في أحد الأسواق الكبيرة قرب أحد المحلات بالساعة والدقيقة .
لقد رآني ورأيته وليتني لم أره ولم يراني ، كان وسيماً جداً حتى في جسمه وطوله ,لقد أعجبني كل شيء فيه ,نعم أعجبني في لحظة قصيرة لا تتعدى دقيقة واحدة ، ومن جهته لم يصدق أنه كان يتحادث مع مَن هي في شكلي ,حيث أوضح لي بأني أسرته بجمالي وأنه أحبني بجنون ، كان يقول لي أنه سوف يقتل نفسه إن فقدني بعدها، مما زادني أنوثة وأصبحتُ أرى نفسي أجمل بكثير من قبلُ حتى قبل زواجي.
هذه بداية النهاية يا أخواتي . لم يكن يعرف أني متزوجة وقد رزقني الله بزوج طيب .
عموما أصبح حديثنا بعد هذا اللقاء مختلف تماماً. كان رومانسياً ,وعرف هو كيف يستغل ضعفي كأنثى وكان الشيطان يساعده بل ربما يقوده , أراد رؤيتي مرة أخرى وكنت أتحجج كثيراً وأُذكِّره بالعهد الذي قطعه ، مع أن نفسي كانت تشتاق إليه كثيراً ولم يكن بوسعي رؤيته وزوجي موجود في المدينة ,وأصبح الذي بيننا أكثر جدية فأخبرته أني متزوجة ولي أبناء ولا أقدر على رؤيته ويجب أن تبقى علاقتنا في "التشات" فقط. لم يصدق ذلك وقال لي لا يمكن أن أكون متزوجة ولي أبناء . قال لي أنت كالحورية التي يجب أن تُصان ,أنت كالملاك الذي لا يجب أن يوطأ وهكذا. لقد أصبحت مدمنة على سماع صوته وإطرائه حتى أني تخيلت لو كنت بين يديه وذراعيه كيف سيكون حالي ، لقد جعلني أكره زوجي الذي لم يرَ الراحة أبدا في سبيل تلبية مطالبنا وإسعادنا ,وبدأت أصاب بالصداع إذا غاب عني ليوم أو يومين ,و إذا لم أكلمه في التشات أصاب بالغيرة ,في الحقيقة لا أعلم ما الذي أصابني بالضبط، إلا أني أصبحت أريده أكثر فأكثر.
لقد شعَر هو بذلك وعرفَ كيف يستغلني حتى يتمكن من رؤيتي مجدداً، كان كل يوم يمر يطلب فيه رؤيتي، وأنا أتحجج بأني متزوجة، وهو يقول ما الذي يمكن أن نفعله، أَنَبقى هكذا حتى نموت من الحزن، أيعقل أن نحب بعضنا البعض ولا نستطيع الاقتراب من بعض، لابد من حل يجب أن نجتمع، يجب أن نكون تحت سقف واحد ,لم يترك طريقة إلا وطَرقها، وأنا أرفض وأرفض. حتى جاء اليوم الذي عرض فيه عليّ الزواج وبأن زوجي يجب أن يطلقني حتى يتزوجني هو، وإذا لم أقبل فإما أن يموت أو أن يصاب بالجنون أو يقتل زوجي.
الحقيقة رغم خوفي الشديد إلا أني وجدت في نفسي شيئا ما يقربني إليه، وكأن الفكرة أعجبتني, كان كلما خاطبني ترتعش أطرافي وتصطك أسناني كأن البرد كله داخلي. احترتُ في أمري كثيراً، أصبحت أرى نفسي أسيرة زوجي وأن حبي له لم يكن حبا، وبدأت أكره منظره وشكله. لقد نسيت نفسي وأبنائي وكرهت زواجي وعيشتي
عندما علِم وتأكد من مقدار حبي له وتمكنه مني ومن مشاعري، عرض علي بأن أختلق مشكلة مع زوجي وأجعلها تكبر حتى يطلقني, لم يخطر ببالي هذا الشيء من قبل ,لكن الفكرة بدت لي هي المخرج الوحيد لأزمتي الوهمية ، ووعدني هو بأنه سوف يتزوجني بعد طلاقي من زوجي وأنه سوف يكون كل شيء في حياتي وسوف يجعلني سعيدة طوال عمري معه. لم يكن وقع هذا عليّ سهلاً ولكن راقت لي هذه الفكرة كثيراً وبدأت فعلاً أصطنع المشاكل مع زوجي كل يوم حتى أجعله يكرهني ويطلقني ، بقينا على هذه الحالة عدة أسابيع ، وأنا منهمكة في اختلاق المشاكل حتى أني أخطط لها مسبقاً معه طول المدة كما بدأ يمل مني ويصر على رؤيتي لأن زوجي ربما لن يطلقني بهذه السرعة ,وفي النهاية طلب أن يراني وإلا ؟؟؟.
لقد قبلت دون تردد كأن إبليس هو من يجيب عني ويتخذ القرارات بدلاً مني ، وطلبت منه مهلة أتدبر فيها أمري
في يوم الأربعاء قال زوجي إنه ذاهب في رحلة عمل لمدة خمسة أيام ، أحسست أن هذا هو الوقت المناسب. أراد زوجي أن يرسلني إلى أهلي كي أرتاح نفسياً وربما أخفف عنه هذه المشاكل المصطنعة ، فرفضت وتحججت بكل حجة حتى أبقى في البيت ، فوافق مضطراً وذهب مسافراً يوم الجمعة.
كنت أستيقظ من النوم فأهذب مباشرة إلى التشات اللعين حتى أغلقه لأذهب إلى النوم ,وفي يوم الأحد كان الموعد، حيث قبلتُ مطالب صديق التشات وقلت له بأني مستعدة للخروج معه ,كنت على علم بما أقوم به من مخاطرة ولكن تجاوز الأمر بي حتى لم أعد أشعر بالرهبة والخوف كما كنت في أول مرة رأيته فيها. وخرجت معه، نعم لقد بعتُ نفسي رخيصة وخرجت معه ,حيث اجتاحتني رغبة في التعرف عليه أكثر وعن قرب ,واتفقنا على مكان في أحد الأسواق، وجاء في نفس الموعد وركبت سيارته ,ثم أنطلق يجوب الشوارع ولم أشعر بشيء رغم قلقي ,فهي أول مرة في حياتي أخرج مع رجل لا يمت لي بأي صلة سوى معرفة 7 أشهر تقريباً عن طريق التشات ولقاءً واحدا فقط لمدة دقيقة واحدة ,كان يبدو عليه القلق أكثر مني، وبدأت الحديث قائلة له: لا أريد أن يطول وقت خروجي من البيت، أخشى أن يتصل زوجي أو يحدث شيء قال لي: بتردد " ربما....
تابع البقية من هنـــــــا