تعيش صناعة السياحة الحلال، فترة من النمو المتسارع في عديد المدن التركية، التي شهدت إقبالا كبيرا من السياح العرب والمسلمين وحتى نسبة من الأجانب على هذا النوع من الصناعة بمفهومها الواسع.
واحتلت تركيا المرتبة الثالثة بين دول منظمة التعاون الإسلامي كأعلى وجهة في مؤشر السفر العالمي للمسلمين الصادر عن ماستركارد 2016، بعد كل من ماليزيا والإمارات.
ولا تتوفر أرقام رسمية حول عدد السياح الذين ينفذون رحلات إلى وجهات السياحة الحلال في تركيا، إلا أن مدنا تركية بأكملها بدأت مرافقها تخصص أماكن لمرتادي السياحة الحلال أو النظيفة كما يحلو للبعض تسميها.
وتتركز السياحة الحلال في تركيا بالمناطق التي يرتادها العرب بشكل خاص، مثل أنطاليا ومرمريس، وأجزاء من اسطنبول وإزمير وطرابزون وبقية مناطق البحر الأسود.
مستشار رئيس الهيئة العامة للترويج التابعة لوزارة الثقافة والسياحة التركية ،"رمضان شوكجافيك"، قال لموقع "تركيا تايمز" خلال وقت سابق من العام الجاري، يوجد 300 فندق حلال حول العالم، نصفها موجودة في تركيا.
ويقول رئيس الأكاديمية الأوروبية للتمويل والاقتصاد الإسلامي أشرف دوابة، إن تركيا مهيأة لتتصدر السياحة الحلال في العالم، من حيث موقعها الجغرافي، ومكانتها التاريخية، إضافة إلى مناخها المناسب، والآثار الإسلامية التي تحتضنها.
وأضاف أن الوقت الحالي مناسب لمضاعفة الترويج للسياحة الحلال في البلاد، "في ظل الظروف التي تعيشها تركيا في هذا الوقت، وعدم وجود دولة عربية أو إقليمية منافسة لها".
وتعد مدينة ألانيا وهي المنطقة الأكثر احتضانا لهذا النوع من السياحة، وتعتمد على الأحكام الرئيسية في الشريعة الإسلامية، كتحريم الكحول والحرص على تقديم اللحوم والدواجن المذبوحة وفق الشريعة الإسلامية، إضافة إلى توفير مسابح خاصة للنساء ومساجد للمصلين.
وبحسب وأكد وزير السياحة والثقافة "نابي افجي"، في تصريحات مطلع الشهر الجاري، أن أعداد السياح الذين قدموا إلى تركيا في العام الماضي، بلغ 36 مليونا و244 ألف سائح، بإجمالي إيرادات تجاوزت 31.4 مليار دولار.
وتعقيبا على إنتاج الغذاء والسياحة الحلال، عبّر أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، عبد السلام العبادي، أن الدوافع الاقتصادية لدى تركيا كبيرة وتؤهلها لكي تتصدر السياحة والغذاء الحلال.
وأضاف أن مجموع عدد سكان الدول الإسلامية بلغ ملياري مسلم، "ولو استفدنا من هذا العدد الكبير من نظرة اقتصادية فهذا هو المنطق السليم".
من جهته، قال خبير الاقتصاد الإسلامي ومدير شركة "جبل أوغلو للسياحة والتجارة" في اسطنبول "محمد عارف"، إن "تركيا استطاعت أن تتقدم في مجال السياحة الحلال بشكل كبير، من خلال اجتذابها للسياح في العالم كله، لاسيما البلاد العربية والإسلامية".
وقال إن "السياحة الحلال ليست حكرا على المسلمين فقط، لذلك فإن الكثير من الدول تسعى إلى السياحة الحلال، لكن بمفهوم "السياحة الآمنة"، وبالتالي فإنها تعد محط أنظار الذين يرغبون بها، وأظن أن تركيا ستكون متقدمة جدا في مجالها بحكم الدين ولأنها أيضا تسعى لذلك".
ووفق إحصاءات منظمة السياحة العالمية شكلت السياحة الحلال 9% من إجمالي قطاع السياحة عام 2010، وبلغت قيمتها نحو 90 مليار دولار، وفي 2011 زادت قيمتها لتصل إلى 126.1 مليار دولار، أي شكلت نسبة 12.3% من إجمالي دخل السياحة العالمية، ثم ارتفع هذا الرقم ليبلغ 140 مليار دولار عام 2013، أي 13% من إجمالي دخل السياحة العالمي.
بينما توقع تقرير لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، مطلع الشهر الجاري، أن يصل حجم إنفاق المسلمين على الأزياء عالميا إلى 368 مليار دولار في العام 2021، مقارنة مع نحو 243 مليار دولار، في العام الماضي.