شد انتباهى عنوان مقال السيد باب سيد احمد لعل (الى دعاة العلمنة) وظننت الموضوع من الوزن الثقيل من حيث القيمة العلمية التى سيقدم صاحب المقال الذى طرق موضوعا ليس بالبسيط ولا هو بالعادى سقط قبله على حافته جهابذة علم وثقافة عجزوا عن العبور او تجاوز مطلق الهجوم والتهجم من باب خلفية معاداة العلمنة او على الاصح العلمانية.
ولكن مع الاسف لم اجد فى مقال الرجل الذى بدا مفتونا بالتاريخ الفرنسي او بالاحرى اليونانى من بوابة فرنسية مستلبا به اكثر منه هو مثقف قدم موضوعا خطير الولوج كمادة لموضوع كتابته وسيقدم جديدا خارقا.
السيد باب في كلمة قصيرة سأسدى اليك نصيحة باعتبارك " مثقفا" وتريد ولوج الكتابة عن المواضيع التى تحطم فى الطريق الى نقدها افذاذ المثقفين والمؤرخين وهى : اقرأ الموضوع الذى تريد ان تنتقد او تحطم او تتهجم عليه من باب ارضاء النفس والتزاما بالمعتقد الفكرى لديك قبل ان تلقى بنفسك دون حبل نجاة فى بئر سحيق لا قعر له ولا عودة لمن يدخله دون سلاح.
السيد باب لن اضيء لك ضوء فى النفق لكن اريد ان اجعلك تعود الى نفسك لتتسلح بالعلم او بمعرفة ما تريد ان تصعد من خلال نقده من العلم والمعارف والقراءة عنه بقلب المثقف الشغوف الى القراءة وحب المعرفة بغض النظر عن حب الموضوع اصلا ام كرهه.
فالكاتب او المؤرخ او المثقف يا باب من نقاط قوته الجميلة ان يكون موضوعيا صادقا محايدا لكي يقدم عملا انسانيا جميلا وذا مصداقية.
فالطريق الى نقد العلمانية "بفتح العين وجزم اللام " ليس معبدا ولا مفروشا بالورود ولا يمكن تسلق من اراد الى حيث اراد منه هذا من جهة ومن جهة اخرى يمكنك ان تسوق لفكرتك مهما كانت دون محاولة النيل من فكرة تجهلها تمام الجهل ولا تستطيع الدخول فى عرينها لعدم التوفر على الاسلحة الكافية لذلك.
كان بامكانى اعطاءك درسا عن العلمانية (بفتح العين وجزم اللام) لكننى لا اقدم دروسى مجانا ولا للذين يظهرون امتلاك ناصية العلم وهم لما يكتبوا حرف الالف من الستة والعرشين حرفا العربية, فجميل عليك ان تنشغل فى قراءة العلوم التى تريد طرقها من منابعها او على الاقل كقراءتك للتاريخ الفرنسى او اليوناني.
بقلم/ محمد الامين لحبيب