مازال الحديث عن عمليات التصحيح الجنسى والمعروفة فى مصر بالتحول الجنسى تثير الاشمئزاز لدى الكثير من المصريين، وهو ما حدث بالفعل بعد إجراء عملية لتصحيح الجنس وتحول أحد الأشخاص من فتاة تدعى منى إلى محمد، واستخرج هذا الشاب بطاقة رقم قومى باسمه ورخصة قيادة، وأعلن أنه سيتزوج قريبا، وهو ما دفعنا لفتح الملف من جديد لتوضيح كل ما يتعلق بعمليات التحول الجنسى فى مصر.
الدكتور محمد عبد الرسول مدرس جراحة المسالك البولية والتناسلية قال لليوم السابع، إن عمليات التحول الجنسى المسمى الصحيح لها هو "التصحيح الجنسى"، فى هذه الحالة يعرض المريض أولا على طبيب نفسى للتعرف إذا كان الشخص يعانى من مشكلة نفسية أو هلاوس، لكن إذا كان الشخص ذكاءه عاليا وسليم القوى العقلية، يبدأ الطبيب لمدة سنتين بإقناعه بتقبل جسمه وأن دماغه "متركبة" خطأ، وعندما تفشل هذه المحاولة، يحاول الطبيب مرة أخرى لمدة سنتين أخريين لأيؤقلم الشخص مع ما يتواجد بتفكيره سواء كان ذكرا أو أنثى، على سبيل المثال إذا كانت أنثى كحالة منى يتركها الطبيب لمدة سنتين تتقمص شخصية ذكورية بإزالة الشعر وارتداء الملابس والتصرف كالذكور، فإذا كان هناك شعور بالراحة وتم التأقلم.
وتابع عبد الرسول أنه فى حالة التأقلم مع الجسم يتم عرض الحالة على اللجنة الطبية لتصحيح الجنس بنقابة الأطباء للموافقة على إجراء عملية تحويل الجنس، ثم يحول المريض إلى الجراح لإجراء العملية بعد الموافقة النهائية للجنة.
واستكمل محمد عبد الرسول حديثة فى تصريح لـ"اليوم السابع" قائلا: "فى البداية يتم إزالة الأعضاء الأنثوية كقناة فالوب والمبيضين، ثم يتم عمل العضو الذكرى عن طريق أخذ سديلة جلدية دهنية عصبية دموية من الذراع ويشكل العضو التناسلى الذكرى ويتم توصيلة بموضعه الطبيعى ثم يوصل أيضا بالأعصاب والشرايين والأوردة، كما يتم فى آخر مرحلة إجراء مجرى للبول وخصية صناعية ودعامة تعويضية، بغرض الزواج فقط، لأن جميع هذه الحالات لا تنجب نهائيا".
ومن جانب آخر ذكر الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة الأسباب النفسية فى المقام الأول هى من وراء إصابة البعض باضطرابات الهوية الجنسية، حيث يكون الشخص سليما عضويا، لكن الميول الجنسية اتجاه نفسه والآخرين تخرج بطريقة غير سوية، بمعنى أن يكون الشكل العضوى والخارجى رجلا ولديه أعضاء ذكورية، لكنه يشعر أنه امرأة أو العكس.
وأوضح د. محمد عادل الحديدى أن العوامل وراء اضطرابات الهوية الجنسية أن الطفل منذ الثلاث السنوات الأولى من الحياة تتكون لديه الهوية الجنسية وهى مبنية على عوامل منها معاملة الأب أو الأم للطفل، وأيضا رغبة الأم أو الأب الشديدة فى نوع الجنين تؤثر على هويته الجنسية، فعند وجود الطفل فى الثلاث السنين الأولى من عمره سواء مع الأم أو الأب فقط، لغياب أحد الطرفين سواء بالوفاة أو الطلاق أو السفر والاندماج مع طرف على حساب الآخر، ينتج عنه طفل هويته الجنسية مختلفة.
وأشار إلى أن معاملة الأصحاب أو الأهل خلال الثلاث سنوات الأولى من العمر تلعب دورا رئيسيا فى هوية الطفل، لأنها تسبب خللا واضطرابا فى الهوية الجنسية، وأثبتت جميع الأبحاث أن العوامل الوراثية والجينات ليس لها دور فى الهوية الجنسية للطفل، والعوامل النفسية هى الأساس وراء اضطرابات الهوية الجنسية للطفى وتظهر على هيئة علامات منها:
1.ميل الطفل إلى ارتداء ملابس الجنس الآخر.
2.وأيضا ميل الطفل إلى اللعب بلعب الأطفال من الجنس الآخر.
3.الاندماج مع أطفال ليس من نفس جنسه.
4. عندما يكبر الطفل يسأل الوالدان، إذا بإمكانه أن يتغير إلى جنس آخر غير نوعه.
فى هذا الإطار ينصح أستاذ الطب النفسى بتجنب العوامل التى تسبب اضطرابات الهوية الجنسية عند الطفل منها تعويض غياب العامل الأبوى وكسر المعتقدات الخاطئة عن الجنس أو الجنس الآخر، وضرورة الاكتشاف المبكر وإجراء جلسات العلاج النفسى، وفى حالة عدم الاستجابة يتم إجراء تغيير الهوية وتعديلها عن طريق تحسين صورة الطرف الاخر.
المصدر: اليوم السابع