تعاني إيمان عبد العاطي، وهي شابة مصرية، من سمنة مفرطة للغاية، إذ يبلغ وزنها نحو 500 كيلوغرام؛ وهو ما بات يهدد حياتها مع فشل محاولات عدة للعلاج.. لكنها الآن تعلق أملها على طبيب هندي وعد بـ"فعل المستحيل من أجلها".
بصحبة شقيقتها، تتوجه إيمان، الأسبوع المقبل، إلى الهند على متن طائرة خاصة مجهزة لحالتها، حيث ينتظرها الطبيب الهندي، "موفي لاكداوالا" وهو متخصص في علاج السمنة في مدينة مومباي الهندية.
قصة إيمان (36 عاما) بدأت منذ طفولتها؛ إثر إصابتها بخلل في الغدد والهرمونات، ففي سن الـ12 عاما، بدأت تمشي على ركبتيها، بسبب تقوس في الأرجل، جراء الوزن الزائد؛ ما دفعها إلى عدم استكمال دراستها، حيث كانت في السنة الخامسة من التعليم الأساسي.
شيماء، شقيقة إيمان، قالت: "شقيقتي تعاني من الوزن الزائد، رغم أنها قليلة الأكل.. حاولنا علاجها مرارا دون جدوى".
شيماء أضافت: "منذ ما يزيد عن سنتين، بدأ وزن إيمان ينقص تدريجيا، بفضل إتباعها نظاما غذائيا قاسيا جدا، حيث فقدت ما بين 40 إلى 50 كيلو غراما في أقل من 3 شهور، ليستقر وزنها عند 300 كيلو غرام".
لكن، وبشكل مفاجئ، تابعت شيماء، "دخلت إيمان خلال الأشهر الأخيرة في غيبوبة وانتكاسة طبية بسبب ارتفاع مفاجئ في الكوليسترول، ورفضت مستشفيات محافظة الإسكندرية (شمال)، حيث تقطن الأسرة، استقبال إيمان؛ لعدم قدرة أجهزة هذه المستشفيات على تحمل وزنها الزائد".
وزادت بأنه "بعد ذلك أصيبت إيمان بجلطة في المخ؛ ما استدعى إدخالها العناية المركزة.. ولم تنجح معها محاولات أطباء في العلاج الطبيعي؛ ما أصابها بحالة يأس من الحياة.. وزن شيماء يبلغ حاليا 500 كيلو غرام؛ نتيجة إصابتها بانسداد في الأوعية اللمفاوية، وزيادة المياه في جسمها عن المعدل الطبيعي.. ولا تستطع حتى الجلوس نصف جلسة".
وختمت بأن "الأطباء الذين تابعوا حالة إيمان كانوا يطلبون تصويرها بالهاتف المحمول لتشخيص حالتها عن بعد؛ ما أصاب الأسرة باليأس، وجعلها تبحث عن وسيلة أخرى، بعد الفشل في التواصل مع المسؤولين المصريين بحثا عن علاج لشقيقتي".
حالة إيمان النادرة، والتي لم تخرج من منزلها منذ 11 عاما، شكلت تحديا لأسرتها؛ ما اضطر شقيقتها شيماء إلى اللجوء إلى موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فعرضت من خلاله مأساة إيمان، وهو ما حقق صدى محليا واسعا.
لأسابيع، ظلت حالة إيمان، وهي طريحة الفراش منذ عامين، متداولة بين مستخدمي المواقع الافتراضية، قبل أن تصل قصتها إلى وسائل إعلام عالمية، حيث كتبت عنها صحف في بريطانيا وألمانيا وروسيا والهند والصين وإسبانيا.
خبر إيمان وصل إلى طبيب هندي، يدعى "موفي لاكداوالا،" فتواصل مع أسرتها، عبر طبيب مصري يعمل في السعودية، واعدا بعلاجها والتكفل بمصاريف سفرها إلى الهند، حيث قال الطبيب الهندي للأسرة: "سأفعل المستحيل من أجلها".
وهذه الشابة المصرية (500 كيلوغرام) هي أثقل امرأة وزنا في العالم، حيث سجلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية، عام 2011، الأمريكية بولين بوتر، كأثقل امرأة على قيد الحياة وزنا بـ292 كيلوغرام.
عن حالة إيمان، قالت الدكتورة لمياء فوزي، أخصائي العلاج الطبيعي والسمنة والنحافة، عضو الجمعية المصرية لدراسة السمنة، إن "أشهر اضطرابات الغدد الصماء التي تتسبب السمنة المفرطة، هي نقص إفراز الغدة الدرقية، أو ما يسمى كسل الغدة الدرقية".
وهي حالة مرضية، بحسب الطبيبة في حديث صحفي، "تحدث غالبا بسبب استئصال الغدة الدرقية أو إصابتها بتليفات؛ نتيجة خلل في الجهاز المناعي؛ مما ينتج عنه زيادة مفرطة في الوزن تظهر على الوجه والأطراف والبطن والأرداف، مصحوبة بارتفاع في ضغط الدم، وارتفاع في نسبة السكر بالدم".
وبشأن علاج هذه الحالة، نصحت الطبيبة المصرية بـ"إجراء تحليل لنسبة الهرمونات المؤثرة في الوزن، قبل البدء في أي خطط علاجية لمشكلة السمنة؛ وذلك للكشف عن أي خلل هرموني مسبب للسمنة قبل وصف العلاج المناسب".
ويعّرف خبراء منظمة الصحة العالمية السمنة بأنها تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون، ناتج عن اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم وتلك التي يحرقها.
وتعتبر المنظمة أن انتشار حالات السمنة المفرطة، خاصة بين الأطفال والشباب على مستوي العالم، ينتج عن عوامل عدة، منها زيادة تناول أغذية تحتوي نسبة عالية من الطاقة والدهون والسكر، ونسبة قليلة من الفيتامينات والمعادن، مقابل خفض مستويات النشاط البدني بسبب تزايد الطبيعة الخمولية، وتزايد التوسّع الحضري.
وبحسب تقرير نشرته المجلة الدولية للسمنة، مؤخرا، فأن السمنة المفرطة تعود إلى أسباب جينية، حيث كشفت أبحاث عن وجود 127 جينا تلعب دورا رئيسا في انخفاض معدل حرق السعرات الحرارية، والميل إلى تناول كميات أكبر من الطعام، بسبب ضعف التحكم بالشهية، وانعدام الإحساس بالشبع، والميل إلى الخمول البدني، بالإضافة إلي ميل الجسم إلى تكوين عدد كبير من الخلايا الدهنية وتخزين معدلات مرتفعة من الدهون في الجسم.
ويعاني 1.4 مليار نسمة من البالغين حول العالم (من أصل 7.4 مليار نسمة) من فرط الوزن، بحسب منظمة الصحة العالمية، التي أفادت بوفاة ما لا يقلّ عن 2.8 مليون نسمة سنويا بسبب فرط الوزن أو السمنة.