في الوقت الذي يجري فيه الحديث بلغة عاجزة عن ضعف تعليم السبورة والكتاب عندنا، يعبر العالم من حولنا إلى التعليم الرقمي الافتراضي ويحقق إشعاعا علميا مذهلا وحضاريا رفيعا لا مكان فيه لمفردات الحشو والمكر والتدليس والتنابز بالألقاب والنعت بالأوصاف.
حقيقة، تشير كل الدلائل والقرائن والمؤشرات إلى عدم فهمنا إياها وبعد نخبنا جهلا أو عمدا عن إدراك أبعادها، فترى هذه النخب تُشبِع، ولا تُثري إلا قليلا، مواقعَ التواصل الاجتماع بنقاشات نخبوية من زمن ولى وبأمزجة لا تناسب منطق المرحلة، تطرق مواضيع هزلية وأخرى طوباوية تخلط بين المفاهيم الدينية المتحجرة وقد تخطاها الاجتهاد المباح بأخرى تريد أن تكون حداثية وقد تجاوزها العقل المتحرر من العصبية ورفض الإذعان لمنطق الحق... متدينون بأثواب الظلامية البالية وعلمانيون بلا بصائر يتبعون تياراتها العاجزة ذاتها عن فمهما وقد تورطوا فيها وورطتهم في متاهات غيابات جبها السحيق ليضلوا بلا هدي يرجى... بين هذين التيارين، من إفراز عجز التعليم المذبذب، تتقهقر لتحيد روافدُ الثقافة عن مجاريه إلى المصب. فهل يدرك المتنورون خطورة واقع الوضع المريب فيهبوا بدم جديد ولغة تتناغم مع متطلبات العصر لتصحيح مسار التعليم واستغلال وسائل التواصل لبث الوعي البناء؟