مريم طفلة ولدت في إحدى الولايات الشرقية من الوطن , لم تنعم برؤية أبيها لأنه توفي وتركها في سن الثانية من العمر.
عاشت مريم في حضن امها خديجة , لم تفارقها لحظة , كانت تخاف عليها من كل شيء , وتعتبرها الذكرى الوحيدة التي بقيت لها من زوجها التي كانت تحبه بجنون , كانت تعتبره زوجا محبا وأخا مخلصا وصديقا مقربا.
لم تعرف رجلا قبله ولا تريد أن تعرف رجلا بعده , كان في نظرها رمز الرجولة والشهامة , ولا يمكن ان تتصور نفسها تعيش مع غيره من الرجال.
لقد نذرت نفسها لابنتها , ولتربيتها التربية النافعة الصالحة , حتى اذا بلغت مبلغ النساء زوجتها من مَن يستحقها وتفرغت هي لتربية أبنائها , هذا كلما كانت تحلم به وتخطط له , لكنها تريد , والله يريد , ولا يكون الا ما يريد الله.
لما بلغت أم مريم الخامسة والعشرين من عمرها كانت ابنتها مريم قد تجاوزت السنة السابعة بقليل , حيث نجحت لتوها وتجاوزت الى الصف الثالث ابتدائي.
وتشاء الاقدار أن يجتاح مرض الكوليرا مناطق شاسعة من الشرق الموريتاني وتكون خديجة....
تابع مأساة الطفلة مريم ووالدتها بالضغط هنــــــــا