اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء، بالأحداث الإرهابية التي ضربت خلال الأيام الأخيرة العديد من العواصم العالمية ، وتطورات الأوضاع في سوريا في ضوء معركة حلب الشرقية،...
ففي مصر، تناولت صحيفة " الأهرام " في افتتاحية تحت عنوان "مصر ومقاومة الإرهاب " الهجمات الإرهابية التي ضربت كلا من مصر وتركيا والأردن وألمانيا، مؤكدة أن رؤية مصر في ما يتعلق بالإرهاب تثبت كل يوم صحتها، والمتمثلة في أن "السبيل الوحيد الناجح لمقاومة هذا السرطان المتفشي" يتمثل في تبني "مقاربة شاملة يشارك فيها الجميع، وتتضافر فيها كل جهود المجتمع الدولي". وأضافت أن الرؤية المصرية تقوم على عدة أسس، على رأسها تجديد الخطاب الديني،وعلى أن تكون المواجهة معركة عالمية
من خلال تعاون دولى مشترك، وفندت في نفس الوقت الرؤية التي تقول إن الصراع القائم حاليا هو بين الحضارة الغربية والإسلام، مؤكدة أن ذلك "خطأ منهجى جسيم، وإذا استمروا فى الغرب يروجون له فسوف يكسب الإرهاب كل يوم أرضا جديدة".
وعلى صعيد آخر، نشرت " الأهرام " مقالا للكاتب الصحفي فاروق جويدة بعنوان "النيل الخطر القادم " تعرض فيه ل"الغموض الذي يحيط بقضايا مياه نهر النيل "، وأكد ضرورة أن توضح كل الأطراف الإقليمية مواقفها، معتبرا أن "أن العبث في هذه المنطقة قضية لا تقبل المساومة ولا تقبل القيل والقال" .
وقال الكاتب إن مياه النيل بالنسبة لمصر "قضية لا مساومات فيها لأنها قضية حياة أو موت ولا يستطيع طرف من الأطراف الإقليمية أو الدولية ان يعبث فيها"، وأشار في هذا الصدد إلى مشاريع كثيرة لإقامة سدود علي نهر النيل في إشارة إلى سد " النهضة " الذي تقيمه إثيوبيا ، مؤكدا أن "المطلوب ألا يتعارض ذلك كله مع حصة مصر من المياه لأن مصر لا تملك غيرها وليس لها موارد مائية غير مياه النيل ويجب أن يكون واضحا لجميع الأطراف أن المياه ليست أمنا قوميا فقط ولكنها تهدد حياة مائة مليون إنسان".
ومن جهتها كتبت صحيفة " الجمهورية" في افتتاحية بعنوان"بيان الكنيسة ودعم النسيج الوطني"، عن إعلان الكنيسة الأرثوذكسية المصرية إقامة احتفالات عيد الميلاد كالمعتاد بالرغم من الحادث الإرهابي الذي استهدف الكنسية البطرسية في القاهرة في الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل 25 شخصا وأصابة العشرات، مؤكدة أن هذا الإعلان هو بمثابة "تأكيد على ثقة المصريين في دولتهم واصطفافهم صفا واحدا ضد كل ما يستهدف وحدة الأمة وصلابتها".
وأضافت أن الإعلان الصادر عن الكنيسة الأرثوذكسية يؤكد أنه "رغم الآلام التي سببها حادث الكنيسة البطرسية، فإن الكنيسة سوف تستمر كالمعتاد في استقبال المهنئين مثل كل سنة من المسلمين والمسيحيين تأكيدا لروح الوطن الواحد ووحدة الشعب المصري وتماسكه".
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، نشرت صحيفة "المصري اليوم" مقالا للمفكر المصري أسامة غزالي حرب أكد فيه أن في مقدمة التحديات المطروحة على اللغة العربية "تطوير مناهج تعليم اللغة العربية، فى مقررات التعليم التى تعانى الكثير من نواحى القصور، ولا تشجع الطلاب على الإقبال على تعلم لغتهم الوطنية، وقضية مستوى ومناهج المعاهد والكليات التى تخرج معلمى اللغة العربية ، فضلا عن أقسام اللغة العربية بكليات الآداب بالجامعات المختلفة".
وأضاف الكاتب أن هناك كذلك مشكلة المصطلحات غير العربية التى أخذت تتكاثر بشدة مع انفجار ثورة المعلومات بشبكة "الإنترنت "ووسائط التواصل الاجتماعي، ومشكلة تطوير وتحسين لغة التخاطب السائدة فى الأعمال الفنية (المسرح، والسينما، وفى التليفزيون والإذاعة... إلخ) ، وأكد أن هذه القضايا هي قضايا ثقافية مهمة، وترتبط مباشرة بالهوية، مشددا على أن "الحفاظ على اللغة العربية هو حفاظ على ذاتيتنا وعلى هويتنا ".
وفي قطر، خصصت صحيفة (الراية) افتتاحيتها للاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الرابع الذي احتضنه أمس الثلاثاء مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، مسجلة تطابق وجهات نظر الجانبين حول عدد من القضايا ورغبتهما في تنظيم قمة عربية أوروبية بشكل دوري، وإطلاق الحوار الاستراتيجي بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي. كما استحضر كاتب الافتتاحية ما جاء به البيان الختامي من تجديد التأكيد على "حل الدولتين وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وإدانة الأعمال الاستيطانية والدعوة الى ضرورة إيقافها"، و"دعم الحكومة الشرعية ومساعي دول التحالف في دحر الانقلاب وإعادة الأمن لليمن"، و"إدانة جرائم النظام السوري وحلفائه والميليشيات الطائفية في أحياء حلب الشرقية، والدعوة الى محاسبة المتورطين في جرائم الحرب المرتكبة هناك"، و"دعم مساعي الحل السلمي والتعهد بإعادة الإعمار فور انتهاء الحرب".
وتحت عنوان، "قطر وإثيوبيا .. إعادة الوهج إلى العلاقات العربية –الإفريقية"، توقفت صحيفة (الشرق) عند زيارة وزير الخارجية القطري لجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، باعتبار "ما تعكسه من حرص البلدين على تعزيز علاقاتهما وبناء شراكة اقتصادية وسياسية، خاصة في ظل الدور المنتظر من إثيوبيا أثناء عضويتها بمجلس الأمن (2017- 2019) لمناصرة القضايا الإقليمية، والإسهام في وضع حد لمعاناة الشعوب العربية في سورية والعراق وليبيا واليمن".
وفي البحرين، أكدت صحيفة (الأيام) أن مدينتين من أبرز المدن العربية، حلب والموصل، تحولتا إلى خرائب، معتبرة أن المحزن فوق ذلك، ليس ما يشاهد اليوم فحسب من حجم الدمار الهائل، وقسوة الموت، وعذاب الأحياء من سكانهما المهجرين والقتلى وأشباه القتلى، بل وكذلك ما ينتظر البلدين، سورية والعراق من حروب وانقسامات، حيث "لا أحد يجزم بأن سقوط المدينتين أو دمارهما الشامل، حتى لو كان ذلك كدمار برلين ووارسو.. سينهي الحرب".
وقالت الصحيفة في هذا الصدد، "كنا نضبط أنفسنا في العالم العربي على نجاتنا من دمار المدن" الذي عرفته أوروبا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، والتي دمرت فيهما إلى جانب المباني والمنازل، المناطق التاريخية وغيرها، مبرزة أنه لم تشهد دولة قدرا من العمليات الإرهابية والانتحارية في السنوات الأخيرة كالعراق، ولا أحد يريد أن يتصور الثمن الجسدي والنفسي والاقتصادي للكوارث التي توالت على وادي الرافدين خلال السنوات العشر الماضية أو أكثر.
ومن جهتها، أشارت صحيفة (أخبار الخليج) إلى أنه خلال الأسبوع الحالي شهدت دولتان من دول الجوار السوري، وهما الأردن وتركيا، عمليتين إرهابيتين كبيرتين راح ضحيتهما عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين، موضحة أن الجماعات الإرهابية التي أوجدت لنفسها قواعد قوية وثابتة فوق الأرض السورية ومن قبلها الأرض العراقية، بات تهديدها موجها نحو الجميع من دون استثناء.
وشددت الصحيفة على أن جميع الدول، وخاصة دول الجوار السوري العراقي، مطالبة قبل أي وقت مضى، وبعيدا عن النفور السياسي في ما بينها، بإيجاد شكل من أشكال التنسيق والاتفاق على وضع حد لانتشار الجماعات الإرهابية من منطلق الحرص على سلامة أرواح الأبرياء من مواطني هذه الدول، مبرزة أن الجماعات الإرهابية لا تفرق بين ضحاياها، وأن الحفاظ على السلم الأهلي وحماية أرواح المواطنين يجب أن يظلا في سلم أولويات جميع الحكومات وأجهزتها المختلفة.
وبالأردن، تطرقت صحيفة (الرأي) لعملية المداهمة الأمنية التي نفذتها أمس قوة أمنية مشتركة ضد مسلحين مطلوبين في محافظة الكرك (جنوب الأردن)، ونقلت عن وزير الدولة وشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، قوله إن هذه العملية الأمنية، التي راح ضحيتها أربعة من رجال الأمن، "تأتي ضمن عدد من المداهمات والمتابعات التي كانت تتابع خيوط العملية الإرهابية في الكرك قبل يومين"، مؤكدا أن "العمليات مستمرة ولن تهدأ قبل اجتثاث الإرهاب".
وارتباطا بنفس الموضوع، أشارت الصحيفة إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني شدد خلال زيارته أمس للمديرية العامة لقوات الدرك على أن هذا العمل الإرهابي لن يؤثر على أمن واستقرار الأردن بل سيزيده قوة، "ولن يستطيع المجرمون العابثون المساس به"، مشيرا إلى أن العالم يعاني كل يوم من الإرهاب ويخوض معركة مصيرية ضده، "وما حصل في المملكة يحصل في دول أخرى في الغرب والشرق".
وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الدستور) أن ما تعرض له الأردن والأردنيون في حادثة الكرك وقلعتها، "ربما لا يشكل أمرا معزولا عما يجري في دول المحيط العربي (...)، "مما يقتضي المزيد من الحذر واليقظة والحيطة والاستعداد لمستقبل أشد صعوبة وأشد خطورة.
وأشار كاتب المقال إلى أن ما يجري في سوريا وفي حلب يشكل انعطافة جديدة واستدارة في عملية إدارة المشهد حيث هناك تحولات واضحة في سياسة الإدارة الأمريكية مع مجيء الرئيس الجديد "دونالد ترامب"، وهناك تغيرات كبيرة في التحالفات الإقليمية، سوف تنعكس على المنطقة بأسرها ومنها الأردن، مؤكدا على ضرورة تمتين الجبهة الداخلية والتأكد من وحدة الصف الداخلي ومعالجة الاختلالات الداخلية، لأن ذلك يمثل ضرورة ملحة، ومصلحة وطنية عليا، "حيث لا سبيل إلى حفظ الدور الأردني وحفظ موقعه في خارطة التحالفات المتغيرة على مستوى المنطقة والإقليم، إلا من خلال قوته الذاتية وموقفه الصلب الموحد المعزز بالالتفاف الشعبي العميق".
أما صحيفة (الغد)، فكتبت بدورها، في مقال، أنه بعد أن تم كشف تفاصيل مهمة عن أفراد الخلية الإرهابية في الكرك، أصبح من الضروري التفكير في مرحلة "ما بعد الكرك"، إذ أثبتت الأحداث المؤلمة الأخيرة أن هناك نموا مقلقا للتيار "الداعشي" محليا، "فالخطر في الداخل حتى وإن كان الارتباط في الخارج".
وأشارت إلى أن تبني "داعش" للعملية رسميا أمس، يعني أن المواجهة مع التنظيم تدخل مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة والاستهداف المباشر للأردن، ليس فقط خارجيا، كما حدث في مخيم الركبان، بل داخليا ، عبر تحريك "داعش" مؤيديه، ومن يستطيع تجنيدهم للقيام بمثل هذه العمليات.
وفي السعودية، كتبت صحيفة (عكاظ) أن موقف المملكة من الإرهاب يستند إلى الشريعة الإسلامية التي تستمد منها أنظمتها، والتي تحرم سفك دماء الأبرياء وترويعهم، وأن "هذا الموقف الثابت والحازم من الإرهاب هو ما جعل المملكة من أوائل الدول التي أدانت الإرهاب بكل أشكاله وصوره".
وأشارت إلى أن المملكة التي أسهمت إلى جانب المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ما فتئت تؤكد استعدادها لبذل مزيد من الجهود لمكافحته، واجتثاث جذوره، والعمل على توطيد دعائم الاستقرار والأمن الدوليين، معتبرة أن ما "يمارسه نظام الأسد وعصاباته من الميليشيات الإيرانية في حلب يمثل أبشع صور الإرهاب وأكثرها دموية وإجراما"، داعية المجتمع الدولي إلى "العودة إلى أدبيات التضامن مع الضحايا والوقوف ضد القتلة".
ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (اليوم) أن ما يجري حاليا في حلب يعد انتهاك صارخا لحقوق الانسان يمارسه النظام السوري بكل تفاصيله على مرأى من المجتمع الدولي والدول العظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي لم تتخذ أي مبادرة فعلية لوقف تلك المجازر الرهيبة التي يتعرض لها أهالي حلب ، وأشارت إلى أن المملكة التي اضطلعت بأدوارها "المشهودة" من خلال الاتصالات الواسعة التي أجرتها مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة والتي عبرت من خلالها عن مواقفها الثابتة تجاه ما يحدث في حلب، ستظل متمسكة بمواقفها الثابتة تجاه الشعب السوري، وستظل تدعو المجتمع الدولي إلى القيام بأدواره المنوطة به لحفظ الأمن والسلم الدوليين.
وفي الشأن المحلي، قالت يومية (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "إيجابية الترشيد" إن الأرقام الصادرة من الهيئة العامة للإحصاء والتي ترصد عددا من مؤشرات أداء القطاع الاقتصادي وانعكاسه على الجانب المعيشي للمواطن، "بالغة الأهمية والإيجابية وتعكس خطط التوجه الحكومي لخفض تكاليف المعيشة من خلال تقنين الانفاق الحكومي".
وقالت إن "التوجهات الاستراتيجية المدروسة لخفض الدعم يمكن أن تقود إلى ذات النتيجة، خاصة مع تفعيل الأهداف العامة لرؤية 2030 لرفع كفاءة وإنتاجية القطاع الخاص، والأهم رفع مساهمته في الناتج المحلي".
واعتبرت الصحيفة أن المرحلة المقبلة لتغيير واجهة التنمية الاقتصادية سوف تعرف متغيرات كثيرة، وتداعيات متباينة في التأثير والتأثر، "إلا أنها تروم في النهاية إلى خدمة المواطن وخلق اقتصاد قوي يكون سدا منيعا ضد تقلبات المشهد الاقتصادي العالمي".
وفي لبنان، علقت صحيفة (الجمهورية) على المشهد العالمي قائلة إن الإرهاب يواصل تنقله في عدد من الدول الغربية والاوروبية ليحط رحاله أخيرا في برلين، دافعا الألمان الى اتخاذ أعلى درجات الاستنفار وتعزيز التدابير الامنية، مشيرة إلى أنه فيما تنشغل روسيا بتداعيات حادثة اغتيال سفيرها في تركيا التي استنكرها العالم ، حضرت الأزمة السورية بقوة في موسكو أمس في محادثات ثلاثية روسية ـ تركية ـ ايرانية،.
وفي لبنان، تقول الصحيفة سجلت حركة مرتفعة من الحجوزات الفندقية فيه لتمضية عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، مضيفة أن البلاد تمضي قدما في مسارها السياسي والدستوري، فتعقد الحكومة الجديدة لسعد الحريري، الذي عاد مجددا الى مكتبه في مقر الحكومة بعد سنوات، أولى جلساتها اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون .
أما (الاخبار) فعلقت على المشهد بالقول إنه ومع عقد الحكومة الجديدة جلستها الأولى لتشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري، تكون مرحلة التحضير للانتخابات النيابية قد انطلقت بالفعل، وأبرزت أنه وبالرغم من تباعد المواقف، بدأ النقاش يأخذ طابعا جديا بين مختلف القوى السياسية للوصول إلى قانون جديد للانتخابات النيابية، لا سي ما أن مواقف غالبية الأطراف باتت واضحة.
ومن جهتها، كتبت (السفير) أنه بعد "نزوح سياسي دام قرابة خمس سنوات، تقلبت خلالها الأحوال به، عاد سعد الحريري إلى السرايا الحكومية (مقر الحكومة)" وقالت إن هذه اللحظة "انتظرها الحريري طويلا، ودفع ثمنها غاليا بالقبول بانتخاب حليف (حزب الله) العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وبعودة عتاة الخصوم الى الحكومة التي يترأسها"، مشيرة الى أن الحريري يدرك جيدا أنه "لم يعد يملك من الترف ما يسمح له بأن يتدلل، وأن مجرد ترأسه للحكومة، ولو مكبلا بمعادلات المرحلة، هو إنجاز في ظل موازين القوى الإقليمية والمحلية، غير المواتية له".