عقد قادة دول مجموعة الخمسة للساحل G5 والرئيس الفرنسي مؤتمر صحفيا مساء اليوم بعد قمة بو التي جمعت الطرفين حول الوضع الأمني المتدهور في المنطقة. القمة خرجت بتحديد الهدف العسكري والسياسي للمجموعة وكذلك التأكيد على بقاء القوة الفرنسية "برخان" في منطقة الساحل وتعزيزها بالإضافة إلى الإعلان عن إنشاء تحالف جديد للساحل.
سنة صعبة وأزمة إنسانية طاحنة
الرئيس البوركينابي روش كابوري الرئيس الدوري للمجموعة قال إن "السنة الماضية صعبة للساحل في ظل تصاعد الهجمات ما خلق أزمة إنسانية غير مسبوقة تعيشها المنطقة حاليا" مضيفا أن الوضع الحالي يحتم على الدول اتخاذ خطوة حاسمة في التنسيق بينها، قائلا "اليوم أكثر من أي وقت مضى يمكن أن أقول إن مستوى التنسيق دون تطلعات الشعوب ودون مستوى الأحداث الكبرى التي تعرفها المنطقة."
وقال إن القمة أكدت على ثلاث مرتكزات أساسية هي:
ضرورة تنسيق جميع الجهود والتركيز على القطاع الأوسط الذي يضم بوركينافاسو ومالي والنيجر حيث تتعرض هذه الدول لأكثر الهجمات وأشدها فتكا.
ضرورة تقوية قدرات الجيوش الوطنية على مستوى التدريب والمعدات والاستخبارات
استعادة سلطة الدولة على جميع الأراضي الوطنية وتوفير الخدمات الأساسية للسكان في جميع المناطق وهو ما يعني العمل من أجل التنمية وتفعيل مخطط التنمية الذي نوقش في اجتماع نواكشوط
لماذا فرنسا موجودة في منطقة الساحل؟
كما تحدث الرئيس البوركينافي عن مساهمة الاتحاد الإفريقي في مكافحة الإرهاب ودعم مخططات التنمية وكذلك المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد تساءل لماذا فرنسا في منطقة الساحل، قائلا إن السؤال طُرح كثيرا خلال الأيام الماضية قائلا إن الإجابة عليه، أنها هناك لسببين:
مكافة الإرهاب في المنطقة التي يستهدف سكّان المنطقة، ولكنه تهديد لم يعد محليا بل أصبح يتمدد ويشمل مناطق ودول جديدة.
تأكيد سلطة الدول في المنطقة وسيادتها على كامل أراضيها ومساعدة هذه الدول على السيطرة على كامل ترابها الوطني
مضيفا أن الدول في إطار سيادتها يمكن أن تطلب من أصدقاءها وحلفاءها مساعدتها في محاربة هذه الجماعات التي تهدد سيادة كل دولة. وقد طلبت الدول من فرنسا بالاستمرار في نشر قوة برخان ودعوة الدول الأوروبية للدخول في هذا الحلف، يضيف الرئيس الفرنسي.
فرنسا تعزز قواتها في الساحل
وأضاف أن قمّة بو حددت الأهداف التي سيجري العمل على تحقيقها وهي:
الهدف العسكري: التركيز على المنطقة الوسطي التي تشمل حدود بوركينافاسو ومالي والنيجر، والأولوية هي تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى لكونه الأخطر من بين التنظيمات، دون أن يعني ذلك التوقف عن محاربة الجماعات الأخرى. كما سيتم تغيير ا المنهجية المتبعة ونؤسس تحالفا بين قوة برخان وقوة الساحل المشتركة.
وأعلن عن إرسال 220 جندي فرنسي سينضمون إلى قوة برخان، قائلا إن كل الدول الحليفة مرحب بها للانضمام إلى الديناميكية: الشركاء الأوروبية والأفارقة والدوليين.
تحالف جديد من أجل الساحل
أما الهدف السياسي فهو استعادة حضور الدولة في جميع مناطق هذه الدول بحيث تعود الدولة المالية إلى كيدال والدولة البوركينابية إلى كامل أراضيها.
وأعلن الرئيس الفرنسي عن تأسيس تحالف دولي يضم جميع الأطراف بهدف محاربة الإرهاب وتقوية الجيوش الوطنية بالإضافة إلى العمل من أجل التنمية، قائلا: سنعمل على تفعيل هذا التحالف في أقرب وقت معلنا عن تنظيم اجتماع في بروكسل يوم 26 مارس 2020 حول الساحل على هامش المجلس الأوروبي. كما تحدث عن اجتماعات منتظمة نصف شهرية لمتابعة القرارات.
كما قال إنه تلقى دعوة من موريتانيا لحضور اجتماع المجموعة المنعقد في نواكشوط خلال الشهر المقبل بصفتها الرئيس الدوري المقبل لمجموعة الخمسة للساحل، دون أن يؤكد حضوره بشكل شخصي للقمة.
وكانت مدينة في أقصى الجنوب الفرنسي قد احتضنت قمة فرنسية-ساحلية لمناقشة الوضع الأمني في المنطقة وذلك بعد تأجيلها عن موعدها الأصلي في ديسمبر الماضي بسبب الهجوم الذي وقع في النيجر.