التشكيلات والكتل السياسية والكتاب والمدونون ونشطاء الحقل الوطني؛ جاءت ردة فعلهم لتلبية نداء الوطن قوية وفورية؛ عبرت عن ارتباط فطري سيكولوجي وبسيكولوجي بالوطن والدفاع عن حوزته الترابية واستقلاله وسيادته وحريته في اختيار ما يراه مناسبا؛ لمصالحه لاقتصادية و الثقافية وعلاقاته الدبلوماسية؛ حتى ولو كان الثمن التضحية بالنفس.
هبة وطنية إثر الافتراءات على التاريخ والجغرافيا التي تفوه بها الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي في حق البلد ؛ بعثت الأمل من جديد في إمكانية التوصل لإجماع وطني لحل مستعصيات اللحمة والوحدة والتنمية الشاملة"العبودية ومخلفاتها"وإن كان البعض قد سجل غياب موقف أطراف سياسية "أحزاب و شخصيات" شبه مرجعية في هذا البلد؛ الذي استفادت منه أكثر مما استفدنا؛ كالرئيس السابق والناشط السياسي اعلي ولد محمد فال وحزب التحالف من اجل العدالة والديمقراطية وحزب بلاس "قوس قزح" والناشط السياسي صمب تام ..!
في تقديري أن الملاحظة واردة ومهمة في محلها ومكانها وسياقها الزمني؛ لأن المشتركات المقدسة رصيد موروث للدولة والمجتمع؛ لا تخضع لمقاييس المواقع السياسية ولا تنظر من زاوية اللون أو اللغة ولا تفسر بالمرجعيات العقائدية؛ لأنها يجب أن تكون فوق الانتماء والحساسيات والحسابات الضيقة والتأويلات غير الموفقة؛ تحت ذريعة الضغط على النظام؛ ولو على حساب "الدين والوطن" إذن يكون من غير المقبول أن تصل الخلافات و الاختلافات مع السلطة إلى حد التموقع والتخندق ضد ثوابت ومشتركات الأمة؛ وإن ثبت ذلك فإن الاختلاف مع السلطة ومعارضتها يتحول تلقائيا إلى معارضة وخلاف سلبي مع المجتمع؛ لا السلطة القائمة.
الخلاف والاختلاف سنة بشرية ضرورية لتوازن الكون واستمرار الحياة؛ قد يكون مفيدا في مراحل سلبيا في أخرى؛ لأنه يسلط الضوء على الأخطاء وينبه على الأحسن؛ ويلزم السعي دوما لإبعاد الشر.
تستمد الشعوب قوتها من التماسك والتمسك بالموروث الحضاري المشترك الذي يعبرعن البعد التاريخي والارتباط بألا رض وحمايتها والاستجابة التلقائية الفورية والعفوية؛ عند محاولة المساس بأحد الثوابت الوطنية؛ و قبل الفراغ الزمني المفسر للاستجابة البطيئة والمحتشمة؛المعبر في أحسن التأويلات عن موت الضمير وغياب الإحساس والشعور بالانتماء للوطن؛ والاستعداد للدفاع عن هيبة الدولة و مصلحة الشعب و ثوابته التاريخية و الجغرافية في اللحظة المناسبة .
حالة من الارتباك والارتياب والتذبذب تبين قوة الصراعات الداخلية الناجمة عن غموض بعض المشاريع المجتمعية وضبابية الرؤية السياسية وقصور الفهم والتحليل في تحديد العلاقة والروابط الوطنية ومن جهة ضعف مستوى تجربة وفراهة وخبرة وحنكة النخب السياسية في التعامل مع الملفات الوطنية الكبرى؛ كملف العبودية الذي لا يهم بالدرجة الأولى في نظر الكثيرين غير العبيد وأبنائهم ؛كذا نصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم ؛والمطالبة بإعدام سيء الذكر ولد امخيطير موجة هي الأخرى يحاول البعض ركوبها ؛في غياب كامل لبعض الشرائح؛ فالدين لا لون ولا لغة له
تلك بعض الأخطاء القاتلة وغير المبررة التي ارتكب ويرتكب بعضنا والتي من خلالها يمكن قياس بعده الوطني ودرجة حماسه قوة اندفاعه إذا ماتم الاعتداء على الثابت غير القابل للتغير "الدين والحوزة الترابية " في هذين يكون الإجماع واجبا وفي غيرهما ضروريا ومفيدا.
اسقير ولد العتيق