لا غرو أن يكرم رئيس الجمهورية بوسام مانديلا الذي هو تكريم لموريتانيا التي يحاول البعض عبثا وصمها بعار الاسترقاق و هي منه براء براءة الذئب من دم يوسف، موريتانيا قلعة التحرر بصياغة النصوص و مصادرة العبيد و خلق فرص العمل و محاربة الفقر و القضاء على الأمية، لكي لا يأخذ الاسترقاق أشكالا تتكيف مع الظرف و الواقع. مسيرة نيلسون الحافلة بالعطاء و التضحية الملهمة للبشرية جمعاء، لم تضاهها سوى حملة موريتانيا العظيمة لترسيخ ثقافة التحرر في أذهان شعبها، القائمة على مكونات هي أساس امتلاك الإنسان قراره.
أكملت بلادنا الترسانة القانونية المتعلقة بمحاربة الاسترقاق، و واكبتها بسياسة عقارية و خطط للحد من الفقر و خلق فرص العمل و فرض تساويها، منحت القروض و شقت القنوات و استصلحت الأراضي للزراعة و أطلقت الوكالات مشاريعها، كل ذلك سعيا للقضاء على مخلفات الرق، هكذا فعلت موريتانيا و كذلك كافح مانديلا الذي يمطر تكريم صاحب الفخامة بوسامه المزايدين وابلا من الأسئلة، أين أنتم من ماديبا؟ يا أبعد الناس من اقتفائه.