بغض النظر عن الاتفاقية الأخيرة بين وزارة التشغيل واتحاد ارباب العمل الموريتانيين حول خلق ستة آلاف فرصة عمل وعن كون المعلومات الواردة في الشكل البياني المرفق إلا أنها تظل نفس الوزارة ونفس السياسات منذ فترة ليست قصيرة.
تظهر الصورة المرفقة قنوات التوظيف حسب مجال العمل في موريتانيا كنسبة مائوية من الشركات الموريتانية، الشكل البياني ضمن تقرير صادر 2017 عن العمل في موريتانيا بشكل عام، هذه القنوات هي (الاسرة و الأصدقاء، طلبات التوظيف، اعلانات الاكتتاب، و”وزارة التشغيل” و قنوات اخرى غير محددة) وقد بين الشكل البياني (الصورة) دور كل قناة في التوظيف على حدة، أما المجالات فهي (الأعمال المكتبية، الصيد، الصناعة، الاشغال العامة، التجارة…إلخ)، وهذا ما سنحاول التعليق عليه في ما يلي:
بالنسبة للأعمال المكتبية يتساوى فيها تقريبا قناتي الأهل والأصدقاء مع طلبات التوظيف كأبرز سبب للحصول على عمل بنسبة تقارب 68٪ من الشركات، أي أن الحصول على عمل في 68% من الشركات العاملة في هذا المجال يأتي عن طريق القناتين سافتي الذكر. فيما تأتي قناة “اعلان الاكتتاب و بقية القنوات” في المرتبة الثانية بنسبة 30٪ تقريبا، أي أن اعلانات الاكتتاب تمثل سبيلا للتوظيف في 30% من الشركات العاملة في مجال الاعمال المكتبية، والملاحظة الابرز هي اختفاء دور وزارة التشغيل في التوظيف في هذا المجال من الشركات.
أما في ما يتعلق بالشركات العاملة في مجال الصيد، فالقناة الابرز للتوظيف فيها هي ” اعلانات الاكتتاب” بنسبة 60٪ أي أن 60% من الشركات العاملة في هذا المجال يتم التوظيف فيها عن طريق “إعلانات الاكتتاب التي تقوم بها هي نفسها” ياتي بعد ذلك قناة “طلب التوظيف” بنسبة 50٪ تقريبا، وهو ما يعني أن طلبات التوظيف التي يقدمها العاطلين توفر لهم وظائف في نحو 50% من هذه الشركات. أما وزارة التشغيل فقد حلت في المرتبة الثالثة بنسبة 9٪، أي أن نسبة 9% من مجموع الشركات العاملة في هذا المجال يتم التوظيف فيها عن طريق وزارة التشغيل.
وفي مجال الصناعة فإن نسبة 30٪ من الشركات ذات الصلة يتم التوظيف فيها بالتساوي عن طريق “الاهل والأصدقاء” ثم “اعلانات الاكتتاب” واخيرا “وزارة التشغيل” وهي أكبر نسبة تساهم بها وزارة التشغيل كوسيلة للتوظيف.
وفي مجال الاشغال العامة فإن 70٪ تقريبا من الشركات العاملة في هذا المجال يتم الحصول على عمل فيها عن طريق ” الأهل والأصدقاء” ثم في المرتبة الثانية تأتي “طلبات التوظيف” كوسيلة للعمل في نحو 60% تقريبا من الشركات، و45% تقريبا منها يتم التوظيف فيها عن طريق “اعلانات الاكتتاب” كثالث قناة، أما “وزارة التشغيل” فتمثل وسيلة للتشغيل في نحو 10% تقريبا من مجموع الشاركات العاملة في المجال.
أما في مجال التجارة، فنسبة 55٪ تقريبا من الشركات العاملة فيها يتم التوظيف فيها عن طريق “طلبات التوظيف «فيما تأتي قناة” الاهل والاصدقاء «كقناة ثانية للتوظيف في نحو 45% من هذه الشركات، وتمثل “اعلانات الاكتتاب” وسيلة للتوظيف في نحو 45% أيضا من هذه الشركات كقناة ثالثة، أما “وزارة التشغيل” فلا تمثل كقناة للتوظيف إلا أقل من 10٪ من مجموع هذه الشركات العاملة في المجال.
الحصيلة :
أما بشكل عام وفي مختلف مجالات العمل في موريتانيا (الأعمال المكتبية، الصيد، الصناعة، الاشغال العامة، التجارة…إلخ) فإن 50٪ تقريبا من كل الشركات العاملة في موريتانيا فيتم التظيف فيها عن طريق “الاهل والاصدقاء” ثم يلي ذلك “طلبات التوظيف” و”اعلانات الاكتتاب”، أما وزارة التشغيل فليست قناة للتوظيف سوى في حوالي 10٪ من الشركات العاملة في جميع المجالات السابقة ذكرها.
ويتضح بشكل جلي أن وزارة التشغيل ليست القناة الأولى في موريتانيا لتشغيل العاطلين عن العمل وهو ما يعتبر فشلا ذريعا لها خاصة أن هذا هو مجال عملها الأساسي، بالتالي يكون من المنطقي التساؤل عن الدور الذي تقوم به تحديدا، فحين يكون دور “الأهل والأصدقاء” أكثر فعالية سبيلا للحصول على عمل من وزارة مخصصة لهذا الشأن فهذا يعني أنها بلا استيراتيجية تنتهجها ولا تخطيط ترسمه للقضاء على مشكل البطالة الذي يعانيه الكثير من العمالة النشطة في هذا البلد.