إغرورقت عيناي بالدمع؛ وأنا استمع إلى حكاية، "ابن أدباي"؛ الدكتور. الطالب سيد أحمد امبارك، وهو يقص مسيرته من رحم المعاناة إلى فسحة العلم والمناصب الدولية، التي تبوءها بفضل عزيمته وإصراره وتذليله كل العقبات من تلميذ مطرود من إعدادية سليبابي أواخر السبعينيات إلى طالب ممنوح من دولته إلى تونس ففرنسا؛ إلى حاصل على شهادة الدكتوراه.
يروي قصته ويمر بالمحطات الحاسمة في حياته، تلك الحياة التي كادت أن تضيق به في عنق زجاجة، ولكن النية والدعاء الصالح الذي كان والديه؛ يحيطانه بهما، وحرصهما على أن يريا ولديهما وقد تعلم علما؛ يبعده عن كابوس الفقر والعزلة والتهميش هو ماكن له سندا وظهيرا.
يتذكر الدكتور المنحدر من" أدباي"؛ قصته ويجهش بالبكاء عندما يتذكر فرحة أمه وهي تستمع صدفة إلى اسمه يذاع على أثير موجات الإذاعة الوطنية سنة 1994 ضمن لائحة الناجحين في الباكالوريا؛ ليمتلأ قلبها فرحا وسرورا وتطلق عنان عظمة لسانها للزغاريد.
حق لك أيها الدكتور أن تبكي؛ وقد فقدت الدنيا بفقد أم طالما ملأت الدنيا عليك سعادة وأملا في غد مشرق ...كنت حريصا على أن تكون حية هي وأباك؛ الذي طالما حمل هو الآخر أثقالا ناء بها كاهله؛ سعيا منه لتحصيل لقمة عيش عز تحصيلها في فترات الجفاف حين كنت حدثا؛ تزهي بوجودك دنياهم..
تمكلني شعور غريب؛ ومشاعر مختلطة ليس لدي تفسيرا لها؛ وانت تتمنى أن يكون والديك أحياء حتى تجزيهم يسيرا مما قدما لك.. وانت في بحبوحة عيش بفضل الله ثم بفضل دعواتهم وحرصهم على أن تخط لنفسك طريقا إلى العلم والأخذ بناصية.
إنها قصة تعطي نموذج التحدي والصبر على التعلم الذي هو المنبر الوحيد للرقي المجتمعي وهو الأداه لمكافحة الفقر والتخلف.
إنها قصة الإنسان الموريتاني الصبور؛ ابن الصحراء؛ " ابن أدباي" الذي لا يسد أمامه باب حتى يفتح بإيمانه وعزيمته أبوابا كثيرة، تودي إلى نجاحات باهرة تلو الأخرى.
إن هذا النموذج الحي من الصبر والتضحيات في سبيل تحقيق الأهداف والطموحات؛ هو ما يجب أن نشجع عليه الشباب، في القرى والارياف وفي المدن؛ وأنه بالعلم والعلم وحده نصل إلى التخلص من كافة المعوقات التنموية التي تقف حجر عثرة أمام تقدم وازدهار بلدنا.
أطلس انفو
(احمد جدو ولد محمد عمو)