اشرأبت أعناق الموريتانيين جميعا، ومن خلفهم جيرانهم الأفارقة والعرب، وحتى الشركاء الأجانب، أشرأبت أعناق الجميع إلى مشهد غير معهود في بلدنا، رئيس منتخب يسلم السلطة لرئيس منتخب.
تبادل الرئيسان العناق، أثنى كل واحد منهما على الآخر..
كان خطاباهما جامعين مانعين، لائقين ببداية مرحلة وانتهاء أخرى.
قدم الرئيس المنصرف محمد ولد عبد العزيز شهادة راقية عن الرئيس الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني.
وشكر الشعب الموريتاني، وقدم مرافعة عن فترة قيادته للبلد، ثم سلم الراية للرئيس الجديد، وانصرف بهدوء إلى منزله.
الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ألقى خطابا رصينا أنيقا لغة وبيانا ومضامين وحبكة فنية..
كان يتحدث، وكل موريتانيا آذان صاغية..
عبر عن اعتزازه بالشعب الموريتاني، واعتبر السباق الانتخابي الذي أسفر عن انتخابه رئيسا للجمهورية معركة صغيرة؛ وقد انتهت، وهو رئيس الجميع؛ الذي يمتن لمنافسيه بإكمال أضلاع المربع؛ ورفد البرنامح الانتخابي؛ ورفع سقف التنافس.
بسط رئيس الجمهورية الجديد الخطوط العريضة لبرنامجه الذي سيلبي انتظارات الموريتانيين جميعا، وسيحرص على أن يجد الموريتانيون جميعا ذواتهم فيه.
مرتكزات المرحلة الجديدة من خلال خطاب التنصيب: حنو على المغبونين، وتركيز على الشباب، واهتمام بالغ بالتعليم؛ وحضور لافت للمفردات الأخلاقية في التعاطي العام.
لم أشأ أن أدخل في التفاصيل، فأنتم جميعا في قلب الحدث؛ ويكفي من الكتاب عنوانه..
الخلاصة التي يخرج بها المواطن العادي من حفل أمس، هي: امتنان للمرحلة السابقة؛ واطمئنان للمرحلة المقبلة..
غير أن لسان ذاك المواطن هو الشكر العميق للرئيس محمد ولد عبد العزيز والدعوات الخالصة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بالتسديد والتوفيق..
لقد ربحت موريتانيا؛ ونجحت في تقديم مشهد جديد لا عهد لها به.. يمكن ان نقرأ ذلك ببساطة في عيون ضيوفنا أمس؛ كما يمكن بوضوح أن نستشفه في عناقات الرئيسين الحارة التي قام بها القادة الذين حجوا إلى قصر المرابطين ليشهدوا العرس الموريتاني غير المسبوق.
مربط الفرس وبيت القصيد هو أن موريتانيا نجحت.. ومتى فشلت موريتانيا؟.. الحقيقة أنه لا خيار أمام موريتانيا سوى النجاح.. وهو ما تحقق بحمد الله؛ فهنيئا لنا جميعا..
الداه صهيب