أثارت إساءات مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد مايكل تي فيلين حول القرآن والنبي الكريم ردود فعل غاضبة ليس فقط على صعيد المسلمين ، بل تعدى الرفض والاستهجان المسيحيين أيضا .
ووصف المفكر السياسي القبطي، جمال أسعد، التصريحات بالعنصرية، قائلا:" كلام عنصري استبدادي متخلف، يعود بنا إلى الخلف بعيدا عن القيم الحضارية وقبول الآخر، ويتناقض مع الديمقراطية التي يتشدقون بها".
وأكد أسعد أنها إساءة عنصرية للمسلمين جميعا، وتتناقض مع تراجع الرئيس الأمريكي ترامب عن تصريحاته المسيئة للمسلمين أثناء حملته الانتخابية بعد إعلان فوزه رئيسا للولايات المتحدة ، مطالبا بضرورة احترام الآخر وعقائده وما يؤمن به.
وأضاف أن تصريحات فيلين، تؤجج ما يسمي بصراع الحضارات وصراع الأديان، وتعيد هذه النظريات إلى الساحة الدولية مجددا، متوقعا أن يتراجع فيلين عن هذه التصريحات كما فعل رئيسه ترامب.
وأوضح أن إصدار التصريحات المسيئة للمسلمين ثم التراجع عنها، يجعلنا أمام حيرة في فهم طبيعة وسياسة الإدارة الأمريكية الجديدة، لافتا إلى أن التفوه بهذه التصريحات بين الفينة والأخرى بمثابة بالون اختبار سترسم بناء على نتائجها الإدارة الأمريكية الجديدة سياستها.
بدوره اعتبر الناشط السياسي القبطي، رامي جان، أن سياسية ترامب وإدارته واضحة وصريحة جدا منذ البداية، مؤكدا أن هذه التصريحات تشير إلى ان العالم كله يجمع الحطب الآن لإحراق المسلمين، والقضاء على الجماعات الإسلامية المعتدلة في العالم الإسلامي.
واستطرد جان : هم يريدون منطقة شرق أوسط علمانية بالمفهوم المتطرف للعلمانية، ويريدون محاربة الفكر السني الإسلامي في العالم كله، لصالح التوجه الإيراني في المنطقة بأكملها".
ولفت إلى أن الأمريكان قبل غزو أفغانستان سبقوا ذلك بحملة هجومية موسعة ضد الإسلام والمسلمين، قائلا: " وكان المسيحية او اليهودية ليس بها تطرف او جماعات تستخدم العنف والإرهاب".
وأكد أن هذه التصريحات دعوات علنية صريحة إلى حرب أهلية، متوقعا أن يتم الإعداد لحادث طائفي ضخم على مستوي العالم، ليكون مبررا لمزيد من القمع والقتل بحق المسلمين وخاصة السنة.
واستنكر الحقوقي والقيادي بالحزب المصري الديمقراطي، زياد العليمي، إدخال الدين في اللعبة السياسية، مؤكدا أن المناخ العام في العالم يتجه نحو المزيد من الفاشية وعدم قبول الآخر، ويوسع دوامة الصراعات على أساس الدين والمذهب.
وتابع العليمي: " العنصرية تقابل بعنصرية بديلة، والعنف يقابل بعنف مضاد، ولا يوجد دليل على أي تقدم سوى بالحوار والتعايش مع الآخر".
وأكد أن تصريحات فيلين تعبر عن عقيدته الثابته التي تحكمها نظرة أنه الأصح، مضيفا: " هذه المعتقدات تعود بالعالم إلى الوراء حتي لو عاد وتراجع أو اعتذر عنها، واللي يشغل منصب عام أو سياسي يجب أن يحكمه ما يصب في صالح المواطنين، وليست معتقداته الشخصية".
وأضاف العليمي،: " على فيلين أن يطرح أو يقدم ما لديه من أفكار حديثه، إن كان يرى أن القرآن يتناقض مع الحداثة" مؤكدا أن تصريحات تمثل الأفكار الرجعية التي تقسم الناس على أساس الدين، وكانت سببا في تدمير دول ومجتمعات عديدة.
عربي21