من النادر أن تدخل لمصلحة موريتانية في الداخل أو الخارج ثم تخرج منها و انت راض عن مستوى الاستقبال او تحقيق أهداف الزيارة ، لا يتوقف الأمر على المسؤول الأول و لا البواب ، الجميع في حالة زهو بالاساءة للزوار و المراجعين ، هذا ما كنت ضحية له حين زرت قبل أيام سفارة المريخ في ابوظبي و أنا أحمل شكاية من مواطن موريتاني استغلني دون معرفة سابقة باسمي و عناويني للاحتيال و النصب على ضحايا و إليكم الحكاية .
قبل أسابيع اتصل بي صديق موريتاني يقيم معي و تربطني به علاقات تجارية و طلب مني رقم هاتف لفتح حساب على الواتس اب لعدم جاهزية اوراقه لسحب رقم باسمه و لأنه كان لدي رقم غير مستخدم فقد زودته به لاستخدامه عن حسن نية و معرفة معقولة تجعلني أثق في عدم استغلاله في ما يسيء لي .
بعد شهر من هذه الحكاية اتصل بي شخص صيني على الرقم مطالبا أياي باعادة أموال قال إني استلمتها منه في حساب <بيتكوين> و لأنني لا اعلم أي شيء عن الموضوع فقد نفيت تماما للمتصل أي صلة بهذا النوع من النشاط و طلبت منه عدم الاتصال مجددا محتسبا أن الأمر كله ليس سوى محاولة احتيال او ابتزاز غبية .
لكن اتصالا آخر وردني بنفس المشكلة حرك لدي الخشية الفعلية من استغلال اسمي في أنشطة مخالفة للقانون فطلبت من المتصل التقدم بشكوى لدى الشرطة ،لاكتشف بعد فترة أنه تقدم فعلا بشكوى حيث اعتقلت من طرف الأجهزة الأمنية الاماراتية لاكتشف ان السبب في الموضوع هو رقم الهاتف الذي اعطاه الشخص الذي اتمنته لشخص آخر موريتاني في المغرب و استغله في النصب و الاحتيال على الضحايا عبر العالم . اعترف الشخص بمسؤوليته عن اعطاء الرقم للمحتال و برأني من أي مسؤولية في الموضوع و برأتني الأجهزة الأمنية منها بعد متابعة كل خطوات العملية . بعد اطلاق سراحي تقدمت بطلب لجهة محاماة موريتانية لتمثيلي في موريتانيا برفع قضية على المحتال الذي ورطني و نصب باسمي و عنواني على الضحايا ، لكن الجهة طلبت مني توكيلا صادرة من السفارة الموريتانية و هي ورقة عادية تمنح لكل طالب لها و بلا تكلفة .
زرت السفارة و تقدمت بطلب للحصول على وكالة باسم المحامي للترافع عني في القضية . و حين سردت القضية للمستشار الأول- و كان قد عبر في اتصال قبل ذلك بحقي الكامل في مطلبي –ابدى تخوفه تاليا من عدم قدرته على طرح الموضوع فالمحتال صهر السفير و قريب زوجته و بكل صراحة ، لذا طلبت مقابلة السفير نفسه و طرح الموضوع عليه فأنا مواطن موريتاني و تعرضت للاحتيال و النصب و من حقي الدفاع عن نفسي و من حقي على سفارتي أن تكون معي حتى احصل على العدالة و حقي من المحتال .
بعد مقابلة السفير قدمت له نفسي مذكرا بتفاصيل القضية التي يبدو أنها وصلته و يدرك مدى الحرج الذي يواجهه فبدأ في كيل التهم لي و تحميلي المسؤولية بل و معتبرا أياي "لصا " و أن السفارة الموريتانية لا يمكنها أن تقف مع كل لص او محتال – إن لم يكن قريبا او صهرا على ما يبدو- مذكرا أن السفارة ليست "سفارة المريخ" و التي لا أشك أنها كانت لتكون أفضل حالا مع رعاياها من سفارتنا تلك .
في سفارتنا تلك لا مكان إلا بواسطة و لا خدمة الا بصحبة او معرفة ، اما أن تعرف عن نفسك كمواطن موريتاني فلا سفير ليسمعك لأنك تستهدف بشكواك "صهر السفارة" و لا مستشار ليدعمك في حقك لأنك باستهدافك صهر السفير المحتال فأنت تضع مساره الوظيفي في خطر حقيقي ربما يؤول به للنقل لكوكب آخر يحرمه من علاوات السفارات في الخليج ...
لا أحب التحامل و لا أريد أن أسيء لأي كان لكنني مؤمن بحقي في الدفاع عن نفسي و بحقي في متابعة الجاني و المتمالئين معه ممن حرموني حقي في توكيل جهة قانونية للدفاع عني ، و عليه اطلع القراء الكرام و الحقوقيين و الحريصين على ممثلياتنا من السفارات و القنصليات في الخارج و دورهم في الدفاع عن المواطن و مؤازرته و حقه في الحصول على العدالة و في مقدمتها "سمعته و كرامته " ..
بقلم: الشيخ الخليفة ( أبو خالد )