اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت، على الخصوص بتصويت مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة لصالح قرار يدين سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية،والأوضاع في سوريا ،فضلا عن تبعات التفجيرات الإرهابية في الأردن ، والتصويت على ميزانية جديدة في المملكة العربية السعودية.
ففي مصر خصصت " الاهرام " افتتاحيتها للمواقف المصرية حيال الأزمات في سوريا واليمن والعراق، والقضية الفلسطينية وتفشى الإرهاب، وأكدت أن مصر "تبني مواقفها استنادا إلى رؤية شاملة تراعي فيها ثوابت عديدة تخص الحفاظ على كيان الدولة الوطنية"، بعدما ابتليت المنطقة ب"وباء التفتيت والتقسيم استغلالا لحالة عدم الاتزان الذى أصاب بلدان الربيع العربى ومحيطها، وكانت سببا جوهريا وراء فتح مساحات شاسعة تصول وتجول فيها الميليشيات الطائفية والمذهبية جراء الفوضى والفراغ الناتج عن غياب واضمحلال دور الدولة ".
وأشارت في نفس السياق إلى أن العلاقات المصرية ـ الأمريكية على أبواب مرحلة جديدة بعد وصول إدارة جديدة إلى البيت الأبيض "عنوانها الأساسى والأبرز التشاور المستمر، وصياغة سياسات جديدة تقوم على أسس قويمة رشيدة من شأنها التوصل لحلول حقيقية لعدد كبير من المشكلات، لعل أهمها تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بما يضمن المحافظة على الحقوق والتطلعات المشروعة للشعب الفلسطينى الذى عانى طويلا على جبهتين، الأولى عدم تنفيذ كم هائل من القرارات الدولية طوال العقود الماضية، ومنها ما يخص وقف الاستيطان الإسرائيلي، والثانية التعنت الإسرائيلى ووضع تل أبيب العراقيل أمام إحراز تقدم ملموس فى المسيرة السلمية".
ومن جهتها تناولت صحيفة "الجمهورية" الأوضاع في سوريا في ضوء انتهاء معركة مدينة حلب، وفي ضوء بيان الجيش السوري الذي أكد أن "ما حدث في حلب انتصار وعودة للأمن والأمان في المدينة "،في حين اعتبرت فصائل في المعارضة ما حدث "خسارة كبيرة".
كما أوردت إعلان غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي الذي قال فيه إن وفد الحكومة المصرية وممثلي المعارضة سيشاركون في الاجتماع المقرر عقده الشهر المقبل في عاصمة كازاخستان "إستانا"، موضحا أن وفد المعارضة هو علي الأرجح سيمثل القوى الموجودة على الأرض في سوريا، مضيفة أن غينادي غاتيلوف أكد أن وفد المعارضة يجب أن يشمل كذلك وحدات المعارضة المسلحة باستثناء "جبهة النصرة" و"داعش "، إضافة إلي المعارضة المعتدلة والأكراد.
وفي استنكرت صحيفتا (الراية) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما، جريمة قتل أسيرين تركيين حرقا من قبل التنظيم الإرهابي "داعش"، والذي وثق للأمر من خلال شريط فيديو نشره مؤخرا.
وكتبت صحيفة (الراية)، تحت عنوان "جريمة نكراء"، أنه "ليس هناك من مبرر ولا مسوغ قانوني ولا شرعي لهذه الجريمة الشنيعة التي أقدم عليها تنظيم "داعش" سوى أنه عمل بربري ووحشي يهدف إلى بث التخويف والترويع وتشويه قيم الإسلام الحنيف ومبادئه السمحة"، مسجلة أنه "مهما فعل من إجرام فلن يستطيع منع تركيا من القيام بواجبها كدولة في حماية أمنها القومي داخل حدودها أو مناطق الحدود المشتركة مع سورية".
وشدد على أن هذه الجريمة هي رسالة موجهة أساسا ضد المجتمع الدولي بأكمله والذي يتعين عليه أن "يرد الصاع صاعين، وهذا لن يتم إلا من خلال العمل الجماعي لاستئصال هذه الفئة الضالة".
وتحت عنوان "حرق الأسيرين.. جريمة ضد الإنسانية"، شدد كاتب افتتاحية صحيفة (الشرق) على أن هذه الجريمة تتنافى تماما مع جميع المبادئ والقيم الإنسانية، وتتعارض مع كل الشرائع والأديان السماوية، وتسيء الى الإسلام، وتطعن في سماحته وأخلاق معتنقيه، كما أنها تعطي للمعادين له المبرر والذريعة لوصم جميع المسلمين بـ "الإرهاب".
وفي الشأن السوري، لم تستسغ صحيفة (الوطن) أن يكون "الحل في سورية منبنيا على حسابات نتائج الأعمال العسكرية الأخيرة التي قام بها النظام"، داعية، في هذا الصدد، القوى الإقليمية والدولية الى بذل المزيد من الجهود لتوفير التغطية القانونية والسياسية والدبلوماسية لحل نهائي لهذه الأزمة وضمان استرجاع السوريين لحقوقهم المشروعة.
وبالأردن، سلطت الصحف الضوء على المسيرة والوقفات التضامنية التي نظمت أمس للتنديد بالأعمال الإرهابية التي شهدتها مؤخرا منطقة الكرك جنوب المملكة، وكتبت صحيفة (الدستور) تحت عنوان "يوم غضب أردني ضد الإرهاب"، أن الأردنيين أجمعوا على أن الأجهزة الأمنية والجيش الأردني والشعب من خلفه بأطيافه كافة، يؤيدون بشدة مواصلة الحرب ضد الإرهاب، ودعوا في الوقت ذاته للتماسك والاتحاد وقطع الطريق على المشككين والمزايدين الذين يسعون إلى نشر الفتن وبثث الأكاذيب المضللة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشاركين في المسيرة الشعبية الحاشدة، التي انطلقت بعد أداء صلاة الجمعة من وسط عمان بمشاركة فعاليات شعبية ونيابية وحزبية ونقابية متعددة، نددوا بالإرهاب والأعمال الإجرامية التي تحاول العبث بأمن الوطن والمواطنين، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث لم ولن تثني الأردنيين عن المضي قدما في الحرب على الإرهاب.
وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، أن ما رفعه الأردنيون في مختلف محافظات المملكة من شعارات وما رددوه من هتافات، "هو ما تجيش به صدورهم وهم يحملون على الإرهاب والإرهابيين وخطابهم الظلامي الذي يسيء إلى الإسلام وصورته السمحة كدين محبة وسلام وحوار واعتراف بالآخر بعيدا عن التعصب والغلو والتطرف"، وكذا احترام الحياة الإنسانية ورفض كل ممارسات وارتكابات خارجة على مألوف الدين والتقاليد والأعراف.
وأضافت الصحيفة أن ما جسده الأردنيون في الأسبوع الماضي والمتابعة الملكية لعملية الكرك وكذا الوقفة الشعبية الشاملة الداعمة والمستعدة لبذل المزيد من الدماء من أجل الأردن، "كرست في المشهد العربي الصورة الأردنية الحقيقية التي يحرص الأردنيون على أن تبقى في أذهان العرب والمسلمين بأنهم القلعة التي تتكسر عليها مؤامرات الأعداء ومحاولاتهم العابثة للمس بأمننا واستقرارنا والمحكومة بالفشل والإندحار والخسران".
أما صحيفة (الغد)، فكتبت في مقال حول القضية الفلسطينية، أنه رغم التصريحات الواضحة التي أطلقها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي تؤيد الموقف الإسرائيلي في كل شيء، فإن البعض ما يزال يتوقع أن يفاجئ ترامب العالم ويتخذ مواقف وخطوات في اتجاه حل عادل للقضية الفلسطينية، والضغط على إسرائيل من باب الصداقة على القبول بالحل، باعتباره مصلحة إسرائيلية.
لكن، باعتقاد الأغلبية، تضيف الصحيفة، أن السياسة الأمريكية في عهد ترامب "ستكون مؤيدة لإسرائيل بكل ما تقترفه من اعتداءات وسياسات عدوانية ضد الشعب العربي الفلسطيني"، مشيرة إلى أن ترامب لن يحيد عما أعلنه بخصوص القضية الفلسطينية ودعمه اللامحدود لإسرائيل ومواقفها العدوانية والاستيطانية، وبالتالي فإن "على الفلسطينيين والعرب عدم التعويل على موقفه وعدم انتظار معجزة تتسبب في تغييره لمواقفه. "فالسياسة الفلسطينية والعربية يجب أن تبنى على هذا الواقع المرير".
وفي البحرين، أوضحت صحيفة (الوسط) أن لكل من روسيا وإيران وتركيا مصالح في سورية، حيث الروس يريدون الإبقاء على نافذتهم على البحر الأبيض المتوسط من جهة الشرق عبر قاعدتهم في طرطوس، والأتراك بات من المهم لديهم الآن تقويض أي مساع كردية لإنشاء كيان سياسي محاذي لتركيا من جهة الجنوب، مؤكدة أن هذه الدول تدرك أن حاجتها المتبادلة أقوى من أي شيء آخر.
وأشارت الصحيفة، في مقال بعنوان "الثالوث الجديد في سورية"، إلى أن مصالح الدول الثلاث لم تجعلها في يوم من الأيام في حالة صدام أو قطيعة، ما خلا الخلاف الروسي التركي (وليس القطيعة) بشأن إسقاط طائرة سوخوي الروسية، والذي لم يستمر أزيد من 10 شهور، مضيفة أنه على رغم أن الإيرانيين والروس من جهة والأتراك من جهة أخرى كانوا يخوضون حربا غير مباشرة ضد بعضهم في سورية، إلا أن التواصل لم ينقطع مطلقا بين هذه الدول وفي أحلك الظروف.
ومن جهتها، قالت صحيفة (الأيام) إن هناك العديد من الأطراف التي يمكن توجيه أصابع الاتهام لها إزاء عمليات القتل والتدمير التي جرت في حلب، ليس خلال الأيام القليلة الماضية فقط، وإنما طيلة السنوات الخمس الماضية، موضحة أن السؤال الأكبر هنا هو "كيف وصلت منطقنا العربية إلى حالة أصبح فيها من الطبيعي بالنسبة للروس والإيرانيين والأمريكيين والأتراك وآخرين كثر أن يأتوا ويشتركوا في الحروب ويرتكبوا المجازر ويفلتوا من عقاب الأمة العربية التي كان أبناؤها - وربما ما زال بعضهم - يفاخروا بالانتصارات والأمجاد؟!".
وأشارت الصحيفة إلى أن النزاع في سورية تصاعد بشكل رهيب بعد أن أصبحت أرضا لتصفية الحسابات الإقليمية بل والدولية، فتسرب الولايات المتحدة بعض الأسلحة للثوار، وبالمقابل جرى فتح الباب على مصراعيه لإيران وروسيا وأطراف أخرى تدعي أن لديها الحق في لعب دور ما في هذا البلد، في وقت تقف فيه المنظمات الدولية ومجلس الأمن الدولي تحديدا عاجزة عن توفير أي حل، حتى على صعيد إغاثة ضحايا الصراع بشكل ناجع، مشددة على وجوب تعلم الدروس من أزمات متعددة في السنوات الست الأخيرة، وإعادة ترتيب البيت العربي "بحيث نتمكن من حل مشاكلنا فيما بيننا، واستبعاد الأطراف التي ليس لديها مصلحة في وئامنا واستقرارنا".
وفي السعودية، واصلت الصحف اهتمامها بميزانية 2017 التي تم الإعلان عنها أول أمس الخميس، وقالت صحيفة (الرياض) إن ميزانية الدولة للعام الجديد "جاءت لتتخطى كل التوقعات، رغم الوضع الاقتصادي المتسم بالركود، وأن ارتفاع الإنفاق، وتراجع العجز، ورفع كفاءة الدعم الحكومي للفئة الاجتماعية الأكثر حاجة، كانت أبرز ملامح أول ميزانية في مسيرة التحول الوطني 2020".
وأشارت أيضا إلى أن ما يميز ميزانية العام الجديد يتمثل في مستوى الإفصاح عن الإيرادات وتوزيعها، وفق المصروفات واستحقاق كل جهة، وهو "توجه يعكس مستوى الشفافية التي يعمل وفقه الجهاز الحكومي، وخاصة القطاعات المعنية في رسم ومتابعة السياسات المالية للدولة".
وخلصت الصحيفة إلى أن برنامج التوازن المالي يعد هو الآخر إحدى المبادرات "المهمة" التي تواكب ميزانية هذا العام، وهو برنامج يقوم على جملة من الإصلاحات الاقتصادية للوصول إلى ميزانية متوازنة بحلول العام 2020؛ ومنها تعزيز استدامة الإيرادات الحكومية، وتنمية الإيرادات غير النفطية للدولة.
ومن جهتها، كتبت صحيفة (اليوم) أنه كان لا بد من خطوة اقتصادية جريئة يتم من خلالها إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني بما يتناغم مع لغة السوق الراهنة، ومنطق اقتصاديات المعرفة العابرة للحدود وللقارات، والخروج بالنتيجة من عنق زجاجة الاقتصاد القائم على خامات الأرض وموجوداتها، معتبرة أن رؤية "السعودية 2030 " جاءت لتستثمر الامكانيات الحالية للبلاد لبناء اقتصاد ما بعد النفط بحلول عام 3030، فيما يستهدف برنامج التحول الوطني 2020، إنضاج الحلول لتستقيم دورة الاقتصاد الوطني دون أي ضغوطات.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن الرؤية تضمنت أيضا برنامج "حساب المواطن" الذي يستهدف دعم الفئات محدودة الدخل في أساسيات معيشتها، وهو "أنموذج حضاري وأخلاقي للدمج ما بين فتح المسارات لتصويب حركة الاقتصاد، وفي نفس الوقت حماية الطبقات الأقل دخلا من التبعات الطبيعية التي غالبا ما تصاحب أي عملية تصحيح".
أما صحيفة (الاقتصادية)، فكتبت أن مفاجآت التراجع الحاد لأسعار النفط في السوق العالمية، جعل المالية العامة للبلاد أشد حاجة إلى قرارات صارمة لضبط الإنفاق حتى وإن بدت تلك القرارات ذات آثار اقتصادية مؤلمة.
وقالت إن ما يميز الميزانية الجديدة أنها مبنية على "رؤية المملكة 2030" بخطط تنفيذية مبرمجة تنبع من الإصلاح الشامل الذي سيفضي في النهاية إلى تثبيت أركان الاقتصاد الوطني وتعزيز موقعه على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أن البرامج التنفيذية لتلك الرؤية تسعى إلى تفعيل دور القطاع الخاص وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وذلك من خلال رفع كفاءة الإنفاق الرأسمالي في الدولة، ومواصلة الانضباط المالي، وتعزيز الشفافية والنزاهة.