تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة والدة وشقيق وابن عم أخي وصديقي الدكتور عبد السلام بن حرمة، تغمد الله الجميع برحمته وأسكنهم فسيح جناته، ورزق الله أخي عبد السلام الصبر والأجر الجزيل، ووقاه من كل سوء ومكروه، وبمناسبة هذه الفاجعة الأليمة والمصاب الجلل، أرفع إليه وإلى سائر أفراد الأسرة الكريمة، أسرة آل حرمة بن عبد الجليل، أحر التعازي وأصدقها، وأكمل المواساة وأجملها، أصالة عن نفسي ونيابة عن آل غال بن المختارفال، فإن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، وإنا لله وإنا غليه راجعون.
هو الأجل المحتوم فاصبر له صبرا
فيا لك من رزء تنوء بحمله
"أحباء ساروا قبلنا لمنازل
شقيق وأم وابن عم ثلاثة
مضوا يستحثون المطايا لطية
فروح وريحان وراح ورحمة
سقى الله هاتيك القبور سحائبا
ألا إنما الدنيا بدون وجودكم
فيا ليت ماضينا يعود لعهده
عليكم سلام الله في كل لحظة
فقد نزلوا نزلا فسيحا فلا يجو
وداعا إلى أن نلتقي ففراقكم
وإن عزائي فيكمٌ أن ربكم
وإني وإن أظهرت صبرا لفقدكم
فما هذه الدنيا بدار مسرة
حقيق على أن لا أزال أنوحكم
إليك أخي عبد السلام عزاءنا
وفاء لعهد تالد سنصونه
نبر به أجدادنا ونعده
ألا فانتعش عبد السلام ولا تهن
فلن توهن الأرزاء من ركن صبركم
ولذ بالذي أحيى وأفنى عباده
بني حرمة الله الكبير عزاءكم
فلا تهنوا أو تستكينوا لحادث
صلاة وتسليم على خير مرسل
جميلا أخي عبد السلام ولا صبرا
شماريخ رضوى يملأ البر والبحر
فيا صاحبي رحلي قفا نبك من ذكرى
قضوا نحبهم في ساعة طالت الدهر
وقد فارقوا الدنيا وساروا إلى الأخرى
وعفو وتثبيت ومغفرة تترى
تراوح أو تغدو عزائلها عبرى
لمظلمة الأرجاء موحشة غبرا
سقى الله ذك العهد والجمع والعصر
هنيئا لكم جنات عدن يا لها بشرى
ع حينا ولا يضحى أخوه ولا يعرى
يمزق أحشائي وذي كبدي حرى
رحيم بكم يجزيكم الذكر والأجر
فإني لمقتول بفقدانكم صبرا
وإن قيل للباقين فيها اهبطوا مصرا
كما ناحت الخنساء في غابر صخرا
بصدق وقد فاق الجواهر والتبر
ونحميه بالسيف والصعدة السمرا
لأبنائنا من بعدنا ما بقوا ذخرا
لوقع الأثافي فالعدى بها أحرى
فلا لا تضق ذرعا بالمصاب ولا صدرا
جميعا ليبقى وحده ملكا برا
بجدكم المختار من مضر الحمرا
وإن كان أصماكم بفاجعة كبرى
مع الآل والأصحاب من جاوزوا الشعرى
د.محمد عبد الله محمد بن الشيخ بن زيدان بن غال