شكل 2016 واحداً من أكثر الأعوام زخماً بالأحداث الاقتصادية وتلك السياسية ذات رجع الصدى الاقتصادي، منها ما غيّر ملامح النظرة المستقبلية لاقتصادات العالم المترابط، ووضع نقطة تحول في القراءات والتنبؤات، كما أن من بين ما مر بالعام المشرف على الرحيل أحداث أحيت مصطلحات اقتصادية وخلقت أخرى جديدة هيمنت على المشهد الإعلامي.
فقبل أن يقرر البريطانيون مغادرة الاتحاد الأوروبي، في يونيو المنصرم عبر استفتاء رصد أطواره العالم بأسره، اشتد الجدل وكُثفت التغطيات الإعلامية الاستباقية، وفجأة ولد مصطلح Brexit، ليلخص سريعاً عملية الخروج البريطانية عبر الدمج بين كلمتي Britain و Exit.
أما فضيحة تسريبات ما بات يعرف بـ Panama Papers، فأعادت الحديث عن عمليات التهرب الضريبي الكبرى حول العالم إلى الواجهة، بعد الكشف عن مئات العمليات التي أدارتها شركة تدعى Mossack Fonseca، لصالح أثرياء ومؤسسات في بلدان تفرض نسب ضرائب متدنية على الشركات الأجنبية كما هو الحال في "بنما".. تلك البلدان باتت تعرف بـ Tax havens أو "الجنان الضريبية"، فتحول معها المصطلح إلى عنوان يومي تصدر أخبار وسائل الإعلام لفترة طويلة.
مصطلحات عهد "ترمب"
مع وصول الملياردير الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض - الحدث الآخر الذي شكل أكبر مفاجآت 2016 بعد Brexit - برز مصطلح "الضريبة الحمائية"، بعد تهديدات الرئيس الجديد بفرض ضرائب جمركية على صادرات الصين والمكسيك إلى الأسواق الأميركية، الأمر الذي من شأنه أن يشعل فتيل حرب تجارية في المستقبل.
وفي سياق نفس السياسات الحمائية، أعلن ترمب رفضه لاتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ المعروفة اختصاراً بـ TPP، واصفاً إياها بـ"الكارثة"، ما أعاد هذه الاتفاقية الموقعة من قبل 12 دولة من ضمنها أميركا، إلى واجهة النقاشات خاصة أنها لم تفعل بعد، وسط انتقادات طالت طبيعة المفاوضات الخاصة بها وآثارها المحتملة على الاقتصاد.
ومع انتقال استخدام شبكة "الإنترنت" إلى هرم الأولويات، سواء الفردية أو تلك الخاصة بالأعمال، أطل مصطلح آخر في العام 2016، هو Net Neutrality أو "حياد الإنترنت"، والذي يعني أن جميع المستخدمين يجب أن يكونوا على نفس القدر من المساواة، وأن أي طرف سواء مزودي الخدمة أو الحكومات لا يحق لهم الحيلولة دون وصول مستخدمي الشبكة إلى المعلومات.