نعتقد في الموالاة، أن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، قد حقق للشعب الموريتاني وللدولة الموريتانية إنجازات كبيرة وفي مجالات عدة لا ينكرها- من وجهة نظرنا- إلا مكابر. صحيح أنها لم تنل حظها من الشرح والتحليل ولم تقدم للمواطن بالطريقة التي تجعله يدرك أهميتها بالنسبة له ولمستقبل أبناءه كي يتبناها ويصونها . فتناولها من طرف إلاعلام وحتي من طرف المسؤولين غالبا ما يكون من زاوية سردية " تقريرية " وليس من زاوية تحليلية معمقة وذلك موضوع آخر قد نتناوله مستقبلا.
ولكن إذا قدر لنا يوما أن نكتب عن الإنجازات خلال هاتين المأموريتين؛ فإننا حتما سنضع على رأسها ، إشراف الرئيس علي تنظيم انتخابات شفافة تفضي إلى انتقال سلمي للسلطة من رئيس منتخب ديمقراطيا إلي رئيس منتخب ديمقراطيا ولأول مرة في تاريخ البلد.
هذا قطعا سيخلده التاريخ كأهم إنجاز حققه الرئيس محمد ولد عبد العزيز رغم تعدد وضخامة إنجازاته الآخري ، لأنه ببساطة ، إنجاز في جميع المجالات وعلي مختلف الأصعدة.
فهو إنجاز علي المستوي السياسي بامتياز لأنه ترسيخ وتجذير للديمقراطية الحقة، يشكل قطيعة نهائية مع ديمقراطية الواجهة والارتباك والخوف من المستقبل وشبح التغييرات غير الدستورية.
وهو إنجاز إجتماعي لأن ممارسة الديمقراطية التعددية بشكل سليم وحسب الأصول تشكل بدون شك ضمانا للسلم الإجتماعي وحماية للوحدة الوطنية وتسييرا حكيما وعادلا للطموح السياسي.
وهو فوق كل هذا إنجاز اقتصادي وتنموي سيفضي إلي طفرة اقتصادية وتنموية تنقل البلد إلي مصاف الدول المتقدمة في ظرف قياسي، طفرة لا يمكن أن يحققها البترول أو الغاز أو أي معدن ثمين آخر مهما كان حجم المخزون المكتشف منه. فالانتقال السلمي للسلطة وما يصاحبه من طمأنينة واستقرار، سيكون عامل جذب يؤدي إلى تدفق غير مسبوق للاستثمارات والتمويلات ... إنه بحق أبو الإنجازات ...
فهنيئا الشعب الموريتاني علي هذه القفزة النوعية في مجال الديمقراطية والتنمية والاستقرار وهنيئا وشكرا مستحقا لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي استطاع في لحظة فارقة من تاريخ أمته ورغم كل الاكراهات و الإغراءات أن يكون علي موعد مع التاريخ وأن يوثر وطنه على نفسه. لقد دخل التاريخ من بابه الواسع بموقفه هذا وسجل اسمه بحروف من ذهب في سجل العظماء الخالدين علي مستوي القارة الأفريقية والوطن العربي...
يحكي في تاريخنا العربي الإسلامي المجيد أن الخليفة الاموى سليمان بن عبدالملك بدأ عهده بعدل وختمه بعدل: بدأه بوقف التعرض للصحابة-رضوان الله عليهم- علي منابر المساجد وختمه بالعهد لعمر بن عبدالعزيز...
وعليه فإن صح مايتم تداوله من أن فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز سيوجه الأغلبية لاختيار السيد محمد ولد الشيخ محمد احمد كمرشح عنها في الانتخابات الرئاسية القادمة، فإنه يكون قد خدم بلده خلال حكمه ولم يفرط فيه عند مغادرته بل تركه في أيدى أمينة و سيذكر له التاريخ بعد أربعة عشر قرنا هذه المكرمة وهذا الإنجاز كواحد من أهم إنجازاته الخالدة.. .
سيدي ولد دومان