اتصلت اميمة تبكي وتُولول ...كان عبد الرحمن جالسا بجانب أمه..خرج مسرعا ليعرف من زوجته ما الذي حدث..وحتى لا يتسبب في إزعاجٍ أو ألمٍ للوالدة...
ماتْ....ماتْ..الكلمة الوحيدة التي استطاع سماعها في الهاتف من زوجته ...حاول أن يتمالك أعصابه ..لعنَ وساوس الشيطان..
عاد لسرير الوالدة..جلس...وقف...قعد...قام...أعاد الاتصال لعله يفهم شيئا هذه المرة...
اميمة ما تزال تبكي..سمع جَلَبة ..أصواتا مرتفعة حولها...علِم أن الامر خطير ..والخطبَ جَلَل!!...استأذن أمه قليلا..لم يقل لها كلمة واحدة...خرج مسرعا ..لا يلوي على شيء...مئة فكرة وفكرة جالت في مخيلته...يزيد السرعة..ثم يزيدها..لم يعد يرى شيئا..أو يسمع شيئا..من المؤكد أن أطفاله ليسوا على ما يرام ..سيطرت هذه الفكرة على عقله وحواسه...وأعمت عقله قبل بصره..
ما الذي جرى..ما الذي حدث؟
لا يدري ...
ترتطم سيارته بشكل مفاجئ بشاحنة تحمل "كونتينيرات" قادمة من الاتجاه المعاكس عند أحد التقاطعات الخطيرة...
أما الزوجة المسكينة اميمة فقد كانت منهمكة في أعمال المنزل حينما سمعت صرخة شديدة من ابنها في الغرفة المجاورة ,فأسرعت إليه ,وإذا به فاغرا فاهُ , شاحبَ الوجه ,مفتوح العينين ,ساكن الحركة ,ممسكا بهاتف تركته يلهو به...
دون أن تنطق بحرف...سقطت مغشيا عليها من هول المنظر ,لكن ابنتها الصغيرة خرجت تصيح : أمي...أخي..
التفّ من حولها الجيران ,حيث تطوع أحدهم بفصل التيار الكهربائي والاتصال بالشرطة ,لكن.....
تابع التفاصيل من هنـــــــــــــا