اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس بالأوضاع في سوريا والعراق، وظاهرة الإرهاب التي تضرب العالم ،وقضية الأمن في منطقة الخليج ، وتشكيل الحكومة اللبنانية، فضلا عن قضية محلية ومنها موافقة البنك الدولي على منح مصر قرضا بمبلغ مليار دولار .
ففي مصر خصصت صحيفة "الأهرام " حيزا هاما للزيارة التي قام بها وزير الخارجية العراقي أمس لمصر، والمحادثات التي أجراها مع كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء المصري، مبرزة أن الجانب المصري أكد خلال هذا اللقاء موقف مصر الثابت بدعم سيادة الدولة العراقية على كامل ترابها الوطني، وحرصها على مساندة كل الجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار فى العراق.
كما شدد الجانب المصري – تضيف الصحيفة - على رفض التدخل فى الشؤون الداخلية العراقية، ولجميع محاولات بث الفرقة والانقسام بين أبناء العراق من مختلف المذاهب والأعراق.
وتناولت الصحيفة، من جهة أخرى، تطورات الوضع في سوريا ،وقالت إن استبعاد الولايات المتحدة من اجتماع موسكو حول سوريا والذي والاتفاق الثلاثى الروسي الإيراني التركي بشأن سوريا "أثار امتعاض واشنطن التى انتقدت خروجه عن عباءة الأمم المتحدة".
ونقلت الصحيفة في هذا الصدد تصريحا لنيسان تك، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، قال فيه إن "الاتفاق الروسى ـ الإيرانى ـ التركى بشأن سوريا لن يأتى على حساب الدور الأمريكى فى حل النزاع".
ومن جهتها كتبت صحيفة "الجمهورية " عن موضوع الإرهاب في مصر وفي العالم ، وأكدت أن "مصر ليست وحدها في الحرب ضد الإرهاب"، مبرزة التحرك المصري على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي من أجل حصار هذا الإرهاب الذي يهدد استقرار وأمن مختلف الدول والحكومات في المنطقة العربية وفي أوروبا والمدن الكبري فيها.
وقالت إن الحرب الكبرى علي الارهاب أصبحت اليوم قضية دولية مطروحة علي المجتمع الدولي كله ، مؤكدة أن مصر من خلال رئاستها للجنة مكافحة الارهاب في مجلس الأمن سوف تعمل من أجل أن يتحقق النصر علي هذا الارهاب.
وعلى الصعيد المحلي أوردت صحيفة "الأخبار" تصريحات خاصة لوزيرة التعاون الدولي المصرية، سحر نصر، حول القرض الذي وافق البنك الدولي أول أمس على منحه لمصر، قالت فيه إن "موافقة مجلس إدارة البنك الدولي، على الشريحة الثانية من التمويل المخصص لدعم برنامج الحكومة بقيمة مليار دولار تمثل شهادة ثقة كبيرة في الاقتصاد المصري وتعطي دفعة قوية لتشجيع المستثمرين الأجانب علي الاستثمار في مصر".
وأوضحت الوزيرة المصرية أن هذه الشريحة تأتي ضمن القرض المخصص من البنك الدولي لدعم التنمية الاقتصادية في مصر بإجمالي تمويل 3 مليارات دولار مقسمة علي ثلاث شرائح سنوية متساوية، وحصلت مصر علي الشريحة الأولي بقيمة مليار دولار في سبتمبر الماضي ، مشيرة إلى أنها ستوقع ال يوم علي الشريحة الثانية مع المدير الإقليمي للبنك الدولي في مصر.
وفي قطر ركزت صحيفة (الراية) على لقاء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع المبعوث الأممي، دي ميستورا إلى سورية، الذي يأتي، بحسب الصحيفة، في إطار الموقف القطري "الثابت" تجاه الأزمة السورية و"دعمها المتواصل إغاثيا وسياسيا ، مسجلة أنه "شكل فرصة لمناقشة الوضع في حلب وتبادل الآراء حول سبل وقف إطلاق النار وضمان سلامة السوريين في المدن المحاصرة، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين".
وأضاف كاتب افتتاحية الصحيفة أن الاجتماع كان مناسبة أيضا جددت من خلالها قطر "موقفها الثابت" من الإرهاب وإدانتها لما يجري من "جرائم وحشية ضد المدنيين في مختلف أرجاء سورية"، وأيضا قناعتها ب"أهمية الحل السياسي للأزمة السورية وأهمية ردع الأسد ومنعه من تنفيذ سياسة الحصار والتجويع للمدنيين"، داعيا المجتمع الدولي الى التحرك بشكل عاجل لإنقاذ الشعب السوري خاصة بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الدعوة الى وقف فوري لإطلاق النار في حلب.
وتحت عنوان "لا.. لتهجير السوريين"، كتبت صحيفة (الشرق) أن الشعب السوري، "لا يزال يدفع ثمنا باهظا نتيجة لإخفاق مجلس الأمن في التوصل لحل سلمي"، مسجلة أن "سياسة التهجير التي ينتهجها النظام السوري ضد شعبه، تجعل المدنيين ضحية لجشع وقسوة المتاجرين بالبشر (..) وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا من مجلس الأمن "، بغرض " ضمان هدنة شاملة مراقبة دوليا، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، ووقف التهجير القسري، والعمل على تحقيق الانتقال السياسي".
ومن جهتها، كتبت صحيفة (الوطن)، تحت عنوان "الإرهاب.. النيران لا تلتهم النيران" أن "العالم لايزال مرعوبا من الإرهاب (..) وفاشلا في مواجهته بعد كل تلكم السنين من إعلان الحرب عليه"، موضحة أن الإرهاب "نتيجة، وليس مقدمة" وأن السلاح وحده في مواجهة هذه الظاهرة "يبقى سلاحا مشلولا إلى حد كبير، في غياب معالجة الأسباب الحقيقية".
وفي البحرين، أكدت صحيفة (الوطن) أن مسألة الأمن هي الهاجس الأهم بالنسبة إلى دول المنطقة، موضحة أن فرض الأمن قد يكون مكلفا بالنسبة إلى الحريات والاقتصاد لكنه الضمانة الحقيقية لسلامة الأوطان والإنسان، ومتى ما تم تطبيق الأمن بشكل صحيح فإنه لن يطال الأجزاء التي لا علاقة لها بالأمن أساسا. وأشارت الصحيفة إلى أن المستقبل المقلق يحتم على الدول المحاطة بسلسلة من التهديدات الجادة أن تتعامل بواقعية مع كل تهديد إرهابي، سواء كان إرهابا داخليا أو خارجيا، مشددة على أنه ليس هنالك اقتصاد مستقر ولا حياة مجتمعية مستقرة دون وجود أمن حقيقي، فالشعور بالأمن يعطي الإنسان حالة من الاستقرار الدائم، كما أن الأمن هو التهديد الحقيقي للإرهاب والإرهابيين، وهذا ما يجب أن يكون عليه عنوان المرحلة الحاضرة قبل أي عنوان آخر.
وفي السياق ذاته، تساءلت صحيفة (الوسط): "كيف لهذا العالم أن يتحول هكذا بكل بساطة إلى مسرح جريمة؟ إلى فيلم مرعب من أفلام الأكشن التي تضج بالدماء. متوحش يغالب السلم فيغلبه، لينتصر إلى الحروب والمعارك التي من شأنها أن تبيد معنى الإنسانية؟"، مبرزة أن ثمة حاجة إلى "عقلاء ينتشلون العالم اليوم من كل ما يحدث، فالتطرف وصل إلى معظم الدول العربية والعالمية، ولم يستثن الجنون عرقا أو دينا إلا ولوثه".
وكتبت الصحيفة أن الإعلام ما يزال ينقل الحوادث المأساوية وكأنها حوادث عادية. فصارت نشرات الحوادث تكتظ بأخبار الحروب والكوارث والتفجيرات والقتل، وتعرض صور القتلى كما تعرض أي صورة أخرى؛ وكأن الأعين اعتادت على مناظر الدم والأشلاء البشرية والخراب، متسائلة: "هل يخرج علينا اليوم من يرفعون سنابل السلام، ويطالبون بالكف عن كل هذا الجنون المحتدم، فيسنون القوانين والمعاهدات التي تحفظ السلم الأهلي في الدول وتحفظ السلام العالمي وتمنع الدول من التدخل في شئون غيرها سرا وعلنا؟".
وبالأردن، كتبت صحيفة (الرأي) أن الأعمال الإرهابية الثلاثة التي وقعت في يومين متتاليين في كل من الكرك وأنقرة وبرلين ،تتطلب من العرب والمسلمين، من جهتهم، وضع استراتيجية توعية وتعليم تبقي الإسلام والعروبة في منجا من التلوث بتفكير الإرهابيين الإجرامي الظلامي.
ولكن هذا الموضوع الهام، تضيف الصحيفة، يستحق دراسات ومقالات تتطلب مساحات أوسع في مناهج التعليم وخطب المساجد وصفحات الجرائد وبرامج الإذاعات والتلفزيون، مشيرة إلى أنه قبل ذلك يجب توظيف كل الجهود للمساهمة في إنهاء الحرب الطاحنة في سوريا "فهي وبال على شعبنا السوري وكل شعوبنا العربية ولا تخدم إلا أعداء الأمة العربية".
من جهتها، كتبت صحيفة (الغد) أنها المرة الأولى التي يتبنى فيها تنظيم "داعش" الإرهابي عملية على الأراضي الأردنية، خطط لها ونفذها أردنيون من أتباع التنظيم.
وأشارت، إلى أن عملية قريفلا شمال مدينة الكرك، أظهرت أن لخلية "القلعة" الكركية خلايا مساندة وأخرى تتهيأ لتنفيذ عمليات إرهابية، لكن تتساءل الصحيفة هل تبني تنظيم "داعش" للعملية الإرهابية يعني أن ما حصل تم بتخطيط وتوجيه مباشر من مركز التنظيم في سورية والعراق، أم أنه بمبادرة ذاتية من أفراد الخلايا الإرهابية، استجابة لنداء "فتوى" مفتوح من قيادة التنظيم لعناصرها في العالم بتنفيذ عمليات إرهابية أينما كان ذلك متاحا؟.
أما صحيفة (السبيل)، فكتبت، في مقال لها، أنه مازالت هناك فسحة من الوقت لوقف الجهود التي يبذلها اليمين الأمريكي وإسرائيل لتنفيذ خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مشيرة إلى أن من "شأن القيام بهذه الخطوة الرفع بشكل مؤكد من مستوى التوتر في المنطقة، وتغذية العداوة للغرب، ذلك أن الخطوة لا تمس السياسة العربية الرسمية بل قناعات الشعوب العربية والإسلامية تجاه الغرب وسياساته المتبعة في الإقليم بشكل يفاقم أزمة النفوذ الأمريكي المتآكل والمترنح".
وأضافت أنه ليس من المستغرب أن يحتفي اليمين الأمريكي والكيان الإسرائيلي بالخطوة، "إلا أن الاحتفال لن يطول؛ إذ سيمر كلمح البصر لتصطدم الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني بالحقائق القائمة على الأرض في فلسطين والعالم العربي والإسلامي". وفي السعودية، كتبت يومية (عكاظ) أن ميزانية المملكة لعام 2017، التي يرتقب الإعلان عنها اليوم ستكون محطة لاختبار مدى قوة وصلابة هيكل الاقتصاد السعودي، ومدى نجاعة الإجراءات الحازمة لتجاوز اللحظات الاقتصادية الحرجة عالميا.
وقالت إن هذه الميزانية التي سينطلق معها اليوم برنامج "تحقيق التوازن المالي في 2017"، ستحدد مسار سنوات قادمة من تمتين وتوطيد اقتصاد "ينطلق متعافيا ومسابقا الزمن لتحقيق طموحات الغد بفضل الإجراءات المتضمنة في خطط التحول الوطني ورؤية المملكة 2030".
وأضافت أن هذه الإجراءات التي تعتمد الترشيد الاقتصادي والضبط المالي، لن يكون لها أي تأثير مباشر على المواطن، مضيفة أن "التحديات لا تجتازها الإرادات الضعيفة والمترددة، وإنما تجتازها القرارات الحاسمة".
ومن جهتها، كتبت يومية (الرياض) أن الحكومة تعمل في ظل التوجهات الجديدة التي رسمها برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية 2030، على تقنين الدعم المباشر في أفق رفعه تماما في قطاعات متنوعة، من أبرزها الوقود، والكهرباء.
واعتبرت أن الحديث عن دعم المواطن "المستحق" من خلال برنامج حكومي مبتكر يعد "توجها اقتصاديا مهما" سينعكس إيجابا على الوضع الاقتصادي للبلاد، كما سيقوي فرص الزيادة من حجم مدخرات الأسر السعودية.
وأكدت أن التدابير التي سيتم اعتمادها في الميزانية الجديدة للمملكة تستهدف القضاء على عجز الموازنة بحلول 2020، ومن أبرز تلك التدابير تقنين الدعم وفق آليات ضبط تتسم بالمساواة والعدالة، وتكون خاضعة للمراقبة التي تشجع على الادخار وكبح التضخم.
وتفاعلا مع اعتماد وزراء إعلام الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مؤتمرهم الـ 11 للخطة الإعلامية للمنظمة لمواجهة الإرهاب و(الإسلاموفوبيا)، قالت صحيفة (الشرق) إن استمرار التعاون بين وزراء إعلام الدول الإسلامية في هذا الشأن مكن من تصحيح ما تبثه المنظمات الإرهابية من معلومات خاطئة عن تعاليم الدين الإسلامي الذي يحث على التسامح وبعث روح السلام في العالم.
واعتبرت أن ما أكده البيان الختامي لمؤتمر جدة (20 و21 دجنبر الجاري)، هو ما ظلت تؤكد عليه المملكة العربية السعودية في مختلف المناسبات وهو "ضرورة وضع الآليات المناسبة لمحاربة مثل هذه الظاهرة التي أصبحت متفشية بين متابعي مواقع التواصل الاجتماعي".
وخلصت إلى أن المملكة "أخذت على عاتقها تغيير الصورة الخاطئة عن الدين الإسلامي السمح، من خلال اعتماد صيغة جديدة تتناسب مع الرؤية الحديثة في الإعلام الحديث ليكون إعلاما متجددا ومواكبا لمتغيرات العصر".
وبلبنان، اهتمت الصحف، بالخصوص، بصياغة البيان الوزاري المنتظر بعد تشكيل الحكومة الأحد الماضي وعقدها أمس أول مجلس وزراء ، إذ كتبت (المستقبل) في افتتاحيتها تقول إن المهمة العاجلة أمام لجنة صياغة البيان الوزاري هي إتمام عملها بعيدا من "الافتعال والاستطراد" طالما أنها تستند إلى خطاب القسم الذي أدلى به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والبيان الوزاري للحكومة السابقة.
وأبرزت أن اللبنانيين يأملون أن تنتهي لجنة الصياغة التي شكلت لهذا الغرض من عملها في أسرع وقت ممكن كي تنتقل الحكومة إلى العمل والإنتاج ومقاربة الأزمات المتراكمة بالطريقة الصحيحة والمناسبة.
أما (الجمهورية) فعلقت على المشهد السياسي اللبناني بالقول "إن مراصد كل اللبنانيين باتت موجهة بكل طاقتها نحو الطقس السياسي بعد اكتمال الصورة الرئاسية والحكومية، لعل ه يفيض على البلد خيرات تروي الجفاف السياسي الذي يضرب لبنان منذ سنوات".
وأشارت الى أن التعويل يبقى على الحكومة التي اكتمل عقدها، وخطت بالأمس أولى خطواتها على طريق تنفيذ مهمتها الموكلة إليها والتي يؤمل أل تكون شاقة ومستعصية.
وأوضحت أن "أول الغيث الحكومي، هو البيان الوزاري، الذي دخل مرحلة الصوغ"، مشيرة الى أنه "يبدو أن طريق الوصول إليه غير مزروعة بالعقد والألغام والهواجس"، ذلك أن "الجميع متفقون على إخراجه في فترة قياسية قد لا تتعد ى عيد الميلاد" .
من جهتها اهتمت "السفير " بتأكيد الرئيس ميشال عون منذ تسلمه رئاسة الجمهورية ضرورة مكافحة الفساد ومواجهة رموزه، ناقلة عنه قوله في الجلسة الاولى للحكومة أمس أن الوزراء سيكونون مسؤولين عن أي إهمال للفساد في وزاراتهم لافتا الانتباه الى أن "أي خطأ لن يمر مرور الكرام".