بحلول نهاية عام 2016، سلطت مجلة " MIT Technology Review" الأمريكية الضوء على أبرز حالات فشل التكنولوجيا خلال العام.
واستعرضت المجلة، التي تعتبر رائدة في مجال رسم معالم التطور والتوجه التكنولوجي والعلمي بعض حالات الفشل، التي برزت في غضون السنة، بعدة مجالات منها، التكنولوجيا الحيوية والمواد والأجهزة الإلكترونية الخاصة بالكمبيوتر والطاقة والنقل وشبكة الإنترنت.
برنامج فولكس فاغن المعلوماتي "جهاز الهزيمة"
صممت شركة "فولكس فاغن" الألمانية لصناعة السيارات أحد أغلى البرامج المعلوماتية، الذي عرف باسم"defeat devices" بهدف التحايل على معايير تلوث الهواء الأمريكية.
وفي عام 2015، اندلعت فضيحة تلاعب "فولكس فاغن" بانبعاثات سياراتها العاملة على الديزل، وأقر العملاق الألماني لصناعة السيارات بوضع برنامج معلوماتي في محركات الديزل لنحو 11 مليون سيارة من سياراته للغش في اختبارات مكافحة التلوث.
وفي 25 أكتوبر/ تشرين أول 2016، وافق القضاء الأمريكي على تسوية بقدر 14.7 مليار دولار لتغطية عقوبات قانونية، وتكلفة استبدال أو إصلاح 475 ألف سيارة متضررة في الولايات المتحدة.
ويحدد البرنامج موعد اختبار السيارة، بحيث يقوم تلقائيا بتفعيل أنظمة التحكم بالانبعاثات بشكل كامل، ويقوم بعد انتهاء الاختبار بالعودة إلى الوضع الطبيعي، حيث يتم إطفاء أنظمة التحكم خلال ظروف القيادة اليومية.
ويمثل قطاع صناعة السيارات مفخرة وطنية في ألمانيا، ويمثل 20% من الصادرات في البلاد، كما يشكل 14 % من إجمالي الناتج المحلي.
اشتعال النيران في هواتف "سامسونج جالاكسي نوت 7"
تجاوز عدد التقارير عن احتراق وانفجار بطاريات هواتف "Galaxy Note7" الـ 35 تقريرا خلال العام الجاري.
وبناء عليه، قررت سامسونج استدعاء 2.5 مليون وحدة من الهاتف الذكي بعد اشتعال النيران بعدد منه في أثناء الشحن في عدد من دول العالم.
ووعدت الشركة الكورية الجنوبية مستهلكيها المتضررين بتزويدهم ببدائل أخرى آمنة في وقت لاحق، بعد اعترافها بوجود عيب في التصنيع يؤدي إلى انفجار بطاريات جالكسي نوت 7.
وقدّر بعض المحللين خسائر الشركة جراء الاستدعاء بأكثر من مليار دولار، فضلا عن الخسائر في أسهمها بالبورصة، حيث انخفضت بقيمة تزيد عن 26 مليار دولار، خلال أيام فقط من اكتشاف مشكلة البطارية.
ساعة آبل الذكية
في ظل تصاعد وتيرة التنافس التكنولوجي في العالم، طرحت شركة "آبل" ساعتها الذكية في الأسواق، وبعد فترة وجيزة بدأت شكاوى المستخدمين تنهال عليها.
وتراوحت الشكاوى بين مواجهة مشاكل بنظام مراقبة دقات القلب، الذي لا يعمل في حال وجود وشم على المعصم، وخاصية "هاند أوف" handoff التي لا تعمل في بعض الساعات، إضافة إلى مشاكل بشحن الساعة، وإضاءة الشاشة وغيرها.
وفي وقت سابق، تنبأ موقع إحصائيات السوق الشهير IDC بانخفاض مبيعات ساعة Apple Watch الذكية بنسبة 71 % في الربع الثالث من 2016، مقارنة بالفترة نفسها من 2015.
ولخص أحد النقاد لهذه التقنية وجهة نظره من خلال قوله "لن أرتدي واحدة أبدا".
النجم الذي لم يضئ أبدا
أطلق فريق من الفيزيائيين والمهندسين في موسكو، حملة "كيك ستارتر" لجمع مبلغ 500 ألف دولار أمريكي تخصص لتصميم قمر صناعي فريد من نوعه.
ويمكن أن يكون هذا القمر أكثر إشراقا من معظم النجوم، وألا يترك أي أثر لحطام فضائي عند إيقاف تشغيله.
وكان من المفترض أن يكون القمر الصناعي مشعا للغاية بمجرد وصوله إلى المدار المخصص له، حيث يشكل عاكسا للطاقة الشمسية على شكل هرم بحسب وصف "كيك ستارتر"، وسيبلغ مساحة قاعدة هذا الهرم حوالي 16 مترً مربعا، وسيصنع من شريط رقيق، أرق بـ 20 مرة من شعرة الإنسان.
كما سيتم استخدام القمر الصناعي في اختبار نظام الكبح الهوائي، الذي من شأنه أن يساعد على خروج القمر من مداره والاحتراق في الغلاف الجوي لكوكب الأرض.
وقال أليكس شاينكو، قائد الفريق: "هذه المرة أطلقنا حملة تمويل جماعي من خلال كيك ستارتر ومقرها الولايات المتحدة، من أجل تصنيع أقمار صناعية يمكن إطلاقها فعلا إلى المدار".
ويضيف شاينكو: "مشروع ماياك (أي المنارة) المتركز في المدار القطبي، الذي سيمر فوق قطبي كوكب الأرض، سوف يحلق فوق لندن وباريس وسان فرانسيسكو ونيويورك وجوهانسبرغ وبكين".
ولفتت المجلة التقنية أن هذا العام أكد لنا أن اختبار النجم الساطع لن ير الشمس أبدا، حيث إن التمويل غير كاف لتغطية تكاليفه، حيث زود كلّ من المتبرعين، البالغ عددهم 5 آلاف شخصا، المشروع بمبلغ 40 دولار أمريكي أو أكثر، وبعبارة أخرى فإن مشروع "ماياك" يعتبر أحد الوعود الكاذبة.
ويرى محللون أن جمع المال أصبح خلال السنوات الأخيرة وسيلة متداولة في مشروعات اكتشاف الفضاء، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على تلك المشروعات حال عدم توفر التمويل اللازم.
العلاج الجيني الأغلى في العالم
حصل أول علاج جيني Glybera لمرض وراثي على موافقة أوروبية بكلفة قياسية تبلغ مليون دولار للمريض الواحد.
وأنتجت شركة هولندية اسمها يونيكيور uniQure الدواء كحالة فارقة تستخدم تقنية جديدة لعلاج الجينيات المعطوبة.
ويعالج الدواء مرضا يسمى اختصارا LPLD من جينيات وراثية تساعد على زيادة الكوليسترول، ويولد المرض الناتج عنها فئة من البروتينات الشحمية، التي تنقل الكولسترول والشحوم ثلاثية الغليسريد الخارجية الغذائية من الأمعاء الدقيقة إلى الأنسجة بعد الوجبات.
ويؤدي هذا المرض الوراثي إلى الوفاة بسبب عجز الجسم عن التعامل مع المواد الدهنية في الدم، مما يؤدي إلى التهاب مميت في البنكرياس.
إلا أن هذا الدواء أثبت العام الحالي عدم نجاعته، حيث تم استخدمه مرة واحدة فقط منذ طرحه في الأسواق، ويعود ذلك لغلاء سعره ولعدم الثقة بفعاليته.