تعيش مقاطعة النعمة على وقع صدمة بالغة مما آلت اليه النظرة الدونية لمجمل القبائل فيها، بعدما باتت حزب الاتحاد من اجل الجمهورية يتصرف فى تزكيات عمدها دون استشارة أو إبلاغ أو تفاوض.
ثلاث مجالس محلية فى مقاطعة النعمة يتداول أبنائها خبر تزكية عمدهم للمرشح بيرام ولد الداه ولد أعبيدى، مستغربين كيف تلجأ الدولة الموريتانية الى تشويه صورتهم أمام الرأي العام، ثم يختار الحزب عمد مقاطعة النعمة لتزكيته، معتبرين أن فى الأمر رسالة السوء لمجمل القبائل المشكلة لأكبر تحالف بالمنطقة.
عمدة أطويل شيخات ولد بلات (لحمنات) وعمدة آغوينيت سليمان ولد الشيخ سعدبوه (لشياخ) و عمدة أم آفنادش الشيخ التراد ولد حمادى ولد سيدى بيه (كنته) هم من أختارت الجهات المكلفة بملف المعارض بيرام ولد الداه ولد أعبيدى فى الدولة ، ليكونوا حظه من عمد موريتانيا 2019، بعد نجاح تجربة مماثلة سنة 2014 من قبل وزير الداخلية الأسبق محمد ولد محمد راره، لصالح المرشح ذاته، بتوجيه من الرئيس محمد ولد عبد العزيز، بعد تقدير موقف قدمه الأمن السياسى للرئيس، إثر رفض مسعود ولد بلخير خوض انتخابات الرئاسة، وإعلان المعارضة المقاطعة للاستحقاق بفعل ضعف فرص الشفافية وحياد الإدارة.
لم يكلف قادة الحزب الحاكم أنفسهم عناء الإتصال بالعمد، ولم تفعل الداخلية قبل تسريب الأسماء، ولم يستشر من وجدوا أنفسهم فجأة فى مواجهة ضغط الناخبين، ولم يتحمل العمد ما اعتبروه إهانة، لذا قرروا الخروج الى الإعلام لقلب الطولة على رؤوس من حاولوا التعامل معهم بمنطق المستخف بأنصاره ومعاونيه.
ورغم صدور أكثر من نفي لحد الساعة ، لم يصدر أي بيان من وزارة الداخلية جهة التوثيق المعتمدة، ولا من الحزب الحاكم الذى تعرض عمده للإحراج، ولامن المرشح وحملته، وهو يواجه تهمة تزوير إرادة العمد، وهم يصرخون عبر وسائل الإعلام لم نوقع لغير ولد الغزوانى في اسوء مشهد عرفته الجمهورية الاسلامية الموريتانية منذ استقلالها.