ما هي المرارة؟ ما هي أبرز أعراض المرارة؟ هل لها علاقة بكمية شرب القهوة؟ والأمراض والمشاكل التي قد تصيب المرارة؟
المرارة هي حويصلة مجوّفة كمثرية الشكل تقع في الجانب الأيمن أسفل الكبد وظيفتها تخزين العصارة الصفراء التي تفرزها الكبد وتركيزها قبل إفرازها إلى الأمعاء الدقيقة.
وتمرّ هذه العصارة الصفراء من الكبد عبر القناتين الكبديتين اليمنى واليسرى، ثمّ تتّحدان لتُكوّنا القناة الصفراوية الكبدية العامة. تتّحد القناة الصفراوية الكبدية العامة مع القناة الصفراوية المرارية التي تصدر عن عنق المرارة مكوّنتين القناة الصفراويّة العامّة.
ومن خلالها تخرج العصارة الصفراء إلى الأمعاء الدقيقة، ووظيفة المرارة تخزين العصارة الصفراء، ويتم إفرازها عندما يدخل القناة الهضمية طعامٌ دهنيٌّ؛ حيث تساعد العصارة الصفراء على هضم المادة الدهنيّة وأيضاً على التخلّص من البيليروبين الناتج عن تكسّر خلايا الدم الحمراء.
أعراض المرارة
1- الشعور بألم في البطن: وغالباً ما يكون هذا الألم في منتصف أو الجزء العلوي من الجهة اليمنى من البطن، وكذلك يمكن أن يكون في الصدر والظهر، وعلى الرغم من أنّ أغلب حالات المعاناة من مشاكل المرارة يُصاحبها الشعور بألم بين الفينة والأخرى، إلا أنّ أهل العلم قسموا الآلام المصاحبة للمرارة إلى آلام خفيفة غير منتظمة، وآلام شديدة متكررة الحدوث.
2- الغثيان والتقيؤ: إنّ أغلب مشاكل المرارة تكون مصحوبة بشعور المصاب بالغثيان الذي قد يصل حدّ التقيؤ، ومن الجدير بالذكر أنّ مشاكل المرارة قد تتسبب بمعاناة الشخص من اضطرابات طويلة الأمد على مستوى الجهاز الهضميّ، الأمر الذي يتسبب بشعوره بالغثيان بشكلٍ متكرر ومستمر.
3- الحُمّى والقشعريرة: عادةً ما يُرافق مشاكل المرارة وخاصة عدوى المرارة ظهور أعراض الحمّى والقشعريرة.
4- تغير العادات الإخراجية: ومثال ذلك المعاناة من الإسهال المتكرر، وعليه يمكن القول إنّ الإصابة بالإسهال غير المُبرّر وبشكلٍ متكرر قد يدل على المعاناة من مشاكل المرارة المزمنة، هذا وقد تبين أنّ تغير لون البراز ليُصبح أفتح يدل على وجود مشكلة في القناة الصفراء .
5- تغير في البول: قد يُصاحب مشاكل المرارة وأمراضها تغير لون البول، إذ يُصبح أكثر قتامة، وقد يدل لون البول الداكن على انسداد القناة الصفراء.
6- اليرقان: ويُعرّف على أنّه اصفرار لون الجلد نتيجة وجود اضطراب إمّا في الكبد، وإمّا في القناة الصفراء مثل انسدادها بسبب وجود الحصى.
علاج الحصى في المرارة
عندما لا تكون الحصى متكلسة أو لا تتعدى حجمًا معيّنًا فإنَّ العلاج بالأدوية التي تذيب الحصى ممكن، مثل دواء Actigall. أما إزالة الحصى والتي ليس لها تأثير فعلي على أساس يومي، فإنه يبقى الخيار الطبيعي في حال تحصي الصفراوية.
وقد يؤثر النظام الغذائي على تشكل الحصى في المرارة. فالنظام الغذائي عالي السعرات الحرارية، يميل إلى تعزيز ظهور الحصى، بينما النظام الغذائي الغني بالألياف النباتية يقلل نسبة ظهورها. وفي حال ظهور أولى علامات الحصى، فإنَّ تعديل أسلوب ونمط الحياة (تقليل استهلاك الدهون والسكريات، والترطيب الجيد للجسم بشرب الكثير من الماء، والقيام بالنشاط البدني المنتظم وغير ذلك ) يعالج الآلام الناتجة سريعًا.
كما أنّ بعض الأمراض المعوية مثل مرض كرون، قد يضاعف مرتين أو ثلاث مرات ظهور الحصى في المرارة.
فحص المرارة
1- فحص الموجات فوق الصوتية للبطن: وهو فحص بسيط وسريع لتحديد وجود الحصى في المرارة. ويسمح هذا الفحص باكتشاف 90 في المئة من الحصى، وقد يصاحبه أيضًا بعض الفحوص البيولوجية، مثل أخذ عيّنة من الدم، وتحليل مستوى البيليروبين من أجل تقييم شدة الوضع.
2- تنظير- الصدى: هذا الفحص يستمر 20 دقيقة، ويسمح بمراقبة داخل المرارة ودراسة البنكرياس بالإضافة إلى ذلك.
3- استئصال المرارة: وهذا تدخّل جراحي يمكن ممارسته من أجل معالجة الحصى في المرارة أو في القناة الصفراوية، عندما يكون الألم المرافق للحالة شديدًا جدًّا.
مشاكل قد تصيب المرارة
1- داء الحويصلات الصفراوية: وهو عبارة عن تشكل الحصى داخل المرارة أو في القناة الصفراوية. وتشبه هذه الحجارة، الحصى الصغيرة، ويتألف معظمها من الكولسترول المتبلور. ويتباين شكلها وحجمها وعددها من شخص إلى آخر.
وعلى الرغم من أنّ هذه الحصى قد تكون حميدة في معظم الحالات، إلا أنها يمكن أن تعيق عمل القناة الكيسية والصفراوية، وبالتالي خروج الصفراء نحو الإثني عشر. وفي هذه الحالة يصاب المريض بمغص المرارة، والذي قد يستمر إلى حوالى 4 ساعات. ولهذه الحصى الصغيرة تأثير على إبطاء تدفق الصفراء والتي تصبح راكدة في هذه الحالة، وتشكل ما يسمى الطين الصفراوي، والذي يمكن أن يوجد كذلك في أجسام بعض الأشخاص المصابين بالإيدز.
وقد ساهمت إحدى الدراسات التي أُجريت في العام 2001 بتحديد العوامل الوراثية الأكثر عرضة إلى تشكيل الحصى في الجسم لدى الفئران، والتي أفادت بأنّ أصل هذا المرض وراثي على الأرجح.
وفي جميع الفئات العمرية تشكل السمنة كذلك، عامل خطر متزايد لتشكل الحصى في المرارة. وفي دراسة أُجريت عام 2012 على 510 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 19 سنة، تبين أنّ الأطفال الذين يعانون زيادة الوزن، هم أكثر عرضة بمرتين إلى خطر المعاناة من تشكل الحصى في المرارة، بينما تكون المخاطر أعلى بثماني مرات للإصابة بالحصى في المرارة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة.
وبشكل عام فإنّ النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالحصى في المرارة. وقد تزيد بعض السلوكيات من مخاطر ظهور الحصى في المرارة.
2- التهاب المرارة: التهاب المرارة يأتي عمومًا بعد وجود الحصى في المرارة أو في القناة الصفراوية.
3- تكلّس جدار المرارة: بعد الإصابة بالتهاب المرارة، يحدث أحيانًا أنَّ الكالسيوم يلتصق بجدار المرارة ويصبح متصلّبًا. وبالتالي يصاب المريض بما يسمى تكلس جدار المرارة.
4- ركود صفراوي: عندما تتم إعاقة قنوات المرارة، فإنَّ الصفراء تعود إلى مجرى الدم. وبالتالي لا يتم التخلص من البيليروبين في البراز، الذي يصبح بدوره من دون لون، بينما يصبح لون الجلد أصفر بشكل عام. وفي الوقت ذاته فإنَّ مستوى البيليروبين البولي يزداد، الأمر الذي يترجَم إلى بول أغمق لونًا. هذه هي أعراض الركود الصفراوي أو اليرقان الركودي.
5- كيسة قناة الصفراء: وهذه عبارة عن تشكل انتفاخات غير طبيعية في القناة المرارية. وهذا مرض ينشأ منذ الولادة، ومن شأنه أن يزيد مخاطر الإصابة بسرطان المرارة.
6- شذوذ الاتصال بين المرارة والبنكرياس: يكون هناك خلل في الاتصال بين القناة الصفراوية والبنكرياس، وفي هذه الحالة فإنَّ الأنزيمات التي ينتجها البنكرياس لا تكون قادرة على الوصول إلى الاثني عشر. وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى تهيج المرارة.
7- سرطان المرارة: كما هي الحال بالنسبة لالتهاب المرارة، فإنَّ وجود الحصى في المرارة يعزز الإصابة بسرطان المرارة.
وهذا مرض نادر ويصيب في الغالب النساء في سن أكبر من 70 عامًا. وعادة ما يتم اكتشافه في مرحلة متأخرة، وذلك عندما يصيب السرطان الأعضاء المجاورة، إلا أنه قد يصاحبه أحيانًا الشعور بالألم في البطن، والقيء، وفقدان الشهية.
شرب القهوة له علاقة بـ حصى المرارة
القهوة هي المشروب المحفز الأكثر استهلاكًا في شتى أرجاء العالم. ويؤكد بعض الباحثين أنّ مجرد رائحة القهوة تكفي لتحفيز الدماغ. بينما أثبتت أبحاث أخرى أنها تقلل خطر الإصابة بسرطان البروستات أو خطر الإصابة بداء السكري.
إنّ الاستهلاك المرتفع للقهوة يرتبط كذلك بمخاطر أقل بكثير للإصابة بحصى في المرارة. وأُجريت دراستهم هذه على 104،500 شخص يشربون القهوة، وأثبتت أنّ أولئك الذين يشربون 6 أكواب من القهوة يوميًّا، انخفضت مخاطر إصابتهم بحصى في المرارة بنسبة 23 في المئة، مقارنة بالآخرين ممن لا يستهلكون القهوة إطلاقًا.
على الرغم من ذلك يجب الحذر والانتباه، إذ إنّ شرب ما لا يقل عن 6 أكواب من القهوة في اليوم، يزيد كذلك من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. والإفراط في شرب الكافيين يسبب كذلك ارتفاع ضغط الدم الشرياني، وهذه علامة تسبق أمراض القلب. كما أنّ شرب الكثير من الكافيين له تأثير سلبي أيضًا على نوعية النوم.