ماذا فعلت موريتانيا للمملكة المغربية الشقيقة؛ حتى تنطلق أبواق الحقد ودق طبول العداء بين الإخوة، تبث سمومها في مواخير الإعلام المغربي، تلعب بالنار وتسيء إلى تراكم علاقات نسجتها وشائج الدم والقربى والجيرة والتاريخ المشترك.
قطعا لم تقم الجمهورية الإسلامية الموريتانية بأي تصرف عدائي تجاه الشقيقة المغرب، لم تغلق الحدود، لم تضايق مواطنا أو تاجرا مغربيا.
حرصت على أن تبقى علاقات البلدين في ربيعها الذهبي، لكن من لا يريدون للمغرب وموريتانيا الخير لم يفتئوا ينفثون سمومهم.
وفي المقابل ماذا فعلت الشقيقة المملكة المغربية، شكلت دوائر القرار في المغرب من الأرض المغربية قاعدة خلفية ومأوى لأعداء موريتانيا، وما فتئت تقوم بالخطوة الاستفزازية تلو الأخرى، وموريتانيا تقابل الأشواك بالورود عل أن يعود الشقيق لرشده.
ولماذا هذا التحامل وهذا اللعب بالنار..
السبب بسيط.. وبسيط جدا..
من يمسكون زمام الأمر في الرباط يغيظهم أن يكون لموريتانيا قرارها المستقل ودورها الفاعل في محيطها وقارتها والعالم.
فليشربوا مياه البحر.. وليموتوا بغيظهم..
قالوا عزت الجمهورية الإسلامية الموريتانية الجمهورية العربية الصحراوية في وفاة رئيسها، وهل يتطلعون منا أن نرقص كما رقصوا في مأتم شعب شقيق تعترف موريتانيا بدولته.
هو أمر بسيط لقد عزت موريتانيا المملكة المغربية في وفاة الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، وأعلنت الحداد أسبوعا كاملا، ولم يتضايق الصحراويون.
دورنا وموقفنا في موريتانيا هو الحياد الإيجابي المقرب لوجهات نظر الأشقاء المتنازعين في الصحراء الغربية؛ تطبيقا لالتزامات موريتانيا وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
مربط الفرس الذي أغاظ المخزن هو أننا حمينا حدودنا من تجار المخدرات والمهربين والإرهابيين وعززنا دور جيشنا الوطني الجمهوري الباسل.
يغيظهم أنه يقودنا رجل لا يحرك بالريموت كونترول، وينطلق من مصلحة موريتانيا، قاد الاتحاد الإفريقي الذي يحاول المغرب العودة له بشكل عاثر، ويقود الآن الجامعة العربية بعدما رفض المغرب احتضان الأشقاء.
يغيظهم أنه تحت قيادة هذا الرئيس أصبحت موريتانيا كما يجب أن تكون فاعلا في منطقة الساحل، ومؤثرا في ملفات تشارك فيها الرباط على استحياء عن طريق عملاء المنصوري,
موريتانيا لا تستعين في دورها في المنطقة بسماسرة صفقات فديات المختطفين، بل تحضر فاعلة وواضحة غير منتقبة في أي جهد يستهدف لملمة جراح الإخوة.
لا تصب الزيت على النار، بل تأسو الجراح.. وتضمد أحزان أشقائها أينما كانوا.
لا تأوي موريتانيا أي مصدر للقلاقل في أي بلد من بلدان المنطقة.. وهي قادرة على حماية نفسها وحدودها ومجالها الحيوي؛ مهما حرك المخزن محوره الذي يحاول عن طريقه يائسا خنق موريتانيا..
وما في الرب تعرفه "كمبا"..
يقولون لكويرة.. وماذا جد في لكويرة؟
منذ أربعين سنة وهي تحت السيادة الموريتانية.. لا يدعي الموريتانيون أنها من صميم ترابهم الوطني.. لكنها وديعة بيد موريتانيا إلى أن يقرر الصحراويون مصيرهم في الاستفتاء.
لماذا يتحدث الإخوة في المغرب عن لكويرة.. ويتركون ثلث الصحراء الذي بيد البوليساريو.. هو نوع من الهروب إلى الأمام أو وضع العربة أمام الحصان.. أو قل إنه يشبه سياسة الأستاذة "النعامة" التي تدفن رأسها في الرمال..
ويقولون الجيش الموريتاني سهل للبوليساريو دخول معبر الكركارات.. وأين كنتم؟
هل كنتم نياما؟ لماذا لم تتحركوا؟ وأين هي أدلتكم؟
الواقع يقولون إنكم كاذبون وجبناء في نفس الوقت..
أنتم تعرفون من أي طريق أتى مقاتلو البوليساريو الذين سلبوكم الكركارات.. لكنكم تخافون من مواجهة من عبروا من خلال أرضه..
وتظنون أن موريتانيا هي المشجب المناسب لتعليق إخفاقاتكم.. لكن موريتانيا ليست مشجبكم.. فجربوا لعبة غيرها.
هذه هي الحقيقة.. وما عداها ضرب من التخرص.. فليتوقف من يلعبون بالنار عن هوايتهم قبل أن تحترق أصابعهم.