مجتمع فاسد يستقبل اللصوص بالزغاريد

خميس, 29/09/2016 - 10:46

نكتب وندين وندون مرارا ضد الظلم وسرقة اموال الشعب في الوقت الذي نصطدم فيه بواقع مر ومؤلم، هو تمجيد وتقديس هذا الشعب للصوص.

 

 

 

واتذكر ذات مساء في فترة حكم رئيس سابق - وتلك الحادثة من الأشياء التى ظلت عالقة بذاكرتي - كادت آذاننا تُصمُ من شدة تتالى ضربات جرس الباب فهرولت مسرعة ظنا مني ان كارثة حدثت فإذا بوالدة الجيران تقول (الحكوني يخوتي نحن جان ظرك أفلان وكيسان اشراب مكفول اعليهم اعجلو يخوتي اعطونا الكيسان هاذ أراهو الكم أفلان) من شدة الغضب نطقت الشهادة ولو لا احترام والدتي التي علمتنا أن نحترم الكبير مهما كان وديننا الذي يدعو لذلك , لصفعتها على الخد ،أتعرفون لماذا؟  لأن هذا السيد الذي تتحدث عنه لص ومرتش ومن أكبر ما فيات الفساد والمنحرفين أخلاقيا، ومع هذا فالسيدة تُجِلّه وتقدره لهذه الدرجة لا لشيء ,الا لكونه أصبح غنيا من هذا المال الحرام !!!.

هذه العادة مازالت سائدة لحد الساعة حتى انهم في مجتمعنا يصفون اللصوص وأكلة المال العام بالشجعان (آفكاريش )!

فعلا نحن شعب ينطبق علينا قول العراقي أحمد النعيمي: (نحن شعب لا يستحي)ديننا الإسلام لكن أعمالنا تناقض  خُلُق وتعاليم وهدْيَ هذا الدين الذي يقطع يد السارق بدل تبجيله!.

تتحكم فينا الماديات بدل الروحيات، عاداتنا في معظمها خاطئة لا توافق شرع الله ولا منطق الحياة العصري، ومع هذا نجلها جميعا ،المال عندنا هو السيد ولا يهم المصدر ولا الطريقة التي تم تحصيله بواسطتها، المهم ان تكون غنيا وهذا يكفيك!

فأمام المادة تتحطم المبادئ والأخلاق والدين ,سبحان الله أيّ مجتمع نحن ؟!

ترى الشيخ الملتحي وهو يحمل مسبحة , يذكر الله , يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر , وحين تسأل عنه تجده لا يزكي , ويأكل اموال الناس بالباطل!.

ترى المرأة تسب جارتها وترميها بالفاحشة وتصفها بالمشعوذة ولما تسأل عنها تجدها بائعة هوى تظل تجوب أماكن المشعوذين! , لا لشئ سوى أن الله وهب تلك جمالا أو جاها ومنزلة وهذه تحسدها وتتمناه لنفسها وزواله عنها، سبحان الله!! , نحن فعلا شعب لا يستحي! ا

لخلاصة من كل هذا أن الشعب هو من يُغيّر واقعه، فمادام يصفق للمجرمين واللصوص ويسكت على الظلم بل ويُقدِّر الظالمين فكيف يُرجى تغَيُّر الحال؟! وكيف يمكن النهوض بدولة يقودها لصوص ومجرمون ؟!!!

 أنت ايها الشعب من منحت هؤلاء التراخيص واعطيتهم الأمان ليذبحوك ويحتقرونك ويأكلواأموالك!

بقلم الكاتبة زهراء نرجس