جلسة أمس من الصالون الاقتصادي على قناة الساحل تناولت موضوع الاستغلال التقليدي للذهب الذي يقصد بيه حسب القانون الموريتاني المنظم لهذا النشاط :" كل استغلال سطحي داخل مساحة اقصاها 4 *4 وبعمق لا يتجاوز 12 متر ولا تستخدم فيه الوسائل الميكانيكية الثقيلة ويحترم المعايير والشروط اللازمة للصحة والسلامة والبيئة."
خلصنا إلى ما يلي:
التأثيرات الإيجابية للنشاط:
1 خلق فرص عمل كثيرة جدا للمواطنين خاصة فئة الشباب الذين تنتشر بين صفوفهم البطالة بشكل كبير.
2 البنك المركزي الموريتاني يشتري الذهب بحيث يشكل احتياطي لبلادنا أو يتم تصديره لتوفير العملات الأجنبية كما يساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي و الإيرادات العامة للدولة.
3 قد يساهم في توفير مؤشرات جيولوجية أكثر عن المنطقة التي يتم فيها التعدين التقليدي.
4 تساهم مواقع التعدين التقليدي للذهب بقوة في تقوية اللحمة الوطنية بين مختلف فئات المجتمع.
5 يساهم بطريقة غير مباشرة في تأمين المناطق التي يتم فيها هذا النوع من الأنشطة.
التأثيرات السلبية للنشاط:
1 يؤثر استخدام الزئبق علي صحة العاملين المعرضين له بشكل مباشر وغير مباشر عبرالجلد والاستنشاق والابتلاع عند حرق الملغم خاصة في عدم توفر التهوية الجيدة، و آثار الزئبق لا تنتهي عند العمال، بل تتعداهم إلىى البيئة والحيوان و المياه وقد يتفاعل مع الأسماك، مما يؤدي إلى إنتاج مادة قاتلة في لحمها.
2 يؤدي استغلال الذهب بشكل عشوائي إلى تخريب البيئة الطبيعية عن طريق حفر الخنادق و آبار التنقيب وقطع الأشجار، كما يؤدي إلى تلوث الأرض والمياه والنباتات خاصة في المناطق المحيطة بمواقع التعدين التقليدي.
3 يساهم تنامي هذا النشاط في هجر اليد العاملة في الزراعة والرعي والانخراط في عمليات التعدين أملا في الكسب السريع، وهذا خطير جدا على مستقبل الثروة الحيوانية العمود الفقري للحياة في الريف الموريتاني.
4 وفود أعداد كبيرة إلى مناطق التعدين التقليدي في حالة عدم المراقبة الأمنية الجيدة قد يتم تشكيل ميليشيات الذهب خاصة أن المنطقة تعج بالمهربين وربما الإرهابيين، و كذلك وجود بعض الأجانب مجهولي الخلفيات.
5 قد يكون الاستغلال التقليدي لذهب بوابة لسرقة و تهريب و ربما دمار للآثار الموريتانية الثمينة، وكذلك الأحجار الكريمة، وربما أشياء أخرى أكثر خطورة.
6 قد يتسبب فتح مواقع جديدة للتعدين في احتكاكات بين السكان المحليين والمنقبون خاصة في المناطق الرعوية أو الزراعية مثل المناطق الكائنة بين ولاية كوركول و كيد ماغه .
الخلاصة:
يجب السعي إلى تبني خطة عمل استراتيجية واضحة المعالم في مجال التعدين التقليدي للذهب تستهدف إدخال هذا النشاط في الدورة الاقتصادية الوطنية، وإستخلاصه بطرق أقل تأثيرا على البيئة والصحة، بالإضافة إلى القيام ببرامج للتوعية والتثقيف الصحي والأمني للمنقبين في مناطق التعدين.
ونعتقد بأن التعامل العشوائي مع الزئبق خطر يهدد بلادنا، ويجب على السلطات أخذ التدابير اللازمة للحد من إنتشاره خاصة أن بلادنا موقعة على اتفاقية ميناماتا التي تدعو الدول إلى الحد من استخدام الزئبق في التعدين وإزالته حيثما أمكن.
لذلك لابد من التعاون بين القطاعات المختلفة المعنية لتحقيق التوزان بين الفوائد والأضرار المذكورة أعلاه.