قطع مجتمعنا خطوات _ وإن على استحياء _ في طريق تعليم المرأة ؛ بيد أن المجتمع الذكوري ، المصاب بداء التخلف ، لا زال مشبعا برواسب العادات ، والتقاليد الرجعية البعيدة كل البعد ، من تعاليم ديننا الحنيف . .
إن بعضا من مجتمعنا _وللأسف _ لا زال ينظر للمرأة على أنها كائن لا يصلح إلا للفراش فقط ؛ ويصف المثقفة بأوصاف لاتليق كل ذلك الهدف منه ؛ أن تظل "حواء" أسيرة ، محاصرة بسياج التجهيل ، المعزز بنصوص ظاهرها صون عرض المرأة ؛ وباطنها الإهانة والتهميش . .
إن مجتمعا لا تزال تروج غالبية نخبته لتجهيل المرأة ؛ تاركة وطنا يركض إلى الوراء بخطوات متسارعة ؛ ولاتحرك ساكنا لإنقاذه ؛ بل تزيد الطين بلة . أعني تلك النخبة التي إن أردنا وصفها وصفا دقيقا نقول :
المرض العضال الذي أنهك جسم الوطن المثخن بالجراح ؛ المرض المسمى بالنصب والاحتيال ؛ الذي يصيب النخبة التي لاهم لها سوى شهوتي البطن والفرج . فلاتقدم ولا ازدهار لهذا الوطن ما لم نسعى جميعا لا ستئصال هذا الداء ؛ والقضاء عليه ، وعلى مخلفاته من عادات ، وتقاليد بائدة ،رجعية ، محاطة بهالة دينية خرافية . .
إن حق المرأة في التعليم حق يكفله الشرع والقانون معا ؛ ونحن نلتمس أحسن المخارج لأولئك الذين يرون أن الأولى للمرأة ترك التعلم في المدارس والجامعات ؛ والجلوس في البيت حتى يأتيها الأجل ؛ نظرا لظاهرة الاختلاط المتفشية في تلك الأوساط ؛ نعم ظاهرة الإختلاط موجودة وخطرها جسيم على المرأة ، والمجتمع ككل ؛ لكن بالإمكان محاربة هذه الظاهرة دون حرمان المرأة من حقها في التعليم ؛ بل ومساهماتها مستقبلا في بناء هذا الوطن . .
إن محاربة ظاهرة الاختلاط تكون بما يلي :
- حرص الأسرة على تربية الفتاة تربية إسلامية شاملة .
- مصاحبة الأم لا بنتها ، بأن تناقش مع البنت المواضيع التي تهمها ، لتكتشف ما تفكر فيه ، ومن ثم تبدأ في عملية تصحيح أخطاء ابنتها بلطف ، يكتسي ثوب الأريحية ؛ ويمر ببساط الحكمة ليؤتي أكله . .
- التعرف على صديقاتها ؛ وتحذيرها من خطر الصحبة السيئة .
- تشجيع الفتاة على لبس الحجاب منذ الصغر لتتعود عليه "الشوكه من سغرته أمحده"
- مطالبة الجهات المعنية بالفصل بين الجنسين في المدارس والجامعات .
Ahmed mahmoud ebou elhassani