبرزك كشخصٍ شغوف وطموح.
حسّن سمعتَك المهنية، واسعَ لتطوير شخصيتك خارج عملك أيضاً؛ لأنك تصبح مهتمّاً بالمهنة التي تحبّها، بدل التركيز فقط على مهامك الروتينية وراتبك الشهري، ويزيد احتمال ترقيتك تلقائياً.
6- الاستماع
حتى ولو كنت لا تريد تحسين حياتك المهنية، فإن الاستماع من أفضل الميزات التي يمكنك أن تبرزها؛ الاستماع سيؤدّي إلى تحسين علاقاتك بكل من في الشركة، كما أنّه سيوسّع آفاقك الفكرية ليوصلك إلى أفكار جديدة من شأنها تطوير الشركة وتحسين عملك بدون أن تشعر بذلك.