يبدو أن "الأرقام الخفية" لها تأثير عميق على حياتنا من المواعدة عبر الإنترنت والوقوع فى الحب، إلى التلاعب بقراراتنا عبر الإعلانات المستهدفة و الاخبار المزيفة ، وفى محاضرات "المعهد الملكى" لعيد الميلاد هذا العام تستكشف عالمة الرياضيات "هانا فراى" كيف يمكن للرياضيات والأرقام وأنماط البيانات المساعدة فى شرح التجارب الإنسانية للحياة، وتطرح أيضاً الأسئلة الأخلاقية الكبيرة حول البيانات، التى يتم توفيرها لشركات مثل "نيتفلكس" و"أمازون"، وكيف تُستخدم المعلومات هذه لتطوير مستويات جديدة غير مسبوقة من التحكم.
ووفقا لـ"RT"، قالت فراى، "أنا أوضح أن الرياضيات هى الفكرة الأكثر أهمية التى عرفها البشر، وأنها أساس العلم وحوّل تطبيقها عالمنا، لكن نظرا لأن الكثير منها غير مرئى، فإننا لا ندرك مدى قوتها أو مدى تأثيرها على كل قرار من قراراتنا".
وخلال أكثر من 3 محاضرات تبث على "بى بى سي"، تستضيف المحاضرة تجارب حية تشمل: التنبؤ بنتائج كرة القدم واستخدام الذكاء الاصطناعى، وستناقش مسؤولية شركات التكنولوجيا الكبرى فى استخدام خوارزميات البيانات والكمبيوتر، للتأثير على قراراتنا.
وأوضحت هانا أن الكثير مما تفعله الرياضيات بالنسبة لنا لصالح المجتمع بشكل واضح، فهى تساعدنا على البقاء على اتصال والتخفى واستخدام العلاجات عند المرض، مضيفة، "أعتقد أننا يجب أن نفكر جميعا بشكل أعمق فى دور الرياضيات فى حياتنا، وسأطرح بعض الأسئلة الصعبة للمساعدة فى إظهار من هو المسيطر فعلا".
ويشرح كتاب الدكتورة فراى لعام 2015 "رياضيات الحب"، كيف تصنع الرياضيات أداة مفيدة للتفاوض حول الرومانسية والتعارف عبر الإنترنت.
وفى المحاضرة الأولى، التى بُثّت بعنوان "كيف تصبح محظوظا"، تتناول فراى الدور الذى يلعبه الحظ فى بعض أكثر التجارب الإنسانية عاطفية فى حياتنا، مثل العثور على الشريك المثالى أو البقاء بصحة وسعادة.
وستُظهر هانا فى المحاضرة الثانية كيف استحوذت خوارزميات التمسك بالبيانات على حياتنا، وتتحكم الآن فى كل ما نقوم به دون أن ندرك، بما فى ذلك اختيار من نتزوج.
كما ستناقش أمثلة عن سوء تقدير الإنسان، ووجود مشاكل لا يمكن للرياضيات حلها أو لا ينبغى أن تحلها، وما إذا كنا يجب أن نثق دائما فى الأرقام، وكيفية تحكم أجهزة الكمبيوتر بحياتنا.