من كل حدب وصوب ومن جميع الاتجاهات وعلى مختلف الطرقات والأرصفة، كان سكان العاصمة الموريتانية نواكشوط على قدر المسؤولية والتحدي اتجاه وحدتهم الوطنية، وذلك تلبية لنداء ريس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، حيث هبت جموع غفيرة من المواطنين ومن كل مقاطعات نواكشوط إلى ساحة المطار القديم بكل عفوية للتعبير عن رفضهم التام لكل أنواع الخطابات العنصرية وخطابات الكراهية وكل ما من شأنه أن يفرق هذا الشعب المسلم والمسالم، فكان هذا الخروج العفوي ردة فعل قوية اتجاه دعاة الفتنة والعنصرية والتطرف وتعبير قوي وساطع على وحدة هذا الشعب وتصميمه على المحافظة على وطنه وتمسكه بالوحدة نهجا قويما وطريقا منيرا نحو التطور والازدهار والرقي.
متحصنا بالله أولا وبتعاليم دينه الحنيف وآخذا العبرة من ما آلت إليه الأوضاع في بعض الدول من جراء الانجرار وراء هذا النوع من الخطابات المدانة والمرفوضة من كل أحرار موريتانيا ومواطنيها الأوفياء، الرافضين لكل أنواع العنصرية والكراهة و كل سلوك أو تصرف يمس وحدة البلاد وأمنها.
وقد اختتمت المسيرة بخطاب لرئيس الجمهورية، عبر فيه بلسان حاله وحال جموع المواطنين عن الرفض التام لتلك الخطابات الدخيلة على مجتمعنا و عن وقوف الدولة وبكل عزم وحزم في وجه تلك الشرذمة من خلال سن القوانين والتركيز على التعليم بوصفه الحل الأمثل لكل المشكلات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو غير ذلك.
هذا اليوم المشهود يجب أن يخلد في بلادنا ليصبح عيدا وطنيا يبرهن فيه الموريتانيون على تمسكهم بوحدتهم والذود عنها بكل غال ونفيس، وعزل دعاة الفتنة وتمتين اللحمة الوطنية.
عاشت موريتانيا حرة موحدة ومزدهرة.
الباحث في العلوم الاقتصادية: عبد الله محمد المختار