تحل اليوم، 16 يونيو 2019، الذكرى السادسة عشرة بعد المائة لمعركة "سهوت الماء" التي وقعت في مثل هذا اليوم من سنة 1903 شمال بحيرة الركيز (ولاية الترارزة) و ذلك بقيادة المختار أمُّ ولد امحمد ولد الحيدب [1]. لقد انطلقت المجموعة التي يقودها المختار أمُّ المذكور من نواحي بتلميت و تصدت لوحدة فرنسية في الموقع المذكور فتمكنت من قتل الرقيب الدركي شارترون و جرح اثنين من الرماة السنغاليين، كما سقط ثلاثة شهداء في صفوف المجاهدين.
تعتبر هذه المعركة أول معارك المقاومة ضد مشروع الاحتلال الفرنسي للأراضي الموريتانية في القرن العشرين، حيث جاءت بعد أشهر من بداية هذا الاحتلال الفعلي في أرض الترارزة. استطاع الفرنسيون بعد هذه المعركة بأشهر قتل قائد هذه المعركة، الشهيد المختار أمُّ ، بالقرب من بئر بوطليحية الواقعة شمال شرق بتلميت و مثلوا به، بقطع رأسه [2].
و إذ نستذكر هذه المعركة وفاء لتضحيات رجال المقاومة ضد المحتل، لا بد من التذكير بأن التصدي للاحتلال، سواء كان عبر المقاومة المسلحة أو المقاومة الثقافية أو السياسية، إنما كان وسيلة لتحقيق غاية كبرى هي تحرير الأرض و إقامة الدولة الجامعة. إلا أننا و في غمرة الاهتمام بالمقاومة قد ننسى الهدف الأسمى و الإنجاز الأعظم الذي هو استقلال البلد و تحقيق سيادته على كامل ترابه الوطني و الذي تم بفضل جهود جيل الاستقلال و بناة الدولة الموريتانية الأول، المنحدرين من جميع مناطق الوطن و مكوناته الاجتماعية، و الذين يستحقون منا هم أيضا كل إكبار و إجلال.
ــــــــــــــــــــــــ
هوامش:
[1] من أولاد دمان، بطن أهل عتام، و كانت معه مجموعة من قومه، و مجموعة من أولاد الفاغي.
[2] افتدى رأسه من الجنود الفرنسيين بيرام ولد حبيب ولد لمرابط، من أولاد أبييري، بطن أهل أحمد ولد الفالٍّ.
د. أحمد ولد المصطف