كنا في موقع" أطلس انفو " بالأمس قد أوردنا خبرا يتعلق بتجوال عفوي لسيادة الرئيس المنتخب دون حراسة أمنية ؛ واليوم طالعتنا بعض المصادر بفيديو يظهر السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز وهو يتجول دون حراسة أمنية بين المواطنين.
وهذا لعمري لشيء يجب التنويه به؛ وتثمينه فأن يتجول رئيس بلد بكامله دون حراسة أمنية ودون هالة من إعلام أو من وفود فهذا ما يجب أن نقدره عاليا.
فالرئيس في بلادنا لا يخاف شعبه، فهو منه وإليه هو ابن البلد يخدمه في كل حين وأوأن.
لقد كنت من بين الكثيرين من أبناء هذا البلد، الذين كتبوا مقالات تنتقد السياسات العامة للبلد، وما اكتنفها من قصور أو في بعض الأحيان من فساد إداري فج، حال دون تقريب الإدارة من المواطن وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وبقدرما كانت الانتقادات -لا تتسم بطابع الشخصنة- فإنها كانت تريد توجيه صناع القرار إلى ما فيه الخير لهذه البلاد.
ورغم ذلك فلن نغمط الرئيس المنتهية ولايته حقه في كثير من الإنجازات التي تحققت في عهده، والتي من بينها: طرد سفارة الكيان الصهيوني من هذا البلد؛ حيث تم تجريف مبناها فبقي أثرا بعد عين.
كما شهدت موريتانيا في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، حضورا دوليا، متميزا عبر الواسطات الناجحة التي قادها في عدة أقطار؛ حقن بفضلها دماء كادت أن تسيل..(.وليست غامبيا وأزواد عنا ببعيد)
كما وقف الرئيس أمام جحافل الإرهابيين القادمين من خارج الحدود، والذين استباحوا البلاد؛ فطاردهم حتى هزمهم في عقر دارهم، واستأصل شأفتهم.
وقد شهدت البلاد في فترة حكمه تطورا ملحوظا على كافة الأصعدة، ولو لم تكن على المستوى الذي كنا جميعا نأمله.
إن التزام الرئيس بمقتضيات الدستور، وتنظيمه لانتخابات نزيهة وشفافة؛ أفضت إلى تداول سلمي على السلطة، هو أهم إنجاز بالنسبة لبلادنا التي أنهكتها الانقلابات ولم تعرف للاستقرار السياسي طريقا، يقود إلى خلق تنمية وترسيخ ديمقراطية حقيقية يتطلع إليها الجميع.
أقول هذا _وقد أشرفت مأمورية الرئيس على نهايتها_ وأنا الذي لم أكن في حزبه ولم أصوت له، خلال فترة حكمه، ولم أكن من مناصريه ولا من معارضيه لأسباب شخصية وإنما عارضته لأسباب وطنية؛ تملي علي أن انتقد حال الوطن والمواطن لا أن أصفق لهذا الرئيس أو ذاك، فهذا ليس دوري ولن يكون.
وقد أردت من كتابة هذه السطور أن يتعظ الخلف من حكامنا بالسلف منهم، وأن لا يغتر بمدح مادح أو قدح قادح، فصفحات بعض المصفقين للرئيس المنتهية ولايته اليوم ليست هي صفحاتهم بالأمس.
وداعا سيادة الرئيس، وشكرا لك على ما حققته من إنجازات.. كان من أهمها هذا التداول السلمي على السلطة.
أطلس انفو
(احمد جدو ولد محمد عمو)