في موريتانيا بلد المليون شاعر.. تراث شعري ضخم.. وفي عام 2010 في حلب قرأ الشاعر الدكتور أحمد دومان على جمع من الأدباء والشعراء الحلبيين قصيدة للشاعر الموريتاني محمد احمد يوره (1845-1925) مخاطباً المدْرُوُمْ وهو موضع ببلاد شنقيط (موريتانيا) يقول فيها:
على الربـعِ بالـمـدرومِ أيِّـهْ وحـيِّـهِ
وإن كـان لا يـدري جـوابَ المـؤيِّــهِ
وقفتُ بــه جـذلانَ نـفـسٍ كـأنّـَمــا
وقــفـــتُ عـلى لـيــلاهُ فـيـهِ ومـــيِّــه
وقـلـتُ لخلٍّ طالما قد صـحـبـتُــهُ
وأفـردْتُـهُ مـن بـيـنِ فـتـيــانِ حـيِــــّهِ
أعنّي بصوبِ الدمع من بعد صونِهِ
ونـشـرِ سـرير السـرِّ من بعـد طـيِـّهِ
فـمـا أنتُ خلُّ المرءِ في حال رُشدهِ
إذا أنـتَ لـستَ الخـلَّ في حالِ غَـيـِّه
وقد نالت إعجاب الحاضرين.. وفي اليوم التالي عارض الشاعرالكبير محمد هلال فخرو رحمه الله القصيدة بهذه الأبيات :
تحاملتُ عصراً نحو أطراف حيِّهِ
أسـائـلُ عـن لـيـلاه فـيـه ومـَــــيِّهِ
لقـد كانـتـا تـربـاً لـمن قـد فـقدتُـهُ
لعـلَّ لـدى إحـداهـمـا عـلـمَ حـيِـّـهِ
فقال لي الصبيانُ : ليلى تُوفـيتْ
ومـَيَّـةُ فـي قـاعِ الـرَّشادِ وغَّـيِـــّهِ
فما تبتغي ؟ قلتُ السلامةََ والهدى
وسِرتُ شجيَّ الحلقِ من بعدِ ريِّـهِ
يكادُ يرى الرَّاؤون وقعَ جوابـهـم
فـقـد بـانَ فوق الوجه آثـارُ كَـيِّــهِ
يحـقُّ لمـثلي أن يـدلِّـهَــهُ الهـوى
ويـعـرِضَ عـن أزياءَ ليستْ كزِيِّهِ
فيا شاعرَ المدرومِ شعرُكَ قاتـلي
فـأيِّـهْ .. فـما أسمعـتَ غيرَ المؤيِّـهِ
أما الشاعر الموريتاني الدكتور الشيخ أحمد دومان فقد أنشد :
• رويتُ حمى المدروم مثلَ أُخـيِّهِ
بـدمعـي فـما أوفـيـتُـهُ حـقَّ رَيِّـــــهِ
فخـاطَبني طـيـفٌ لـحسناءَ قائـلاً
أتـبـكي على المـدرومِ يا ابنِ أُبَيِّـهِ
فقلتُ لها: من أنتِ؟ هل تعرفينهُ؟
ولـم تــدرِ عـن لـيلاه شيئاً ومّــيِّهِ
فقالتْ : أنا مَنْ أُبرئ العشقَ والهوى
وأثـنـي ذراعَ الشـوق مـنْ بعدِ لـّيِّهِ
فقلتُ: وجرحُ القـلب بالأيِّ نازفـاً
كجرحِ فـتى المدروم في يومِ غّـيِّهِ
فقالت : إذاً فالكيُّ .. قلتُ : لربَّما
فلـيس يـرجَّـى البـرءُ إلا بـكـيِـــــّهِ
فقالتْ: لأنت الخلُّ في الرُّشدِ والغوى
فأيِّـهْ على المـدروم يا شيـخ أيِّـهِ
أما الشاعر محمد بشير دحدوح (النابغة الرندي ) فكانت هذه مساهمته:
عـلى ذكـرِ أربابِ الودادِ فـــأيِــّهِ
وإن كـان لـم يسـمعْـكَ غيرُ المؤيِّــهِ
عسى حـرقةُ الأيَّـات تُرسلُ نسمةً
فـتـحمـلَ مـن طـيـب الهـوى ونديِّهِ
ومنْ لم تكنْ لـيلاهُ بـلسـمَ جــرحِهِ
فـلـيس لـه بُــرءٌ بأعـطافِ مـيِــــّهِ
فـيا نـخلةَ المـدروم سعـفـكِ شاهدٌ
غـداةَ دعا المخـتارَ مـن أهل حيــِّهِ
ويا ظـبيةَ المدروم طرفُك ساهمٌ
ذروفٌ على صبـحِ الفـتى وعَـشيـِّهِ
وهمسِ صبايا الحيِّ في كلِّ خلوةٍ
ونشرِ شَغافِ السِّرِّ من بعدِ طـيِـّهِ
فـيا سادراً في الّلومِ ..حسبُك مرةً
فـما لك بالحـسونُ من بعـدِ رمْيِـهِ
فـلـن يستبـيـنَ الرُّشـدَ فاقـد خِـلَّـهِ
ولـن يهـتدي للحــقِّ راكبُ غَـيِــّهِ
فهـذا أخـو الشهـباءِ أيَّـهَ والـهـــاً
عـلى فـقـد تـربِ الودِّ وابـنِ أُخـيُّهِ
فـفـاح رطيب الشعر بالفقد روعةً
كـما فاح عـودُ الرَّندِ طيـبـاً بشيـِّهِ
فيا شاعرَ المدرومِ أيِّـهْ على الحمى
ويا شاعرَ الشهباءِ للتِـّربِ أيِّـهِ
وقد أُلقيت الأبيات في نقابة المهندسين في مدينة حلب في أمسية شعرية عام 2010 .
وقد أضفتُ مساهمتي على الأبيات الجميلة فقلت:
وقـفـتُ على المدرومِ وَقـْفَ المؤيِّـهِ
وقـدْ هـاجَ مِنْ شـوقي الوقوفُ بِحَـيِّـهِ
أســـائـلُ عـنْ خـلٍّ صَـفِـيٍّ عَـهِـدتـُهُ
خـلـيـلَ وَفـــاءٍ كــانَ لــي كــأُخَــيـِّـهِ
يـُعـيــنُ على الـدَّهـرِ الخَـؤونِ بلهفةٍ
رشـيـدٌ وإنْ جـارَ الــزَّمـانُ بـِـغـَـيــِّـهِ
وأسـألُ عـنْ لـيـلـى وميٍّ فـربَّــمـا
لـمحـتُ لـَـدَى لــيـْلاهُ طـَـيْـفــاً ومَــيـِّهِ
وهـَامتْ بيَ الـذِّكرى وأُتـرعَ كأسُها
وصرتُ بـلـيـغَ الـدَّمعِ مـن ْبـعدِ عَـيِّـهِ
فَـيـا شــاعـرَ المـدرومِ كـُلُّ بـلادِنــا
تـفـوحُ كَـمَـا الـمَـدروم عـطْراً بِـحِـيـِّهِ
ومـَـا ذلــك الـــمـدرومُ إلّا أحـبَّـتــي
فـَعـَرِّجْ عـلى الـمَـدرومِ كَـيْـمـ