اقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية إعلان الجزائر عن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري المقرر في 18 إبريل/نيسان الجاري.
ووفقاً لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الداخلية الجزائرية مساء الاثنين، فقد قدم 32 مواطناً استمارات الترشح للانتخابات الرئاسية، تسعة منهم يمثلون أحزاباً سياسية مقابل 23 مرشحاً مستقلاً.
ولم يعلن بعد الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة عن ترشحه رسميا لولاية خامسة، على الرغم من تصريحات من دوائر مقربة منه في الأشهر الأخيرة تفيد بنيته الترشح، الأمر الذي أثار الكثير من التكهنات والتساؤلات بشأن ترشح بوتفليقة ومستقبل البلاد بعده في حال عدم ترشحه.
"خبر مفرح"
يقول حبيب راشدين في الشروق الجزائرية: "انتهت اللعبة، ووضع الكتاب، وقضي الأمر الذي كانت فيه المعارضة والموالاة تستفتيان كل عرافة وقارئة في فنجان، لأن الاستحقاق الرئاسي لسنة 2019 سوف يقوم في موعده الدستوري ... وقد أضاع القوم شهوراً كثيرة في مضاربات حمقاء حول أكثر من صيغة للتمديد كانت مستبعدة عند من يجيد إلقاء السمع وهو شهيد".
ويرى راشدين أنه بدعوة الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقبلة يكون الرئيس بوتفليقة "قد حافظ على المكسب 'الديمقراطي' الوحيد منذ الخروج من الفتنة" حسب تعبيره.
ويضيف أن الرئيس بذلك "لم يخضع للضغوط الهائلة من محيطه ومن كثير من شخوص المشهد السياسي العالق بتلابيبه".
واعتبر خيرالله خيرالله في جريدة العرب اللندنية أن تحديد موعد للانتخابات الرئاسية في الجزائر هو بحد ذاته حدث "في غاية الإيجابية".
ويقول الكاتب: "إنّه باختصار خبر مفرح وظاهرة صحية في منطقة تعج بالأحداث الأليمة... يثبت ذلك أن البلد يسعى بالفعل إلى الخروج من أزمة عميقة ناجمة عن مرض الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يتحرّك منذ ما يزيد على خمسة أعوام على كرسي نقال بعد إصابته بجلطة في العام 2013".
ويرى الكاتب أن بوتفليقة حقق إنجازاً كبيراً على مدار عشرين عاماً، تمثّل في "تحقيق السلم الأهلي بعد عشر سنوات من الاضطرابات".
ويأمل الكاتب أن "يتمسّك الرئيس الجزائري، أو على الأصح أولئك الذين يشكلون الحلقة الضيقة المحيطة به، برفض الولاية الخامسة. سيقدّم بوتفليقة بذلك خدمة أخيرة إلى بلده الجزائر ويؤكد أنه استطاع بالفعل وضع البلد على طريق التعافي بعيداً عن المصالح الشخصية لمجموعة من الشخصيات تمارس حالياً دور الرئيس".
ويختتم مقاله متسائلاً: "هل يؤدي الآن الخدمة الوحيدة التي يستطيع تقديمها للجزائريين وللجزائر؟ هل يسمح بإجراء انتخابات رئاسية حرة، إلى حدّ ما، تأتي برئيس طبيعي لبلد ما زال يرفض التصرف بشكل طبيعي مع محيطه؟"
ترشّح لواء متقاعد
وتعليقاً على إعلان اللواء المتقاعد علي غديري الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر، كتبت القدس العربي اللندنية تقول إن إعلانه الترشح أثار الكثير من التساؤلات "لأن هذا اللواء المتقاعد الذي لم يكن معروفاً من قبل، قفز اسمه إلى الواجهة خلال الأسابيع الماضية، عندما خرج بمقالات في الصحافة، يتحدث فيها عن الوضع السياسي وعن دور المؤسسة العسكرية".
وتضيف: "ورغم أن غديري لم يطرح نفسه كمترشح في وقت أول، إلا أن رد قائد أركان الجيش كان عنيفاً، ووصف غديري (بدون تسميته) بكل الأوصاف والنعوت، واتهمه بأن دافعه هو طموحات غير مبررة، وأنه مدفوع من طرف مجموعة، في إشارة إلى عسكريين سابقين".
وتقول: "بعض المراقبين يرون أن اللواء غديري مرشح وصيف لمرشح النظام في حال ما إذا وقع شيء غير منتظر، وآخرون يرون أن مشاركته تأتي في إطار صفقة لإعطاء مصداقية للانتخابات الرئاسية المقبلة".
وتعليقاً على ذلك أيضاً يقول رابح بوكريش في رأي اليوم الإلكترونية إن المواطن الجزائري "تفاجأ" بهذا الترشح.
ويقول: "وطبيعي أن ينقسم الشعب إلى قسمين، فمنهم من يرى فيه بصيص أمل لهذا الوطن، ومنهم متخوف بسبب ما عرفته البلاد في العشرية الحمراء"، في إشارة إلى السنوات العشر ما بين 1991-2002 التي شهدت فيها البلاد أعمال عنف وخلّفت نحو مئتي ألف قتيل، ويشار إليها كذلك بـ "العشرية السوداء".
ويضيف: "على كل حال من حق اللواء الترشح حسب الدستور، وعلينا الانتظار حتى تنطلق الحملة الانتخابية لنعرف إن كان هذا الرجل يستحق هذا المنصب".
ويرى أن الجزائر "مجبرة على التخلص من نظامها القائم لأن مصالحها الحقيقية ليست في هذا النظام الفاشل".
ويضيف: "يجب على الدولة الجزائرية أن تنظم انتخابات حقيقية يوم 18ابريل... وعندئذ يمكن أن تنشأ علاقة جديدة بين السلطة من جهة، والشعب من جهة أخرى كما حدث في الثورة التحريرية، وهنا تبدأ ثورة جديدة متمثلة في ثورة تطوير البلاد في جميع المجالات".