لم يعد الحديث عن استنزاف شركة تازيازت لثورات البلد المعدنية من الذهب وامتصاصها دم المواطن ،بالموضوع الجديد، ولا بالأمر الذي يشد الانتباه ويحرك من بوصلة النظام والجهات ألمعينة بالرقابة على ثروة البلد من السرقة والاستنزاف.ذلك لأن أياد النظام في فترة الرئيس السابق كانت وراء كل ما يحدث، وتتمالأ مع المدراء في الشركات الأجنبية على نهب الثروة وامتصاص دم المواطن بطرق شتى، من غير ان يرف لها جفن او يتحرك بداخلها شعور بالذنب.وهو ما جعل نظام عزيز وحاشيته والمقربين منه يكدسون الأموال الطائلة التي تبجح بها بعضهم على مرأى من الملأ من غير استحياء ولا خشية.. فهل سيظل حال شركة تازيازت على ما كان عليه من نهب و استنزاف للثروات وامتصاص دماء المواطن،في ظل نظام الرئيس الحالي ولدالغزواتي ..؟
تساؤلات لاحصر لها تتردد على لسان المواطن الضعيف الذي ليس لديه من الحول إلا ما سيجده من أمل التغيير الذي تعهد به الرئيس ولد الغزواتي في خطابه الانتخابي ،والذي زرع الأمل في الإنسان الذي أنهكه زيف الأرقام الخيالية والوعود الكاذبة طوال السنوات التي بنى فيها نظام عزيز وحاشيته والمقربين منه على كاهلهم القصور والفلل والشركات في الداخل والخارج، وداسوهم وعفروا وجوههم في التراب بعد ما انهكوا ظهورهم.
لقد عانى المواطن من ما تفرزه الشركة من سموم هي مصدر كل الأوبئة التي تنتشر في صحراء تيرس وما حولها من المناطق التي كانت مرجعا خصبا ترعى فيه مختلف المواشي وقطعان الإبل والبقر ، وملاذا آمنا في أزمنة الشتاء والصيف للتنمية الحيوانية.وقد تحولت هذه المناطق بفعل المواد السامة التي تنشرها شركة تازيازت في إطار بحثها الزلزالي وتنقيبها الذي تستخدم فيه أخطر أنواع السنانيد، المادة التي لم تقضي على الحيوانات، والتربة فقط بل كانت وراء موت عشرات المواطنين الذين قضوا حتفهم على الأسرة متأثرين بها.
ومع ذلك لا تقدم الشركة رغم الأضرار البليغة التي تسببت فيها مثقال ذرة من أجل الرفع من المستوى الصحي في المناطق التي تنشط فيها، والتي كان من المفترض أن تكون ن المناطق الأكثر ازدهارا في المحال التنموي والصحي، بحيث كان من المفترض ان توفر الأدوية والمستشفيات بجميع ما تحتاجه، والتعليم لأبناء الأسر المستوطنين في المناطق وكذلك الصحة البيطرية للحيوانات التي تموت بسبب المواد السامة التي تدفعها الشركة في جنح الظلام في المناطق القريبة من المناجم.
أن احتكار الشركة لأسرار الإنتاج الذي تحصل عليه من الخام والمصفى من الذهب والذي يتجاوز ثمنه المليارات،وحجزها المناصب المهمة في الإدارة والمناجم على الأجانب من أهم الأمور التي على النظام الجديد ان يضع حدا لها ، هذا فضلا عن الرقابة الدائمة على النفايات التي تدفنها الشركة في مناطق بالقرب من المناجم وهو ما نتج عنه تسمم في عشرات القطعأن ماتت اثر استعمالها لمياه اختلطت بهذه السموم تبعتها الفيضانات والأمطار إلى السطح.
هذا فضلا عن التحقيق في عشرات العمال الذين يموتون وتودع جثامينهم بالصمت .
المواطن الذي يعول على النظام بقائد ولد الغزواني مندهش للصمت الذي يلف قضايا الفساد والثراء الفاحش الذي صار عليه رحال يمشون دماء المواطن عن طريق الوساطة .. ويأم لون توقيف الشركة عند حدها وتعيد السكة إلى طريق العدالة في الشركة ،حتى تتوقف عن استنزاف ثروة الوطن، وامتصاص دم المواطن.