لقيت فكرة استضافة المدن التاريخية لمهرجانات سنوية ، استحسانا عاما لما لها من انعكاس على احياء الموروث الثقافي والأثري ، وتنمية المدن التاريخية التي بقيت طي النسيان في طريقها نحو الاختفاء.
وبعد تسعة مهرجانات اهدر خلالها من أموال الشعب الموريتاني مئات المليارات دون أن تعود بنفع لا على الثقافة والتراث ، ولا من حيث تنمية المدن التاريخية التي مازالت تنعدم فيها ابسط مستلزمات العيش الكريم.
إلا ان النسخة الأخيرة قد انحرفت عن الهدف المعلن للمهرجان ، وحولته مناسبة سياسية اربكت الجميع ، وموسم للمواعدة ، أساء إلى قدسية مدينة العلم التي ينتمى لها جميع الشعب الموريتاني.
ولعل زهد القائمين على النسخة الحالية، في كل ما يمت بالثقافة والتراث كان جليا وواضحا للعيان منذ افتتاح المرجان ، ما يعتبر تحولا حقيقيا عن أهداف المهرجان التي أقيم من أجلها وتحويل الفكرة ، إلى كلمة حق أريد بها باطل.
فقد حرمت وفود المدن التاريخية ، وفرقها المتخصصة في التراث والفلوكلور ، المشاركة في المهرجان ، من الوصول إلى المنصة الرسمية في الليلة الأولى والثانية ، قبل ان يأذن لهم البارحة على استحياء بعد ان استثقل الحضور المهرجان وأختفى! ، وبقيت الوفود القادمة من المدن التاريخية والتي خلا لها الجو.
كما أختفت التعويضات التي كانت تدفع لوفود المدن التاريخية التي غالبا من تضم فرقا متنوعة ومتسابقون في القرآن والفنون ، واختفى معظم القائمين على الحدث مع بقية مخصصات المهرجان المالية ، ليتركوا الضيوف القادمون من اخوات شنقيط عالقين في المدينة.
ولعل النسخة الحالية التي اريد لها ان تكون دولية كشفت عن مجموعة أخباب سُلطت على مخصصات الحدث ، وتم تكليفها بتحضير المهرجان الذي بدى لأول وهلة حوراء لينتهي عوراء .
ومهما يكن من أمر فإن النسخة التاسعة جاءت رهطا لا داعي له ، وإهدارا للمال العام ، ما يؤكد ضرورة إعادة النظر في فكرة المهرجانات بصفة عامة ، أو تقويم مساره بصفة مستقيمة تأخذ بعين الاعتبار تنمية المدن التاريخية والتراث الموريتاني ، فما قيمة مهرجان شنقيط إذا لم تستفد منه المدينة التارخية وأخواتها؟
مولاي الحسن مولاي عبد القادر