بعد جولات عدة من المفاوضات الشاقة بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير بالسودان، وبوساطة إفريقية قادها الدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد لبات توصل الفرقاء في السودان إلى اتفاق تاريخي أثمر عن الوثيقة الدستورية التاريخية التي انتهت بالتوقيع بالأحرف الأولى اليوم الأحد، ومن المقرر التوقيع النهائي في 18 أغسطس.
التوقيع على الوثيقة شكل محطة فارقة في تاريخ السودان الحديث، ما دفع الجماهير السودانية إلى الخروج للاحتفال بهذا المنجز الفريد حيث عمت الأفراح معظم المدن وتم الاحتفاء بقادة التفاوض في الصحف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ووصفوا برجال المرحلة، ولم يقتصر الاحتفاء والإشادة بالمفاوضين السودانيين، بل شمل الممثل الإفريقي الدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد لبات الذي حمله شباب سودانيون على الأعناق فور خروجه من قاعة الاجتماعات التي تم فيها التوقيع على الإعلان الدستوري.
ويظهر الفيديو الذي وثق تلك اللحظة، تلقف جموع من السودانيين لمحمد الحسن ولد لبات وحمله على الأعناق مرددين اسمه إشادة بما قدم خلال الأسابيع الماضية من جهود، وما تحلى به من صبر وحنكة سياسية وحكمة في التعامل مع الأطراف المتحاورة الذي ظل على مسافة واحدة منها إلى أن تكللت مهمته بالنجاح بالتوقيع اليوم الأحد على الوثيقة الدستورية التي أسست لمرحلة جديدة واعدة في السودان.
تجدر الإشارة إلى أن البرفسور محمد الحسن ولد لبات عميد سابق لكلية العلوم القانونية والاقتصادية ورئيس سابق لجامعة نواكشوط ودرس القانون كأستاذ زائر في جامعات إفريقية وفرنسية وكان ضمن لجنة من كبار فقهاء القانون تولت صياغة أول دستور تعددي في موريتانيا 1991.
وعين ولد لبات في نهاية التسعينيات وزيرا لخارجية موريتانيا ثم سفيرا في جنوب إفريقيا وإثيوبيا والتحق بعد استقالته بالمنظمات الدولية.
وبدأ مساره في العمل الدولي بمنظمة الفرانكفونية في باريس مع رئيس السينغال السابق عبده جوف وعمل مستشارا وخبيرا في مقر المنظمة الرئيسي ثم ممثلا مقيما لها في تشاد.
لاحقا انتقل ولد لبات إلى الاتحاد الإفريقي وعين ممثلا له في كيغالي عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى للمساعدة في إعادة الاستقرار والسلم الأهلي لبلد مزقته حرب أهلية طاحنة.
وعاد إلى المقر الرئيسي للاتحاد الإفريقي منذ 2017 كمستشار استراتيجي لرئيس المفوضية الإفريقية وتولى ملفات حساسة وصعبة من بينها الأزمة السياسية في الكونغو.
ويعد ولد لبات من كبار الخبراء في الملفات الإفريقية ويحظى بشبكة علاقات واسعة واحترام كبير في القارة السمراء، وصلات قوية مع بعض قادة دولها وكذلك علاقات أكاديمية وسياسية مع النخب الفرنسية والإنجليزية المؤثرة في القرن الإفريقي.
المصدر: موقع الريادة