لا يزال الموريتانيون يتابعون باهتمام أخبار رئيسهم السابق محمد ولد عبد العزيز بعد أكثر من أربعين يوما على مغادرته السلطة والبلاد، وفي الوقت الذي يتبادل المواطنون صور ولد عبد العزيز في شوارع مدريد وباريس، ويعلقون بإعجاب، يركز البعض على استفادة ولد عبد العزيز من بعض الخدمات القنصلية، أو البروتوكولية الخاصة من سفارات موريتانيا في تلك الدول، وكأن ولد عبد العزيز بمجرد تنازله طواعية عن السلطة وتسليمها بشكل ديمقراطي أصبح مواطنا من المكسيك، أو سريلانكا !!.
في جميع دول العالم هناك أشخاص لهم رمزية وطنية، ويحظون بمعاملة تفضيلية، وهؤلاء الأشخاص في مقدمتهم الرؤساء السابقون،خاصة عندما يكونون يحظون بدعم شعبي واسع، ومع ذاك فالجميع يعرف أن ولد عبد العزيز كان يذهب في إجازته إلى ازويرات و انواذيبو في رحلة عادية كراكب اشترى تذكرة على الخطوط الجوية الموريتانية، ولم يذهب في أي مرة بطائرة خاصة إلا في المهام والزيارات الرسمية، كما كان يستقل سيارته الشخصية في شوارع انواكشوط خارج أوقات الدوام وشوهد عدة مرات يقود سيارته بنفسه، فهل يعقل اليوم أن يسعى الرجل لاستغلال وسائل الدولة وهو لا يتقلد وظيفة رسمية بعد أن تعفف عنها وهو يتقلد منصب رئيس الجمهورية ؟.
فالواقع يثبت أن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ليست لديه رغبة، ولا حاجة في استغلال مقدرات سفارات بلاده في الخارج، لكن من حق الدولة أن توفر الحماية والرعاية والمعاملة التفضيلية لرئيس خرج للتو من السلطة، وتأمينه جزء من تأمين البلد، وليس في الأمر ما يدعو للاستغراب. - كما يرى متابعون للموضوع-.