تركزت اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم السبت بالخصوص على الأوضاع في سوريا وتطورات عملية خروج المعارضة المسلحة والمدنيين من حلب الشرقية التي تمت إعاقتها أمس، فضلا عن تبعات العملية الإرهابية التي شهدتها مصر يوم الأحد الماضي وخلفت 25 قتيلا وعشرا الجرحى، وماتلى ذلك من دعوات لمواجهة التطرف الفكري ،والمخاض العسير لتشكيل الحكومة اللبنانية.
ففي مصر، وتحت عنوان "مواجهة التطرف" كتبت صحيفة " الاهرام " في افتتاحيتها عن الإرهاب والتطرف في مصر، وقالت إن "على الدولة وهى تواجه هذا الإرهاب الأسود أن تدرك ضرورة المواجهة الفكرية الى جانب المواجهة الأمنية والعسكرية للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة"، وأكدت أن مواجهة هذا الإرهاب بالفكر ضرورة،وأنه يجب دراسة منطلقات هؤلاء الإرهابيين ومرجعياتهم الفكرية ، والطرق والأساليب التى ينفذون من خلالها الى عقول بعض الشباب المغرر بهم، واستقطاب بعض الفئات من عامة الشعب والفقراء الى صفوفها .
وكل ذلك ، تضيف " الأهرام " ،يجب أن يسير جنبا إلى جنب مع "تطوير الخطاب الدينى وتنقية بعض الكتب الفقهية التى تحتوى على الفتاوى المتشددة والتى لا تستقيم مع إيقاع عصرنا، بالإضافة إلى فتح باب الاجتهاد لإيجاد فقه معاصر".
ومن جهتها نشرت صحيفة " الجمهورية" مقالا للكاتب الصحفي صفوت عمران ، بعنوان "مصر والطريق الصعب " ، قال فيه إن مصر اختارت الطريق الصعب بوقوفها في وجه مخطط الشرق الأوسط الجديد، الرامي إلى "تفتيت دول المنطقة الي عدة دويلات طائفية ومذهبية وعرقية" ، مبرزا أن المشاركين في هذا المخطط "بدأوا لذلك مخططا آخر لتأديب المصريين علي مواقفهم المختلفة بداية من الحصار الاقتصادي والسياسي، والاستنزاف العسكري في سيناء، ثم تدمير موارد الدولة عبر العمليات الإرهابية في كل مكان وما ينتج عنها من وقف الاستثمار، وضرب السياحة، وإعاقة التنمية. وإشاعة الخوف، ونشر بذور الفتنة".
وأكد الكاتب أنه يجب إذا أرادت الدولة العبور للمستقبل أن يشارك جميع المصريين بلا استثناء في معركة العمل والبناء والإنتاج لتصل البلاد إلى بر الأمان وتعبر الطريق الصعب، معتبرا أن الأمر يحتاج الي "خطاب إعلامي واضح يشرك الشعب في حقيقة ما يجري، علاوة على اختيار حكومة جديدة تكون قادرة علي تنفيذ خطة الإصلاح الإقتصادي"، ومواجهة الأزمة التي التي "تحملها الشعب حتي الآن بوعي شديد حرصا علي بقاء الدولة وعدم الدخول في دوامة ما حدث في دول المنطقة مثل العراق وسوريا وليبيا".
وفي قطر، واصلت الصحف التطرق للدور القطري في ما وصفته بتوجيه "الالتفات بجدية إلى واقع المأساة الفادحة التي يعاني منها أهل حلب" وكذا الدعوة الى "تحرك دولي فاعل" يضع حدا لهذه المأساة، حيث كتبت صحيفة (الوطن) تحت عنوان "المطلب العاجل لإنهاء مأساة حلب" أن الحقائق اليومية عن هذه المأساة، "باتت تفرض تحرك المجتمع الدولي بتلاحم تام" لإقرار إجراءات تنهي ما يجري "بشكل يحفظ للشعب السوري كافة تطلعاته المشروعة".
ومن جهتها، استعرضت (الشرق) ما اعتمدته دولة قطر من إجراءات دعم ومساندة، من ذلك قرار إلغاء كافة مظاهر الاحتفال بذكرى اليوم الوطني للدولة، و"إطلاق أكبر حملة لجمع تبرعات عاجلة (..) غدا، بدرب الساعي"، وبموازاتها وبنفس الفضاء تنظيم "فعالية المقطر" التي دعت من خلالها وزارة الثقافة والرياضة الكتاب القطريين الى جلسة توقيع لكتبهم يخصصون ريع مبيعاتها لنفس الغرض، وكذا تحرك الدبلوماسية القطرية "النشط التي كانت سباقة" وتواصلت مع المعنيين الدوليين بالأزمة السورية بحثا عما وصفته ب"حل سياسي سريع لمأساة القرن".
وتحت عنوان "إنقاذ حلب واجب على الجميع"، كتبت صحيفة (الراية) أن "قطر ومن خلال مواقفها الثابتة والداعمة للشعب السوري تدرك أهمية تسريع الجهود الدولية خارج مجلس الأمن -الذي تسيطر عليه روسيا- من أجل مواجهة هذا الوضع المأساوي"، مسجلة أنه "من المهم أن يدرك المجتمع الدولي أهمية إنقاذ سكان حلب من الإبادة خاصة بعدما منعت ميليشيات النظام أكثر من 90 ألفا من المدنيين من الخروج".
كما حرص كاتب الافتتاحية على استحضار مبادرات قطر "الإنسانية والتي تشمل تنفيذ مشاريع إغاثية وتعليمية وصحية لصالح الشعب السوري بالداخل والخارج السوري" تدخل ضمنها حملة جمع التبرعات (حلب لبيه) التي تنطلق مساء غد بدرب الساعي.
وفي البحرين، واصلت الصحف الاهتمام باحتفال المملكة بعيدها الوطني، حيث أكدت جريدة (الأيام) في افتتاحية بعنوان "الدولة البحرينية الشامخة"، أن الوطن يستحق أن يحتفي بالإنجازات والمكتسبات الوطنية التي تحققت، والتي ينبغي التمسك بها والحفاظ عليها، لأنها "خيار شعب البحرين الأصيل الذي يتمسك بوطنيته ويسعى إلى رفعة وطنه ويريد أن يستكمل مسيرة الآباء والأجداد وقيمهم الأصيلة التي كانت ولازالت عماد وحدتنا الوطنية وسلامة مجتمعنا وأمن مملكتنا".
ومن جهتها، قالت صحيفة (البلاد): "إننا سنواكب العهد الزاهر ببنيان متماسك مرصوص، وسنخوض مراحل جديدة رغما عن أنوف الطامعين، وستمضي البحرين بثبات تشق طريق النجاح والتقدم، إن استطعنا توحيد الصفوف والعمل بصدق وضمير وتسخير الطاقات والجهود لنهضة الوطن"، مؤكدة أنه "لن يغيب عنا وسط مظاهر الفرح باليوم الوطني ما يحدث في حلب، إذ لن تكتمل السعادة إلا بنصرتهم ونصرة المسلمين في كل بقاع الأرض (..)".
وكتبت صحيفة (الوطن) أن البحرين "بدأت في نفض ما علق بها من آلام جراء قيام ذلك البعض بذلك الفعل الذي لم يحسب عواقبه فتسبب في أذى الوطن وخسر الكثير، معلنة بذلك بدء مرحلة جديدة تسابق فيها الزمن لتعوض ما فات وتؤكد لمن تسول له نفسه الإساءة إلى الوطن بأن مملكة البحرين مستمرة في عطائها وإسهامها الحضاري وأن الهزيمة مصير كل من يحاول بيعها"، مشددة على أن البحرينيين بصدد الدخول في مرحلة بناء تتطلب مشاركة وإسهام الجميع، كل في مجاله وكل حسب قدراته ومؤهلاته.
ومن جانبها، أعربت صحيفة (الوسط) عن الأمل في أن "يتغير حال البلاد والعباد، وأن نشهد تحولات جذرية في كل القطاعات وأهمها الخدماتية، وأن يتلمس المواطن حقيقة ما يقال عن التنمية وتطور البنى التحتية"، وأن تكون الفرص في قطاع التعليم متاحة للجميع بعدل ومساواة، قائلة: "طموحاتنا وأحلامنا في العيد الوطني كثيرة، لكن جلها بسيطة، لا تخرج عن إطاره أحلام البسطاء في الحياة بعدل وكرامة ومساواة".
وقالت صحيفة (أخبار الخليج) إن شعب البحرين مطالب اليوم بأن يعمل على تعزيز روح الانتماء الوطني وتعضيد أواصر الوحدة الوطنية التي تعتبر السد المنيع الكفيل بتأمين ديمومة المسيرة الوطنية وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية أو الحزبية الضيقة، مبرزة أن الأعياد الوطنية هي المحطات التي "يجب علينا أن نستغل حلولها من أجل التأكيد على الاستعداد الدائم لحماية لحمتنا الوطنية والدفاع عن النسيج الجميل لهذا المجتمع، وفي نفس الوقت مراجعة المواقف وتصحيح الأخطاء التي تتسبب في إضعاف وزعزعة الوحدة الوطنية".
وبالأردن، كتبت صحيفة (الرأي) أن الحكومة الاسرائيلية تنشط في هذه الأيام لوضع تشريع يمهد الطريق ل"قوننة "مئات البؤر الإستيطانية وآلاف الوحدات السكنية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين غير القانونية لتصبح قانونية. وأشارت الصحيفة، إلى أن هذا القانون، إن أقر من الكنيست، "يعتبر حجر عثرة في طريق قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة لأنه لن يبقي إلا قليلا من الأرض الفلسطينية المحتلة للتفاوض عليها وبذلك استحالة قيام سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وعلى صعيد آخر، تناولت صحيفة (الدستور) التقرير الجديد الذي نشرته منظمة (أوكسفام) أمس الجمعة، والذي أكدت فيه أن الدول الغنية أعادت توطين ما يقل عن 3 في المائة من أصل نحو خمسة ملايين لاجئ سوري يعيشون في دول الجوار السوري.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن التقرير، أن ضعف الإرادة السياسية وتنامي الخوف من الغرباء أدى إلى ردة فعل عنيفة ضد اللاجئين في العديد من الدول، مشيرة إلى وجود معوقات في بعض هذه الدول تؤخر وصول اللاجئين السوريين كالإجراءات الطويلة والتدقيق الأمني والمناخ السياسي العام الذي يزداد عدائية تجاه اللاجئين، أما في دول أخرى، يشير التقرير، فقد أدت زيادة الموارد البشرية والمالية والسياسية إلى تحسن في عملية إعادة التوطين.
أما في الشان المحلي، فكتبت صحيفة (الغد)، في مقال لرئيسة تحريرها، أنه في الوقت الذي كانت إدارة الجامعة الأردنية تعلن عن العقوبات التي اتخذتها بحق طلبة شاركوا في مشاجرة داخل حرمها قبل نحو شهر، اندلعت مشاجرة أخرى في جامعة اليرموك!، مشيرة إلى أن ملف العنف الجامعي معقد تماما مثل كثير من المشاكل الأخرى التي تواجه الوطن، ومن ثم فلا يوجد حل مباشر لها يؤدي إلى انتهائها سريعا.
وأضافت أنه إذا كانت العقوبات ضرورة فإنها في الوقت ذاته لا تكفي لتحصين شباب آخرين من التورط في العنف، ناهيك عن الوقاية من ظواهر أخرى أسوأها الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية، معتبرة أن مشكلة العنف الجامعي اتسعت لدرجة باتت بمثابة وباء يجتاح الشباب.
وفي السعودية، قالت صحيفة (الرياض) إن الأحداث في مدينة حلب السورية "تؤكد أن الانسانية تصبح منعدمة القيمة عندما تقاس بالمصالح، ذلك أن هذه المصالح هي التي تفرض الواقع بغض النظر عن أي ممارسات وحشية قد يغض عنها المجتمع الدولي الطرف ويواربها بإدانات وشجب واستنكار لا تسمن ولا تغني من جوع".
ولفتت إلى أن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مؤتمر يجمع المعارضة بالنظام في أستانة عاصمة قازخستان "ما هي إلا تكملة لمؤتمرات جنيف التي راوحت مكانها ولم تؤد إلى أي نتيجة تذكر"، معتبرة أن التفاوض يتم بناء على الأوضاع العسكرية على الأرض، "وهي أوضاع غير متكافئة في هذه الحالة"، متوقعة أن يكون هذا المؤتمر في حال انعقاده عبارة عن "إملاءات لن تجد الطريق إلى التنفيذ".
وفي نفس الموضوع، قالت يومية (الشرق) إن الميليشيات الإيرانية قامت، بعيد إعلان نظام الأسد تعليق اتفاق خروج المدنيين ومقاتلي المعارضة من حلب، باحتجاز مدنيين كانوا على متن حافلات في طريقها إلى الخروج من حلب واتخاذهم رهائن وسرقة أغراضهم وإهانتهم ثم إرجاعهم إلى الأحياء التي قدموا منها، قبل أن تقوم بإعدام واعتقال عدد منهم، مؤكدة أن الواقع في حلب وفي عموم سوريا يؤكد مجددا أن نظام الأسد لم يعد يملك قراره، وأن هناك من يحركه ويوجهه ويدفعه إلى عرقلة الاتفاقات، وآخرها اتفاق إخراج المدنيين ومقاتلي المعارضة من شرق حلب.
وفي الشأن اليمني، قالت صحيفة (عكاظ) في مقال لأحد كتابها إن الحرب الدائرة رحاها في اليمن أحالت مستقبل البلاد أطلالا ستدفع أثمانها أجيال كثيرة في ظل حجم الكارثة الإنسانية الجاثمة على صدور اليمنيين.
واعتبر كاتب المقال أن "السلطة الانقلابية "لا تعي مسؤوليات الحكم ومتطلباته وتواصل العبث بما تحت يديها من مقدرات البلاد، فيما لا تزال السلطة الشرعية غير قادرة على تثبيت أركان مشروعيتها مكتفية بالجهود التي يبذلها التحالف العربي،وقال إن "شبح الدمار وارتفاع معدلات الفقر سيظلان يلاحقان اليمنيين ما لم يتم تقديم تنازلات كبرى لإنقاذ ما تبقى من مقومات الحياة الطبيعية في البلاد".
وفي لبنان، قالت (الأخبار) إن التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة تبدد، فبات من المؤكد أن المفاوضات لا تزال تحتاج إلى المزيد من الوقت، إذ ما زال مشروع التشكيلة الثلاثينية (30 وزيرا) متعثرا، وخاصة أن العقد الموجودة في صيغة الـ24 وزيرا، لا تزال كما هي، وأضيفت إليها "هواجس" رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من إمكان حصول خصومه على "ثلث معطل مموه" إذا صار عدد الوزراء 30.
أما (النهار) فأشارت الى أنه لم يعد يجدي التستر على عامل مواكب لمسلسل التعقيدات المتعاقبة الذي بات ماثلا بقوة في المشهد السياسي ويبرز مع تقدم استحقاق طرح قانون النسبية للانتخابات النيابية ، وقالت إنه ربما كان الكلام عن ادراج قانون الانتخابات النيابية على أساس "النسبية" الكاملة كشرط، أو ممر إلزامي للإفراج عن التركيبة الحكومية "مبالغا فيه" من زاوية بعض القوى الرافعة لواء هذا القانون والتي تردد أن لا رابط بين الاستحقاقين.
إلا أن ثمة، وفق الصحيفة، "وقائع تجري على محور الحركة السياسية والحزبية لجعل القانون النسبي أحد العناوين الملحة المقترنة ضمنا بالمشاورات اليومية لتسهيل ولادة الحكومة تعكس اتجاهات واضحة لتقديم الصراع الانتخابي وحسمه لمصلحة النسبية الكاملة على الاشتباك الحكومي الذي يكاد يبدو كأنه تراجع الى المرتبة الثانية في الأولويات".
أما (المستقبل) فاهتمت بالوضع في مدينة حلب السورية معلقة بالقول إنه وعلى الرغم من أثمان الدم التي دفعها أبناء حلب من جراء "القصف الروسي - الأسدي – الإيراني" على الأحياء الشرقية من المدينة التي باتت ركاما، وعلى الرغم من "الاتفاق الروسي – التركي" لإجلاء المحاصرين في تلك الأحياء بلا ماء ولا كهرباء وبهواء تلوثه روائح الجثث المنتشرة في الأزقة والطرقات، "إلا أن مقاتلي إيران وميليشياتها لا يزالون مصرين على استنزاف من بقي حيا في تلك الناحية من حلب حتى آخر نقطة دم،" مانعين الخروج الآمن إلى مناطق المعارضة حسب الاتفاق الذي تم أخيرا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.