تشهد موريتانيا منذ أسبوعين وضعية خطيرة وترديا غير مسبوق للحريات وملاحقات للحريات الفردية والجماعية للمواطنين الموريتانيين.
لقد قامت قوات الأمن باعتقالات واسعة طالت عشرات النشطاء الداعمين للمرشح كان حامدو بابا والنشطاء الداعمين للمرشح بيرام الداه اعبيد، والأسوأ في هذه الاعتقالات أنها استهدفت نشطاء من البولار والسوننكى إضافة لرعيا الدول الإفريقية المجاورة، تم بث صورهم التي تقول السلطات إنهم كانوا ضالعين في التظاهرات التي أعقبت اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية.
إننا في المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان وبعد متابعة ورصد لمجريات الأحداث طيلة الأسبوعين الماضيين اطلعنا على رقم كبير للمعتقلين والمستجوبين وبعضهم من الأطفال القصر الذين تم احتجازهم دون أن تتمكن عائلاتهم من التواصل معهم.
لقد تم تغييب العشرات في مخافر الشرطة لأكثر من أسبوع ودون مراعاة حقوق الأفراد الموقوفين القانونية.
لقد تعرض العشرات من الشبان للتعذيب النفسي والتحكم القسري في حريات المعتقلين دون اتاحة الفرصة لذويهم لمعرفة مكان احتجازهم.
لقد تم اعتقال السياسي صمب تام رئيس حزب الحركة التقدمية للتغيير (FPC) وتم إطلاق سراحه بعد عشرة أيام من الاعتقال دون توجيه تهمة محددة في سياق ما تصفه السلطات بمؤامرة.
ونفس السلوك تكرر مع الصحفي صيدو كامارا، الذي أكد أنه لم توجه له تهمة رغم اعتقاله لما يزيد عن عشرة أيام دون معرفة الأسباب، وقد أدى هذا الاعتقال لتعريضه للخطر لأنه لم يتمكن من استعمال أدويته إلا بعد خمسة أيام من اعتقاله كما أكدت عائلته.
وفي تصعيد خطير للأزمة اعتقلت السلطات مساء الأربعاء الصحفي والكاتب أحمدو ولد الوديعة دون معرفة أسباب الاعتقال أو التهم الموجهة له من طرف ذويه ومحاميه.
وفي تقويض خطير وغير مسبوق اتجهت السلطات الموريتانية لتوقيف خدمة الإنترنت لأكثر من عشرة أيام مما أعاد البلاد لمربعات الظلامية وتكميم الأفواه لتعود الشائعات الأمنية سيدة الموقف وليلغى أي دور لوسائط النشر وكل أشكال التعبير في مصادرة تامة للحريات وحرمان الآلاف من أرزاقهم وتكبيد السوق الوطني للمعلومات خسائر فادحة.
إننا في المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان نعتبر أن ثمة خروقات واسعة فيما يتعلق بحريات الأفراد الفردية والجماعية وحرمان مئات الآلاف من حقهم في حرية التعبير عبر قطع خدمات الإنترنت.
إننا نطالب السلطات بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين ووقف تهديد مصالح الشعب الموريتاني عبر آليات الدعاية البوليسية البائسة.
المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان
نواكشوط/ 03/07/2019