بعد فشلها في حجز مكان محترم في الخارطة السياسية الوطنية عبر صناديق الاقتراع، وتحالفات السياسة، تحاول شخصيات تدير أحزابا "مجهرية" اليوم التسلل إلى الواجهة عبر التهجم على الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، رغم أن الهجوم من الخلف ليس من شيم الأشراف، فولد عبد العزيز ترك السلطة طوعا لا كرها، وخرج من البلد مؤقتا فاسحا المجال لرفيق دربه، الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ليمارس كامل صلاحياته رئيسا للجمهورية، بعد أن دعمه، وأكد أنه سلم قيادة موريتانيا ليد أمينة، لتواصل سفينة الوطن الإبحار نحو بر الأمان بقبطان جديد يعرف أدق تفاصيل الرحلة، كونه كان شريكا فيها من نقطة البداية.
لم يقبل محمد ولد عبد العزيز أن يتسمى مطار، أو جامعة، أو حتى شارع باسمه، ومع ذلك فقد أصر الشعب على ربط مشاريع وإنجازات تحققت في ظل حكمه بشخصه، فبات الناس يقولون "حوانيت عزيز" كناية عن دكاكين أمل لصالح الفقراء، وشارع عزيز، كناية عن شارع معبد يشق أحياء فقيرة في العاصمة ليخفف الضغط عن طريق الأمل، ويقولون "فظة عزيز" للتعبير عن الأوراق والقطع النقدية في شكلها الجديد والحديث غير القابل للتزوير، ويقولو "كردانديت عزيز" أي بطاقة التعريف البيوميترية الحديثة والتي أنشأها ولد عبد العزيز... إلخ، لكن الرجل لم يكن مهوسا بحب الشهرة، ولا باحثا عن احترام مزيف في نفوس شعبه، بل كان يرفع شعار تحقيق الإنجاز الذي يتحدث بنفسه عن نفسه، ويبقى للشعب الموريتاني بعد رحيل الرئيس.. فشيد المطار الحديث أم التونسي، وخطط أحياء الصفيح "الكزرات"، وشيد شبكة طرق حديثة بالعاصمة، وسقى الشرق من مشروع اظهر، وأمن حدود الوطن بتطوير جيش الشعب، وبنى الجامعات، والمستشفيات، والمدارس، وحارب الفساد، وزاد الرواتب، واكتتب أئمة المساجد، فباتت تلك منجزات ناطقة بنفسها عن نفسها، رغم جحود المكابرين والانتهازيين الذين يحاولون اليوم أن يقنعوا الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بأن محمد ولد عبد العزيز هو سبب كل البلاء، وكأن محمدا لا يعرف محمدا !!.